بعد تهديد الاحتلال بإعدام طواقمها الطبية.. مدير مستشفى كمال عدوان لـ"اليوم السابع": لن أغادر شمال غزة لأن واجبى الإنسانى يتوجب على البقاء فى مكان يقدم الخدمة.. ويكشف: لم يتبق سوى طبيبين وفقدنا عدد من الجرحى

الأربعاء، 06 نوفمبر 2024 11:30 م
بعد تهديد الاحتلال بإعدام طواقمها الطبية.. مدير مستشفى كمال عدوان لـ"اليوم السابع": لن أغادر شمال غزة لأن واجبى الإنسانى يتوجب على البقاء فى مكان يقدم الخدمة.. ويكشف: لم يتبق سوى طبيبين وفقدنا عدد من الجرحى حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

  • ناشدنا العالم والمؤسسات الدولية والإنسانية ولم نحصل على إجابة

  • أغلب الحالات تأتى إلى المستشفى مشيا على الأقدام وتحتاج تدخل جراحي

  • بعد اعتقال الطواقم لم يسمح الاحتلال بإدخال طواقم جراحية

 


لم تخيفه آلة التدمير الإسرائيلية وحصار المستشفى ثم اقتحامها، لم يقرر مثل البعض مغادرة القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلى وإن كان قادرا على ذلك، بل قرر أن يستكمل رسالته التى أقسم عليها بعد تخرجه من كلية الطب، ودفع ثمن ذلك غاليا، كان الثمن نجله الذى استشهد بصواريخ الاحتلال ليستقبل الأب ابنه داخل المستشفى التى يترأسها، وقد أصبح جثة هامدة، ويؤم المصلين فى صلاة الجنازة والدموع تملأ وجهه، إنه الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة.

على مدار أسابيع يتعرض شمال قطاع غزة لحرب إبادة جماعية، تسببت فى استشهاد المئات وإصابة الآلاف، وانهيار المنظومة الصحية، ومنع وصول الطعام والمياه الصالحة للشرب للشمال، حاصر الاحتلال مستشفى كمال عدوان، ومنع وصول السولار إليها، واستهدفها بشكل مباشر حتى اقتحمها واعتقل عدد من الأطقم الطبية، ولكن ظل الدكتور حسام أبو صفية ثابتا فى موقعه لم يترك المستشفى أو المرضى الذين يترددون بشكل مباشر سواء مصابين وجرحى أو مرضى بالأمراض المختلفة فى قطاع غزة.

جاء له نبأ استشهاد ابنه الذى نقله الفلسطينيين إلى مستشفى كمال عدوان حيث يترأس والده المستشفى، استقبل حسام أبو صفية الخبر بالدموع، ولكن ظل متمسكا برباطة الجأش، وأمّ المصلين فى صلاة جنازة ابنه بالمستشفى، قبل أن يذهبوا به إلى مثواه الأخير، ليظل مرابطا على رأس عمله ورؤوس الجرحى، يحاول تسيير العمل فى تلك المستشفى التى أصبحت الملاذ الأخير لسكان شمال القطاع لمحاولة مداواة مصابهم.

تواصلنا مع الدكتور حسام أبو صفية، الذى أكد أنه لن يترك مكانه فى مستشفى كمال عدوان رغم ما تعرضت له المستشفى وما زالت من استهدافات من قبل الاحتلال ورغم استشهاد نجله إبراهيم.

11
 

وقال مدير مستشفى كمال عدوان فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": "ما زلت فى مستشفى كمال عدوان لأنه لا زال يقدم خدماته الصحية وإن كانت فى الحد الأدنى ولا زال هناك عدد من المرضى يتلقون الخدمة وهناك أعداد كبيرة من المصابين يتوافدون بشكل مستمر فى شمال قطاع غزة خاصة فى منطقة بيت لاهيا".

وتابع حسام أبو صفية ": "واجبى الإنسانى والدينى والوطنى يتوجب عليك البقاء فى مكان يقدم خدمة إنسانية لسكان شمال القطاع".

وخلال الساعات الماضية، أصدرت وزارة الصحة فى قطاع غزة، بيانا أكدت فيه أن قوات الاحتلال الإسرائيلية، اتخذت قرارا بإعدام جميع الكوادر التى رفضت إخلاء مستشفى كمال عدوان، مؤكدة أن الطواقم الطبية لا تستطيع التحرك بين أقسام المستشفى، ولا تستطيع إنقاذ زملائهم المصابين، ويبدو أن هناك قرارا تم اتخاذه بإعدام جميع الكوادر التى رفضت إخلاء المستشفى.

من جانبه أكد الدكتور حسام أبو صفية، أن الوضع فى المستشفى ما زال صعبا للغاية، وما زلنا محاصرين داخل المستشفى وقبل 10 أيام تم اعتقال أغلب الكادر الطبى ولم تبق معى سوى طبيبين وأعداد من التمريض.

وأضاف مدير مستشفى كمال عدوان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "للأسف فقدنا عدد من الجرحى لعدم وجود تخصصات جراحية لأن أغلب الحالات تأتى إلى المستشفى مشيا على الأقدام وتحتاج تدخل جراحى وبعد اعتقال الطواقم لم يسمح الجيش بإدخال طواقم جراحية وكذلك لا يوجد مركبة إسعاف واحدة فى شمال قطاع غزة وبالتالى كثير من المصابين يموتون فى الشوارع لعدم مقدرتهم الوصول إلينا الأمر خطير جدا".

وتابع الدكتور حسام أبو صفية:" أمس وأول أمس تم قصف مبانى مستشفى كمال عدوان بشكل مباشر وبشكل عشوائى وأصيب أطفال كانوا نائمين وطواقم كانت تقدم الخدمة فى المكان وللأسف ناشدنا العالم والمؤسسات الدولية والإنسانية ولم نحصل على إجابة".

ونعى عدد من الفلسطينيين، نجل مدير مستشفى كمال عدوان، مشيدين بموقف حسام أبو صفية بعدم ترك مكانه والنزوح بسبب المجازر المروعة التى يشهدها شمال القطاع، موضحين أن ‏الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، ظل مرابطا لأكثر من عام تحت الحصار والتجويع والقتل والمذابح، وبين ألف غارة وغارة لا يفارق ثغره لحظة، ثم زلزلت الأرض بأهل الشمال، وحوصر المستشفى 21 يومًا ولم يهتز له جفن، مرابطا على رأس عمله ورؤوس مرضاه وجرحاه، وتلك صورته وهو آخر الموجودين فى المستشفى، ليفاجأ الدكتور حسام بابنه إبراهيم، فلذة كبده، يأتيه إلى المستشفى، ليس على أقدامه، وإنما أكتاف الآخرين، بريئًا قد أعدموه ليلقوه فى حجر أبيه، ويقولوا له هذا ما جنته يداك بصمودك وصبرك ورباطة جأشك، ذلك الفتى الوسيم، الذى رفض أبوه رغد العيش مقابل طيب الحياة والممات، ليربح بموقفه الثابت احترام نفسه الشريفة، وشعبه الجريح، يبكى الدكتور حسام، ويفجع بولده، وقد قبضوا ثمرة فؤاده، وهو كما هو، لم يخلع معطفه الأبيض، ولو لحظة أن حملوا إليه ابنه فى كفن أبيض، وهو الذى وقف على جنازته، وعقله وقلبه وروحه ممددون أمامه، فقط لأنه برّ بالقسم، وأوفى بعهده مع الله، وأدى الأمانة لغزة حبيبته، ولأهلها المساكين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة