عندما يتعلق الأمر بـ مرض السكر، يقع الكثير منا فى فخ الاعتقاد بأنه يؤثر فقط على أولئك الذين يعانون من مشاكل الوزن الزائد أو أنماط الحياة غير الصحية، لكن الحقيقة هى أنه حتى الأشخاص النحيفين والأصحاء على ما يبدو يمكن أن يواجهوا هذا التهديد الصامت، يمكن أن يؤثر ارتفاع نسبة السكر فى الدم على جميع الأفراد، وتجاهل علاماته التحذيرية يمكن أن يؤدى إلى عواقب صحية خطيرة، وفقا لما نشره موقع onlymyhealth.
يعتبر مرض السكر اضطرابًا أيضيًا يتميز بارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وقد يحدث هذا بسبب عدم كفاية إنتاج الأنسولين، أو مقاومة الأنسولين، أو كليهما، وفي حين أن عوامل نمط الحياة مثل السمنة وقلة النشاط البدني تشكل عوامل خطر كبيرة، فإن مرض السكر يتأثر بمجموعة من العوامل الأخرى، بما في ذلك العوامل الوراثية، والعمر، وحتى الإجهاد.
لماذا لا يتم استثناء الأشخاص النحيفين
هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن النحافة تضمن الحماية من مرض السكر، لكن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير وإليك بعض الأسباب التى قد تؤدى إلى إصابة الأشخاص النحيفين بمرض السكر، بحسب ما ذكره الخبراء:
العوامل الوراثية.. يمكن للتاريخ العائلي القوي للإصابة بمرض السكر أن يجعل الأشخاص النحيفين أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، بغض النظر عن وزنهم.
اختيارات نمط الحياة.. إن سوء التغذية والتدخين وقلة ممارسة التمارين الرياضية تساهم فى مقاومة الأنسولين، حتى لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم طبيعى.
الدهون الحشوية.. قد يعانى الأفراد النحيفون من رواسب دهنية غير صحية حول الأعضاء الداخلية، وخاصة فى الكبد والبنكرياس، ما يؤدى إلى خلل فى التمثيل الغذائى.
مشاكل البنكرياس.. قد يعانى الأفراد النحيفون من ضعف فى البنكرياس أو انخفاض إنتاج الأنسولين، ما يؤدى إلى ارتفاع مستويات السكر فى الدم.
داء السكر من النوع الأول.. يحدث هذا الشكل المناعى الذاتى من داء السكر غالبًا لدى الأفراد الشباب النحيفين ويتطلب العلاج بالأنسولين للعلاج.
مرض السكر من النوع 2 لدى الأفراد النحيفين.. فى السابق، كان من الشائع الاعتقاد بأن الأفراد النحيفين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر من النوع الأول فقط، ومع ذلك، فى السنوات الأخيرة، كان هناك ارتفاع فى مرض السكر من النوع 2 بين الأفراد النحيفين، ومن المرجح أن يكون هذا ناتجًا عن مزيج من مقاومة الأنسولين وفشل خلايا بيتا، ما يعطل تنظيم الجلوكوز.
علامات تحذيرية لارتفاع سكر الدم
إن اكتشاف العلامات التحذيرية فى وقت مبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا فى منع الضرر على المدى الطويل، والعلامات التحذيرية على النحو التالى..
كثرة التبول والعطش.. يؤدى ارتفاع السكر في الدم إلى سحب الماء من الأنسجة، ما يزيد من العطش والتبول.
فقدان الوزن غير المبرر.. يبدأ الجسم فى تكسير الدهون والعضلات للحصول على الطاقة عندما لا يتمكن من استخدام الجلوكوز بشكل فعال.
التعب.. يمكن أن يؤدى ارتفاع نسبة السكر فى الدم إلى انخفاض الطاقة، ما يجعلك تشعر بالتعب حتى بعد الراحة.
عدم وضوح الرؤية.. يمكن أن يؤدى ارتفاع مستويات السكر إلى اختلال توازن السوائل فى العينين، ما يؤدى إلى مشاكل فى الرؤية.
الجروح البطيئة الشفاء.. يؤثر مرض السكر على الدورة الدموية والاستجابة المناعية، ما يؤخر التئام الجروح.
المخاطر الخفية المترتبة على تجاهل علامات التحذير
إن تجاهل هذه الأعراض قد يؤدى إلى مضاعفات صحية خطيرة بمرور الوقت، وإذا تُرِك ارتفاع نسبة السكر فى الدم دون علاج، فقد يؤدى ذلك إلى حدوث مضاعفات، مثل..
أمراض القلب والأوعية الدموية.. يزيد مرض السكر بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
الاعتلال العصبى.. تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى الألم أو الوخز أو فقدان الإحساس في الأطراف.
تلف الكلى.. ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن يمكن أن يضر بالكلى، ما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
مضاعفات العين.. حالات مثل اعتلال الشبكية يمكن أن يسبب فقدان البصر أو العمى.
الحماض الكيتوني السكري (DKA).. خاصة في مرض السكر من النوع الأول، يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم غير المنضبط إلى هذه الحالة التي تهدد الحياة.
الوقاية
يمكن في كثير من الأحيان التحكم في مرض السكري أو حتى الوقاية منه باتباع النهج الصحيح. وتتضمن الخطوات الرئيسية ما يلي..
فحص السكري
الفحص الدوري.. يجب على الأفراد، بغض النظر عن وزنهم، الخضوع لفحوصات روتينية لسكر الدم، خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري.
النظام الغذائي المتوازن.. النظام الغذائي الذي يتضمن الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية والخضراوات يمكن أن يساعد في منع مقاومة الأنسولين.
النشاط البدنى.. تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين حساسية الأنسولين وتساعد في الحفاظ على الصحة الأيضية.
تجنب التدخين والكحول.. كلاهما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مقاومة الأنسولين وتلف الأعضاء الداخلية.
إدارة الإجهاد.. يمكن أن يؤدى الإجهاد المزمن إلى رفع مستويات الكورتيزول، ما يضعف تنظيم نسبة السكر في الدم.