أمل الحناوى

حكاية أسبوع فى "واشنطن"

السبت، 09 نوفمبر 2024 07:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قُمت بتغطية انتخابات رئاسية فى كثير من بلدان العالم، عشت _ من قبل _ لحظات تاريخية فى روسيا حينما قُمت بتغطية الانتخابات الروسية مرات عديدة، تابعت انتخابات البرلمان الأوروبي، لم أترك انتخابات رئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية إلا وقُمت بتغطيتها من موقع الحدث فى واشنطن.

 

من هُنا تراكمت خبراتي الدولية بعد تكرار تغطياتى الإعلامية لمعظم انتخابات الدول الكبرى.. لذلك: حزَمت حقائبي وعقدت العزم على الذهاب إلى (واشنطن) لتغطية الانتخابات الأمريكية والتى أعتبرها الأهم والأقوى عالمياً.

 

ذهبت إلى المجمع الانتخابي، ويعرف _ أيضاً _ بـ الهيئة الانتخابية، وهو مؤسسة دستورية مؤقتة تُنشأ 4 سنوات ينتخب أعضاؤها أحد المرشحين لسباق الرئاسة نحو البيت الأبيض نيابة عن الناخبين من المواطنين الذين انتخبوهم لهذه المهمة، ويتألف المجمع الانتخابي من  538 مندوباً عن الشعب، ويحتاج المرشح الرئاسي إلى الحصول على 270صوتاً للفوز بالانتخابات، وتلتزم أغلب الولايات بمنح جميع أصواتها للمرشح الذي يفوز في التصويت الشعبي داخل الولاية.

 

فى مقر المجمع الانتخابي، شعرت بالفخر وأنا ضمن مجموعة صغيرة جداً تم اختيارها لمتابعة ومراقبة انتخابات الدولة العظمى، دخلت فى حوارات بناءة مع الكثير من أعضاء المجمع، كُنت دائمة السؤال حول المزاج الأمريكى العام وأيهما يُفضل، هل يُفضل "هاريس" أم "ترامب"؟، هل يرغبون فى استكمال مشوارهم مع الديمقراطيين، أم يريدون قطع الطريق عليهم والتخلص من سيطرتهم وهيمنتهم وبدء صفحة جديدة مع الجمهوريين؟، والأهم: هل سيكون مستقبل أمريكا (أزرق) أم (أحمر)؟

 

كانت لدى فرصة التقاء عدد كبير من نواب الكونجرس، وأعترف بأننى انتهزت الفرصة لأدرس المجتمع الأمريكى عن قُرب، شعرت بأن النواب الديمقراطيين لديهم ثقة فيما قاموا به من جهود طوال الأربعة سنوات الماضية، كانوا دائمى الحديث عن الحرية والديمقراطية والهيمنة، كانوا مُتأثرين بالثقة التى يتحدث بها "بايدن" ومن بعده المُرشحة الرئاسية "هاريس"، لكن ذلك تصادم مع طموح نواب الكونجرس الجمهوريين الذين كانوا يأملون فى تصحيح أخطاءهم السابقة والتعلم منها وزيادة أواصر الصلة مع المواطنين خاصة فى الولايات المُتأرجحة وكانوا يُركزون على قضايا الإصلاح ومنها (الاقتصاد والهجرة والإجهاض ومجابهة التضخم ) .. لكننى بعد أن دخلت فى حوارات مُطولة _ على مدار إسبوع كامل قبل بدء الانتخابات _ شعرت بأن هناك فرقا شاسعا بين ثقة وأفكار الديمقراطيين، والطموح والفكر الإصلاحى للجمهوريين، الديمقراطيون بعيدون عن المواطن الأمريكى ومشاكله، ويهتمون بالشأن الخارجى على حساب الشأن الداخلي، أما الجمهوريون فَهُم قريبون من المواطن الأمريكى، وما يشغله من ارتفاع الإسعار، وعمله الدوؤب ورغم ذلك لا يستطع تسيير حياته بالقدر الكافٍ ورافض للضرائب المُتزايدة التى لا يقدر على تسديدها، لذلك توقعت إن ينعكس ذلك على نتيجة الانتخابات بين هاريس وترامب، وتوقعت بفوز ساحق لـ "ترامب" وحزبه الجمهورى.

 

مع بداية التصويت زُرت مراكز الاقتراع ، وتحدثت مع مسئولين فى الحكومة الأمريكية ، كانت تحركاتى بعنوان ( طَرِق الأبواب ) لأستطلع الرأى الأقرب للصواب حول طبيعة فكر الرأى العام الأمريكى ، أتحدث مع نواب الكونجرس الديمقراطيين وأناقشهم فى برنامجهم، وأتحاور مع نواب الكونجرس الجمهورىين لأقف حول طبيعة عملهم وكيفية تواصلهم مع المواطنين للحصول على ثقتهم.


وطوال يوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر ) مَررت على 15 مركز اقتراع، بعدها بدأت عمليات الفرز والتى تتم بسهولة، ومن أول وهلة كان التقدُم من نصيب الجمهوريين وترامب وواصلوا التقدُم ليس بخطوات ثابتة ولكن بقفزات سريعة فاز ترامب الذى عمل على تصحيح إخطائه فى انتخابات 2020، وفاز معه الجمهوريون الذين عملوا بدأب وصبر وتفانٍ، وكانوا وسط المواطنين الأمريكان يتحاورون معهم ويعرفون مشاكلهم، سيطر الجمهوريون على أغلبية الكونجرس، وأجدها فرصة ذهبية لهم لكى يُنفذوا وعودهم التى قطعوها على أنفسهم ، "ترامب" نجح فى الحصول على 295 صوتا فى المجمع الانتخابي، وأيضاً حصل على الأصوات الشعبية وهى نسبة أعلى من نصف عدد المُصوتين، وجميع قادة دول العالم بعثوا له رسائل تهنئة وباركوا نجاحه بإكتساح ، وَعَد "ترامب" بإيقاف الحرب فى غزة ولبنان وأوكرانيا والجميع ينتظر تنصيبه حتى تُطوى صفحة مُؤلمة من تاريخ العالم وهى فترة حُكم "بايدن" وما صاحبها من إبادة جماعية فى غزة وقصف للأراضي اللبنانية وحرب أوكرانية روسية لا طائل منها وخلال كل هذه المواجهات كانت الإدارة الأمريكية تُغذى الصراعات وتُزيد المواجهات وتدفع نحو إشعال الموقف ، والمُحصلة : ضحايا هُنا وضحايا هناك .. فهل سينجح "ترامب" فى إيقاف الحروب ؟ ، هذا هو السؤال الذى يتردد على ألسنة الكثيرين .. دعونا ننتظر !!







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة