المشاهد لما يبث من شائعات على مدار الساعة يجد أنها تستهدف تشويه الرأي العام من خلال أبواق في صورة متزامنة ومتوالية، كما أنها توظف كافة مواقع التواصل الاجتماعي الممولة وغير الممولة، ولعل الغرض الخبيث من ذلك العمل الممنهج إضعاف الثقة بين أفراد المجتمع ومؤسسات الدولة وقيادتها وحكومتها، وهنا تعلو مطالبات الخروج عن السياق والمناداة بإسقاط الأنظمة، مما يترتب عليه إحداث فوضى وارتباك تستغله فئات وجماعات بعينها كي تطفوا على السطح وتمارس هيمنتها المزيفة على إرادة الشعوب.
ومن المآرب التي تحققها الشائعات بكل أنماطها العمل على خلق حالة من التوتر والقلق بين المواطنين؛ حيث تبرز الشائعة المخاطر والتهديدات المحتملة التي تقع على الفرد والمجتمع، ومن ثم تتبنى فكر التهويل والتضخيم لأي قضية أو حدث أو أي أمر يرتبط بمجريات الحياة، وهنا تبدو حالة التعصب وارتباك المشهد المجتمعي على المستويين العام والخاص.
والشائعة السياسية محل اهتمام بالغ من قبل المغرضين الذين يستهدفون بصورة مباشرة تهديد حالة السلم المجتمعي داخل الأوطان؛ فكثيرًا ما تقع الخلافات والنزاعات والصراعات جراء شائعات لا أساس لها من الصحة، وعلى غرارها تحدث المواجهات المسلحة، وينتج عن هذا حالة من الاحتقان التي تملء الصدور وخاصة لمن يمتلكون اتخاذ القرار؛ لذا أضحى التيقن حيال خطورة هذا النوع من الشائعات أمرًا ضروريًا.
وإضعاف الجبهة الداخلية جراء انتشار الشائعات السياسية من المآرب الرئيسة التي تقع في قمة أولويات أجندة الجماعات المغرضة؛ حيث تبحث عن الفجوات وأوجه القصور والسلبيات التي قد تقع فيها بعض مؤسسات الدولة وتعمل على تضخيمها وتلفيق العديد من الأكاذيب حول القضية التي يتم تناولها، وهذا يستوجب أن تتنبه المراكز الإعلامية لتلك المؤسسات لما يشاع من كذب وافتراء تطلقه المنابر الممولة.
وندرك أن الشائعات لا تقف عند الجانب السياسي؛ فهناك شائعات تستهدف الجانب الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو الديني، أو البيئي، أو الإعلامي، أو أي مجال تنموي، أو حياتي، وهنا ينبغي أن نعي أهمية نشر المعلومات الصحيحة التي تسهم في الحد من الأكاذيب والافتراءات التي تطلقها المنابر المغرضة، وفي المقابل ندرك جليًا أن المعلومة المنقوصة تعد غنيمة تستغلها أصحاب القلوب المريضة وتبني عليها ما تود أن تبثه من سموم بإضافة المحتوى المكذوب.
وبغض النظر عن الجانب المستهدف من قبل المغرضين الذين يبثون الشائعات حوله، هناك مآرب قد تكون مشتركة جراء نشر الأكاذيب التي تحيوها الشائعات والتي تتمثل في زيادة العداء والشقاق والحقد والكراهية، والخوف وبث الذعر، وفقدان الثقة، والتشرذم، والعقوق، والخروج عن السياق، والسلبية، وغير ذلك من الآثار غير المرغوب فيها التي يصعب حصرها.
وثمة تساؤلات نوجهها لأصحاب الأجندات المغرضة، كيف تواجهون الحقائق التي تكذب المغالطات التي تحويها الشائعات التي تقومون بنشرها؟ وما موقف توقعاتكم غير الصحيحة بعد نشر الشائعات من خلال منابركم الممولة؟ وما مدى تحملكم تجاه بث الشائعات المغرضة المتوالية من طرفكم؟، والمتعمق في استراتيجيات من يقومون بنشر الشائعات المغرضة يجد أن مآربها تقوم على فلسفة شيوع حالة الإحباط وإضعاف الإيجابية لدى المواطن بصفة مستمرة.
ودعونا نؤكد على ضرورة تجنب الانسياق خلف الشائعات المغرضة التي تبثها جماعات الضلال والتي تقوم على معلوماتٍ مضللةٍ وأخبارٍ مفبركةٍ؛ فكثيرًا ما عرضت أبواقهم الأكاذيب والعناوين التي حملت في طياتها التضليل والتشويه بغية تحقيق مآربٍ بعينها، وتم تفنيدها، ومع ذلك تواصل هذه الجماعات كفاحها وجهادها المقيت في نشر شائعات وأكاذيب لا تنتهي.
ونهيب بأصحاب العقول الراجحة تحري مصداقية المعلومات من مصادرها الموثوقة والموثقة والبعد عن كافة ما يبث من أخبار وتقارير من مصادر مشكوك في صحتها ولها مآرب باتت مفضوحة، ومن ثم نحذر من خطورة التقنية بخصائصها الفائقة على التزييف في عرض وتناول الحقائق بآليات التضخيم للجوانب السلبية وتجاهل الجوانب الإيجابية.
إن ما حققته الدولة المصرية من إنجازاتٍ لمشروعات قومية وصفت بالعظيمة برعاية قيادتها السياسية الرشيدة وفق فكرٍ ابتكاريٍ منتجٍ يعضد لدينا الوعي الصحيح ضد ما تفرزه المنصات الممولة من شائعات وأكاذيب بصورة ممنهجة ومستمرة، ونحن المصريون لدينا من الثبات والثقة والرغبة في استكمال مسارات النهضة والبناء لدولتنا العظيمة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله ووفقه لما فيه خير البلاد والعباد.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.