خلف هجوم جديد للدعم السريع على ولاية الجزيرة فى السودان، عدد كبير من الضحايا، إذ نفذ مقاتلو الدعم السريع حملة استهداف جديدة، أدت لمقتل 31 شخصا على الأقل، واختطاف العشرات، وهو ما أدى لموجة نزوح شديدة، من قرى الجزيرة ومدنها، هربا من هجمات الدعم السريع المتواصلة على الولاية.
وكشفت منظمات حقوقية وقوع أكثر من 47 حالة اغتصاب في قرى شرق الجزيرة، الأيام القليلة الماضية، فيما أكدت نقابة أطباء السودان وفاة طفلة تبلغ من العمر 11 عاما، جراء تدهور حالتها وتعرضها لنزيف حاد أودى بحياتها.
هجوم جديد للدعم السريع على ولاية الجزيرة يخلف 31 قتيلا
وكشف مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدنى، يهدف لرصد الانتهاكات، أن مقاتلو الدعم السريع واصلوا حملة استهداف المدنيين في أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة، مما أدى إلى مقتل 31 شخصًا على الأقل واختطاف العشرات.
وأشاروا، إلى أن الأوضاع الأمنية والإنسانية تدهورت بشكل كبير في الولاية خلال أكتوبر الماضي، بعد إعلان قائد قوات الدعم السريع بالولاية، أبو عاقلة كيكل، انشقاقه وانضمامه للجيش.
وشنت قوات الدعم السريع إثر ذلك هجمات انتقامية على مناطق شرق وجنوب الولاية، أسفرت عن عشرات القتلى وتهجير عشرات الآلاف من السكان.
وكشف بيان من مؤتمر الجزيرة، أن قوة من مليشيا الدعم السريع هاجمت، على مدى ثلاثة أيام، قرية "عمارة البنا" بشرق مدني، التي استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين من قرى شرق الجزيرة، حيث قُتل ثمانية من النازحين، وثلاثة من مواطني القرية، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وفي بيان أخر، كشف مؤتمر الجزيرة، استنادًا إلى شهود عيان من قرية ود السيد التابعة لمحلية شرق الجزيرة، بأن مليشيا الدعم السريع قتلت 19 مواطنًا، ولحقت بهم سيدة مسنة توفيت أثناء نزوحها سيرًا على الأقدام.
وتحدث البيان عن فرار سكان البلدة نحو مدن حلفا الجديدة بولاية كسلا شرق السودان، وشندي بولاية نهر النيل.
وفي سياق متصل، كشف المؤتمر عن قيام قوات الدعم السريع، الخميس، باختطاف 11 مواطنًا من مدينة أبو عشر بمحلية الحصاحيصا، شمالي ولاية الجزيرة، وأطلقت القوات سراح اثنين منهم، بينما لا يزال تسعة آخرون محتجزين، وطالبت قوات الدعم السريع بفدية مالية لإطلاق سراحهم تراوحت بين "3 – 10" مليون جنيه سوداني.
وأكد مؤتمر الجزيرة، أن أعمال القتل والتهجير القسري التي تقوم بها قوات الدعم السريع بحق المدنيين العزّل في ولاية الجزيرة تتخذ طابعًا قبليًا وعرقيًا، ووصفها بأنها بجرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية بحق مواطني الولاية.
نزوح جماعي من قرى مدينة تمبول بالجزيرة
وتسببت الهجمات العنيفة للدعم السريع، على مدينة تمبول بولاية الجزيرة، فى نزوح جماعي لسكان قرية "الطندب"، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
وأعلنت "منصة نداء الوسط"، نزوح جميع قرى وحدة تمبول الإدارية البالغة 186 قرية، إلى جانب قرى الوحدات الإدارية لـ "الهلالية، رفاعة، والجنيد".
اغتصاب 47 فتاة في قرى شرق الجزيرة ووفاة طفلة جراء تدهور حالتها
وفى سياق آخر، كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان، عن وقوع 47 حالة اغتصاب في قرى شرق الجزيرة، بينها طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا، تعرضت لنزيف حاد أودى بحياتها.
وتحدثت منظمات حقوقية عن مقتل ما يقرب من ألف مدني وتعرض عشرات الفتيات للعنف الجنسي، مما دفع بعضهن إلى الانتحار، كما شهدت هذه الهجمات حرق المزارع، ونهب الأسواق والمنازل، وتعطيل شبكات الاتصال والإنترنت، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وقالت أديبة إبراهيم السيد، عضو فرعية خصوصي أم درمان في اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، إن 47 امرأة تعرضن للاغتصاب، بينهن ثلاث قاصرات، في مناطق شرق الجزيرة، وأفادت بوفاة طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا، جراء نزيف حاد دخلت بسببه في غيبوبة أدت إلى وفاتها بمنطقة الهلالية.
وأعلنت عن تواصل اللجنة مع منظمة الجندر لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لتقديم مساعدات عاجلة وحماية الناجيات، وكذلك الشروع في إجراءات علاجهن في دول الجوار.
وفاة 18 وإصابة آخرين في هجومين منفصلين للدعم السريع على ولاية شمال دارفور
وفى ولاية شمال دارفور، قتل 18 شخصا وأصيب خمسة آخرون بجروح السبت في هجومين منفصلين لقوات الدعم السريع، وقالت شبكة أطباء السودان أن 15 شخصا قتلوا وأصيب خمسة آخرون جراء هجوم نفذته قوات الدعم السريع على منطقة برديك وقرى قريبة.
السودان يقدم شكوى ضد تشاد لدى الاتحاد الإفريقي بتهمة مساندة الدعم السريع
وفى سياق آخر، تقدم السودان، بشكوى ضد تشاد، متهما إياها بمساندة الدعم السريع، عبر ممثلين للجنة إقامة ومتابعة الدعاوى الدولية ضد قوات الدعم السريع وقادتها والدول المساندة لها، لدى اللجنة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب التابعة للاتحاد الافريقي في مقرها بجامبيا بموجب الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.
وتضمنت الشكوى وقائع وأدلة تثبت تورط تشاد في دعم ومساندة الدعم السريع في الانتهاكات والجرائم المرتكبة بواسطتها من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتي شملت القتل والاغتصاب والعنف الجنسي والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية وتجنيد الأطفال ونهب الممتلكات العامة والخاصة واحتلال منازل المواطنين، وفقا لوكالة سونا.
وأكد السودان في دعواه، أن الدعم التشادي للدعم السريع، لعب دورا اساسيا في ارتكاب الدعم السريع لهذه الانتهاكات وإطالة أمد الحرب.