حصل الروائى الجزائرى الفرنسى كمال داوود على جائزة جونكور الأدبية الفرنسية لعام 2024 عن روايته "الحوريات"، وذلك رغم منع تناول الرواية فى المكتبات الجزائرية، وبعد أسابيع من صدور قرار منع مشاركتها فى صالون الجزائر للكتاب، حيث يحظر القانون الجزائرى التطرّق فى الكتب إلى الأحداث الدموية التى شهدتها تلك العشرية السوداء من تاريخ الجزائر، ما يمنع من نشر أو تصدير "الحوريات" فى الجزائر، وفى ضوء ذلك نستعرض لكم بعض المعلومات عن الروائي.
كامل داوود من مواليد 17 يونيو 1970 بالجزائر، هو كاتب وصحفي جزائري فاز من قبل بجائزة جونكور دو بريميير رومان عن روايته "تحقيق مورسو 2013".
وُلِد داوود، الأكبر بين ستة أطفال، لعائلة مسلمة ناطقة بالعربية في الجزائر، وفي سن المراهقة، اعتنق الحركة الإسلامية الناشئة خلال أوائل الثمانينيات، لكنه أصيب بخيبة أمل وعارض الحماس الديني علنًا، وفي وقت لاحق، كان صريحًا في انتقاده للمجتمع الجزائري المعاصر ورفض مبادئ ما رآه قومية وإسلامية مضللة تنكر التعبير عن الذات والحرية الفكرية، بعد أن درس الأدب الفرنسي في جامعة وهران، قرر داوود أن يمتهن الكتابة، أسس نفسه كصحفي، وفي عام 1996 أصبح تابعًا لصحيفة Le Quotidien d'Oran ، وهي صحيفة ناطقة بالفرنسية، حيث ساهم بعمود منتظم تحت عنوان "Raina Raikoum" ("رأيي، رأيك")، نشر مجموعة مختارة من تعليقاته في عام 2002، تلتها روايات قصيرة "حكاية القزم 2003" و"الفرعون 2004"، في عام 2008 أصدر مقدمة الزنجي، وهي مجموعة قصص قصيرة أعيد نشرها في عام 2011 تحت عنوان" المينوتور 504".
في عام 2013 نشر داوود روايته الأولى، " ميرسو، التحقيق المضاد"، والتي صُممت لتكون "تحقيقًا مضادًا" خياليًا أو إعادة سرد لرواية "الغريب 1942" لألبير كامو، يروي داوود رواية الأخ المتخيل لـ "العربي" المجهول الذي قُتل عبثًا على يد مورسو المنفصل والمنعزل، وتقدم رواية داوود صورة مزدوجة للحالة الإنسانية كما تصورها كامو وأعاد تصورها داوود، بالإضافة إلى جائزة جونكور للرواية الأولى، حصل العمل أيضًا على جائزة فرانسوا مورياك وجائزة القارات الخمس للكتابة الفرنكوفونية (كلاهما عام 2014)، ومع ذلك، لم تكن الرواية خالية من الجدل، وقد أثارت هذه الرواية استياء الإسلاميين الذين أعربوا عن غضبهم إزاء التوبيخ العنيف الذي وجهته الراوية للدين في كتابها "مورسو، التحقيق المضاد" ، وأدانوا العمل باعتباره تجديفاً وطالبوا بالقصاص، وفي عام 2014 أصدر إمام سلفي متطرف في الجزائر فتوى اعتبر فيها داوود "مرتداً" و"عدواً" للإسلام.
وفي عام 2016 قضت محكمة جزائرية بالسجن 6 أشهر بحق الداعية السلفى عبد الفتاح حمداش الذى طالب بإعدام الصحفى والكاتب كمال داوود بتهمة "الكفر"، كما حكمت عليه محكمة الجنح بدفع غرامة قدرها 50 ألف دينار (450 يورو)، كما ذكر موقع فرانس 24.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة