وصف رئيس وزراء نتنياهو الإسرائيلي، الهجمات التي قام بها مشجعو نادي أياكس أمستردام الهولندي على مشجعي فريق مكابي تل أبيب أحد أندية الكيان، والتي أجريت ضمن منافسات بطولة الدوري الأوروبي، وانتهت بفوز الأول بخمسة أهداف دون رد، بـ"ليلة الزجاج المكسور" التي تعرف أيضا بـ"ليلة البلور" أو "ليلة الكريستال"، عندما هاجم النظام النازي شركات ومعابد يهودية ومنازل يملكها اليهود في جميع أنحاء ألمانيا عام 1938.
وللمصادفة فإن أحداث ليلة البلور وقعت في مثل هذا اليوم، ضد مصالح وبيوت يهودية في ألمانيا بين التاسع والعاشر من نوفمبر 1938، حيث قامت قوات من الشرطة وقوى الأمن الألمانية بتحريض النازيين على القيام بأعمال ضد اليهود أينما تواجدوا في ألمانيا.
ويبدو أن مقارنة رئيس وزراء الإسرائيلي هذه المرة كانت حقيقية إلى حد بعيد، إذا ما قرنا بين أسباب أندلاع كل حدث على حدة، فالبنظر إلى اشتباكات أمستردام الأخيرة، نجد أن السبب وراء إثارة الأحداث هم مشجعي الفريق الصهيوني من الأساس، هتف الإسرائيليون في البداية: "الموت للعرب، سوف ننتصر عليكم"، وبدأو عمليات استفزاز ممنهجة تسببت في اندلاع مناوشات عقب انتهاء المباراة.
وذكرت مصادر هولندية أن بداية أعمال العنف كانت من قبَل مشجعي الفريق الإسرائيلي الذين رفضوا الوقوف دقيقة حداد على روح ضحايا فيضانات إسبانيا؛ بسبب اعتراف الأخيرة بدولة فلسطين ووقف تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأقدم بعض الإسرائيليين على نزع العلم الفلسطيني من على أحد المنازل، في وسط المدينة وتمزيقه، ما ساعد في تأجيج مشاعر الغضب وبداية أعمال العنف.
الأمر نفسه تكرر مع أحداث ليلة البلور أو ليلة الزجاج المكسور والذي يصورها الإعلام العبري على مذبحة مثلما الأمر مع كل عملية تمس أي مواطن يهودي، إذ يحول الإعلام الصهيوني كله على أنه عملية ممنهجة ضد السامية، ومذبحة جديدة ضد الشعب العبري، متغاضين عن جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني، وعن الدوافع الحقيقية وراء اندلاع تلك الأحداث من الأساس.
وكانت الشرارة الأولى لهجمات ليلة الزجاج المكسور اندلعت على خلفية اغتيال الدبلوماسي الألمانى إرنشت فوم راث في باريس على يد مراهق يهودي بولندي مولود في ألمانيا يدعى هيرشل غرينزبان، وفي الواقع فأن "راث" لم يكن سوى دبلوماسي مؤيد للنظام النازي، ولم شخصية معروفة بألمانيا حيث أرسل الأخير لباريس برتبة دبلوماسي درجة ثالثة، ولولا حادثة الاغتيال التي ارتبطت بليلة الكريستال لظل الأخير شخصية مبهمة بكتب التاريخ.
الغريب أن المراهق اليهودي الذي أقدم على هذه العملية، أدلى باعترافات متناقضة أثناء التحقيق معه، حيث تحدّث في البداية عن كونها عملية انتقامية ضد ألمانيا بسبب قيام النازيين بطرد اليهود البولنديين، الذين كان من ضمنهم والداه، مطلع عام 1938. ومع تواصل الأبحاث، نقل هذا المراهق للمحققين الفرنسيين قصة أخرى تحدّث خلالها عن فضيحة جنسية، شكك الجميع في مدى صحتها، جمعته بالدبلوماسي الألماني.
استشاط النظام النازي والشعب الألماني غضبا عقب هذه الحادثة، ففي التاسع من نوفمبر 1938، أضرمت حشود نازية النيران ونهبت شركات مملوكة لليهود في جميع أنحاء ألمانيا، في ما ينظر إليه على نطاق واسع على أنه بداية حملة الرايخ الثالث للقضاء على اليهود، وتشير تقديرات إلى تم القبض على أكثر من 30 ألفا تم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال، ويعتقد أنه تم تحطيم وإتلاف أكثر من 7 آلاف منشأة مملوكة لليهود في هذه الحادثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة