رحلة التوحد رحلة شاقة ومؤلمة، أبطالها مغمورن فالكثير مننا لايعلم الكثير عن هذا التحدى، الذى يتنوع بين أطياف عديدة، لكل حالة منها ظروف خاصة، هذه الرحلة ليست فردية بالمرة، فأبطالها الحقيقيون ليسو أصحاب التحدى فقط بينما تلعب الأسرة من الأم والأب دورًا كبيرًا في دعم هؤلاء الأبطال.
البطل الحقيقي لمسلسل حالة خاصة يروى رحلته مع التوحد
عبد الله أشرف هو أحد أبطال هذا التحدى، وهو أيضا البطل الحقيقي لمسلسل حالة خاصة الذى عرض منذ فترة، وحقق نجاح كبير، لأنه سلط الضوء على رحلة التوحد وأهم الصعاب والتحديات في تلك الرحلة، وكيف يعانى أبطالها منذ نعومة أظافرهم ومع مضي العمر، لكنه هذا العمل الفني أراد أن يكشف أيضا عن القدرات الخاصة التي تميز هؤلاء الأبطال والتي تجلعهم في تفوق كبير عن غيرهم.
جسد الفنان الشاب طه الدسوقي، شخصية نديم أحمد أبو سريع، التي تم سردها واقتبسها من حياة ضيفنا اليوم "عبدالله أشرف"، الذى قرر أن يروى لنا تفاصيل أكثر عن هذه الرحلة التي لن تكن سهلة بالمرة، البداية كانت وهو في عمر الثالثة، لاحظت الأسرة تأخر "عبدالله"عن مهارة الكلام والتواصل، لتقرر الأسرة عرضه على طبيب مقرب من الأسرة ليكشف أن سبب هذا التأخر في بعض المهارات هو التوحد.
عبدالله أشرف
" حسيت بالاختلاف لما كنت بالمدرسة..مش هنسى هزار زمايلى أكتر حاجة كانت بتضايقني"، بهذه الكلمات بدأ عبد الله الحديث، ليكشف أن الرحلة بدأت من مرحلة الدراسة والاختلاط الحقيقي بالطلاب، حينها أدرك أنه ينقصه العديد من المهارات الاجتماعية التي تمكنه من التواصل مع زملائه، وهذا ماجعله عرضة للتنمر والهزار العنيف، الذى لازال باق في ذهن عبدالله ولن ينساه حتى هذه اللحظة.
بطل مسلسل حالة خاصة: كنت بعاني من التنمر وأنا في المدرسة ومبحبش أدخل في مشاكل وخناقات
وأكد عبدالله قائلا:" كنت حاسس أن مختلف عن صحابي في المدرسة يعنى لما كان عمري 15 سنة كنت بحس أن دماغي عمرها 50 سنة، كنت بشوف دايما أنى دماغي مترتبة ومنظمة، عكس اللي في سني، ودا خلاني متفوق قي دراستي خاصة الرياضيات"
وأوضح قائلًا: كنت بعاني من التنمر خاصة في مرحلة الإعدادية والثانوية، بس كنت بتجنب الدخول في مشاكل لأن مبعرفش اتخانق ولا ليا في الخناق والمشاكل، وقدرت اتجاوز كل التصرفات غير اللائقة من زمايلي وتخرجت من مرحلة الثانوية".
وأضاف: تبدلت حياتي كثيرًا بعد دخولى للجامعة حيث أصبحت أكثر انخراطًا مع زملائى وهنا كان التحدى الحقيقي، ومحاولات مستمرة منى لمواجهة التوحد وشعور العزلة الذى يسيطر عليا كثيرا، فكنت أحاول كثيرا على استقلال المواصلات بمفردى والتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي، وكان ذلك اصعب تحدي لي".
عبد الله اشرف: تعرضت للرفض كثيرا في مقابلات العمل ولم أشعر باليأس لحظة
وعن سوق العمل والتحديات التي واجهته حتى نجح في الحصول على فرصة عمل كـ"مونيتر" محترف في إحدى المنصات الشهيرة، أكد عبد الله: "كنت أتعرض للرفض في مختلف مقابلات العمل التي تقدمت إليها، ولم أجد سبب في هذا الرفض"، مشيرا: "عمرى ما يأست ومبطلتش اشتغل على نفسي، كل مرة كنت بترفض بيها بحاول تاني لحد مانجحت محدش ساعدنى أنا كنت بشتغل على نفسى وباخد كورسات كتيرة عشان أحسن من نفسي عشان أكون مونتير محترف وفي الآخر نجحت".
عبدالله عن علاقته بوالدته: "من غير أمي مكنتش هعرف أشيل شيلتي ولا أوصل للى وصلتله دلوقتي"
وعن علاقته بالأسرة وكيف كانت الداعم الأول له، أشار عبد الله، قائلاً:" من غير أمي مكنتش هعرف أشيل شيلتي ولا أوصل للى وصلتله دلوقتي، هي صاحبتي الوحيدة وهي اللى ليها الفضل في كل تطور وصلت ليه من غيرها أنا مكنتش هبقى أي حاجه، أما والدي وعلى الرغم إنه كان عنده حالة إنكار لحالتي بسبب حبي الشديد ليا، لكنه كان بيدعمني كتير وقدر يوصلني لمرحلة مهمة بسبب المراقبة والتعلم المستمر".
والدة عبدالله أشرف
عبدالله يكشف عن مهمة تدريبه للفنان طة الدسوقي لتقمص شخصية نديم أبو سريع
وأما عن تدريبه للفنان طة الدسوقي ليقدم شخصية "نديم أبو سريع" بهذه الاحترافية التي ظهرت على الشاشة، اكد أنه كان يعاون "الدسوقي" في العديد من المهارات التفاصيل التي يمتلكها، حتى يتمكن تقمص الدور وأدائه بهذا العمق والدقة التي ظهرت أمام الجمهور.
وأضاف قائلًا:"في تفاصيل كتيرة ظهرت في المسلسل كانت متاخدة من شخصيى وحياتي اليومية زي سماعة الأذن وتفصيلة الشنطة وطريقته في الكلام"، لافتًا إلى أنه جمعه مع الفنان طة الدسوقي علاقة متينة، خاصة أنى ساعدته كثيرا في التعرف أكثر على عقلية أبطال التوحد وحقيقة شعورهم وما أكثر التصرفات التي تسبب في إزعاجهم وهذا ما جعل الدور يظهر بكل هذا الصدق.
وفي ختام حديثه، وجه عبدالله رسالة لأبطال التوحد قائلا:" حب نفسك أكتر مش لازم يبقى عندك حاجة تميزك عن غيرك انت لوحد مميز، بلاش تستسلم وتيأس عشان مهما عدت عليك أيام صعبة هتيجى عليك أيام هتوصل لأحلامك".