تعلن وزارة الأوقاف أسبوعياً افتتاح العشرات من المساجد ما بين مساجد جديدة أو مساجد تم ترميمها، والملاحظ عند تفقد صور بعض تلك المساجد التي ترسلها الوزارة تجد أن بعضها يفتقد لأقل درجات الذوق في التشطيبات النهائية، فنجد مساجد تتداخل فيها الألوان الأحمر والأخضر والأزرق وواجهات من السيراميك.
وزارة الأوقاف في عام 2019 أطلقت كود المساجد حيث كلف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، الإدارة المركزية للشئون الهندسية بديوان عام الوزارة بإنشاء الكود المصري لتصميم المساجد، بحيث يتم تسجيل المساجد ذات العمارة الفريدة والمتميزة على مستوى الجمهورية، واختيار مجموعة من أكثرها تميزا وبمساحات مختلفة، وطرازات وتصميمات متنوعة تتناسب وسائر البيئات والمناطق سواء بعواصم المحافظات أم بسائر مدنها وقراها، وأوضح وزير الأوقاف السابق أنه سيتم في الكود الخاص بتصميم المساجد أيضًا اعتماد هذه النماذج في جميع العمليات الإنشائية التي تطرحها الوزارة، والتركيز على ما يعرف بالمسجد الجامع الذي يقدم إلى جانب إقامة الشعائر به خدمات مجتمعية لخدمة أهالي المنطقة أو المناطق المحيطة به.
وقال وزير الأوقاف السابق حينها إن إنشاء كود تصميم المساجد يعيد لمساجدنا وجهها الحضاري ورسالتها الحضارية مبنى ومعنى، ويضفي على مساجدنا طابعها الخاص المنبثق من حضارتنا العريقة والمعبر عنها وبما بجمع بين الأصالة والمعاصرة، واعتمدت الوزارة، فى خطاب موجه إلى مجلس الوزراء حينها، نماذج مساجد الظاهر بيبرس، وصلاح الدين بالمنيل، والمجمع الإسلامى بالوادى الجديد، لتكون النماذج المقررة للبناء، وفقا لمساحات 500 و1000 و2000 متر مربع.
المجمع الإسلامى بالوادى الجديد يعرف بـ«المسجد الكبير»، بنى فى عهد الملك فاروق، بالطوب اللبن، سنة 1936، بميدان الشعلة فى مدينة الخارجة، وضم مئذنة طويلة كانت الأعلى بين كل مساجد الوادى، ومع إحلال المسجد وتجديده، أصبح يضم مئذنتين.
وبنى المسجد بناء على رغبة أهالى المدينة التى كانت تابعة آنذاك لمحافظة الجنوب، والتى كانت تضم «أسيوط والوادى الجديد»، تحت إدارة محمد بك وصفى، وأنشئ المسجد بالجهود الذاتية على مساحة 1700 متر مربع، وضم دارا للضيافة ومكتبا لتحفيظ القرآن.
وأعيد بناء المسجد أكثر من مرة كان آخرها عام 2012، بتكلفة 12 مليون جنيه، حيث أقيم مصلى للرجال على مساحة 900 متر، وآخر للسيدات على مساحة 120 مترا، مع مكتب لتحفيظ القرآن الكريم ودار ضيافة بالإضافة إلى عدد من العيادات الطبية لتقديم الخدمة الصحية.
أما مسجد الظاهر بيبرس بناه الظاهر بيبرس البندقارى عام 665 هجرية، ويعد من أهم معالم القاهرة الإسلامية، استمر العمل فى بنائه طوال عامين، ويبلغ عمر المسجد 751 عاما، ويشبه فى تخطيطه مسجد أحمد بن طولون.
وتبلغ مساحة المسجد «103 فى 106 أمتار مربعة»، ويعد من أكبر مساجد القاهرة، ويتكون من صحن مكشوف محاط بـ4 أروقة، أكبرها رواق القبلة، والمحمولة على أعمدة رخامية، إلا أنه انهار أكثر من مرة، ولم يتبق منه سوى حوائطه الخارجية والتى ضمت تفاصيل زخرفية كثيرة، وقد تم إطلاق مشروع لترميمه أكثر من مرة، بداية من عام 2007، لكنها توقفت بسبب نقص المال، حتى تم الإعلان عن خطة لتطويره العام الماضى 2018، وتم إسناد ترميمه إلى شركة المقاولون العرب بإشراف وزارة الآثار، والتى تعمل حاليا على ترميمه، ومن المقرر الانتهاء منه بداية العام المقبل، ومن المتوقع أن تصل تكلفة الترميم إلى 100 مليون جنيه، وهى منحة قدمها رئيس كازاخستان «مسقط رأس السلطان بيبرس» لترميم المسجد.
أما مسجد صلاح الدين بالمنيل ويقع على شاطئ النيل بجزيرة الروضة فى المنيل، له مئذنتان شامختان وثلاث قباب، يستقبل ضيوفه من المصلين، وراغبى حفظ القرآن. أنشئ المسجد فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، عند النهاية الشرقية لكوبرى جامعة القاهرة، ويضم مصلى كبيرا للرجال وآخر للسيدات، بالإضافة إلى مكتبة وقاعتين لتقديم الخدمة المجتمعية للمحيطين به حيث تقام به احتفالات «عقد القران» وأخرى للعزاء.
مشروع كود المساجد ليس بدعة بل إن هذا الأمر موجود في معظم الدول الإسلامية والتي ترى ان عمارة المساجد جزء من هوية وتاريخ تلك الدول ، فالامر مطبق في المملكة العربية السعودية و دولة الكويت و المملكة المغربية و المملكة الأردنية ، وغيرهم من الدول ، فمتى يفعل هذا الأمر في بلادنا.
الدكتور أسامة الأزهرى ، وزير الأوقاف ، ينظر إلى هذا الامر ويضعه نصب أعينه وضمن أجندته ، حيث توجه اليوم السابع في لقاء سابق مع الوزير عن تطبيق هذا الكود أكد أن الأمر في غاية الأهمية وانه سيكون على أجندته لبحث تفعيله أو تطويره .
فقد تشهد الوجهات الخارجية للمساجد بمصر عشوائية وفوضى مما جعل طرازها المعمارى بعيدا كل البعد عن الروح والتاريخ المصرى، ويظهر واضحا فى المدن الجديدة التى تم استنباط التصميم المعمارى للمساجد فيها من الطراز الآسيوى والغربى.
