وثق الدكتور طلال أبو ركبة، الكاتب الفلسطينى المقيم فى غزة، تفاصيل المجازر التى شاهدها بعينه خلال نزوحه فى منطقة المواصى بقطاع غزة، فى كتابه الذى يحمل عنوان "قراءة فى الواقع الإنسانى فى قطاع غزة والاستجابة الإنسانية للأزمات"، موضحًا أن بداية الفكرة تمثلت فى ماذا يكتب؟ حيث كان هذا الأمر هو أهم نقطة فى الموضوع منذ أن اندلعت الحرب الإسرائيلية فى غزة، حرب الإبادة التى تتخذ حملة ممنهجة لإنهاء الوجود الفلسطينى وتصفية القضية الفلسطينية للأبد، وخوف من عدم توثيق هذه اللحظات والجريمة الإنسانية التى تتواصل كل يوم بحق الشعب الفلسطينى.
وقال "أبو ركبة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الخوف كان من أن تختفى الحقيقة يوما ما، متابعا: "ما أكتبه هدفه التأريخ حتى لا نتحول نحن الشعب الفلسطينى إلى هنود حمر فى هذا العالم، وتختفى قصتنا وغايتنا ونصبح مجرد حكاية تحكى وتحكى على لسان الآخرين، والفكرة لدى كانت منذ بدايات العدوان، وهى فكرة توجهت بها نحو مواقع التواصل الاجتماعى بدعوة لجميع الكتاب والأصدقاء أنه يجب توثيق ما يحدث لأننا أصحاب القصة والقضية".
وتابع: "من هنا كانت البداية أنه يجب أن نوقف كل لحظة وكل جريمة وكل استهداف إسرائيلى فى قطاع غزة، وأن نرصد ونبين للعالم حجم المأساة الفلسطينية وحجم المحرقة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين فى غزة، ومن هنا كان لابد أن نبدأ، ومنذ البدايات توجهت بهذا الشكل، والبداية كانت بمجموعة من المقالات والتحليلات السياسية التى أكتبها فى بعض المواقع والفضائيات ثم تطورت الفكرة رويدا رويدا بأن نذهب إلى تجاه ضرورة أن يكون هناك شيئا مكتوبا عن الكارثة الإنسانية لجرائم الاحتلال بحزق غزة".
وقال أبو ركبة: "من هنا جاءت فكرة الكتاب السنوي بمناسبة عام على العدوان الإسرائيلي على غزة يرصد فيه كل أشكال الانتهاكات الإسرائيلية وعلى كل الأصعدة والجهات والخسائر التى ألحقها الإسرائيليون سواء بالخسائر البشرية أو المادية فى قطاع غزة، وحجم الاستهدافات لكل المنشآت المدنية المحرمة بقوة القانون الدولى مثل القطاع الصحى والتعليمى والبنية التحتية وكافة المنشآت والآثار والتاريخ وكل شىء فى غزة والخسائر البشرية وانعكاس ذلك على المجتمع الفلسطينى ونسيج الاجتماعى الفلسطينى".
وأشار إلى أنه رصد تداعيات ثقافة النزوح وما أفرزته من مشكلات وأزمات بنيوية ساهمت فى خلخلة البنية الاجتماعية الفلسطينية، وقراءة نقدية فى الكتاب للاستجابة الإنسانية للمنظمات الدولية العاملة فى قطاع غزة وكيف استجابة الأزمة الإنسانية خاصة إدخال المساعدات وآلية توزيع المساعدات وحوكمة المساعدات الإنسانية بما يتطلبه عوامل عدة مثل الشمولية والعادلة فى التوزيع والعقبات التى واجهت المنظمات الأهلية، وكيف اعتدت إسرائيل بشكل فج على المؤسسات الإنسانية الدولية التى تقوم بتقديم الخدمات الإنسانية مثل المطبخ المركزى العالمى، ووكالة الأونروا والعديد من المؤسسات الدولية الأخرى التى استهدفت مراكزها من خلال الاحتلال الإسرائيلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة