وافقت لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب برئاسة النائب أحمد السجيني، خلال اجتماعها اليوم الثلاثاء، من حيث المبدأ على مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة، وذلك بحضور ممثلي الحكومة من وزارات التنمية المحلية والإسكان والري والموارد المائية والعدل.
وأوضحت المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون أنه نظرًا لانتهاء فترة تقديم طلبات تقنين وضع اليد المحددة بالقانون رقم 144 لسنة 2017 بشأن بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة منذ أكثر من خمس سنوات، وما تبين من صعوبة أو استحالة تنفيذ قرارات الإزالة في بعض الحالات، فقد ارتأت الحكومة إصدار قانون ينظم قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة، بهدف الحفاظ على أملاكها العامة والخاصة وضمان حماية حقوقها من التعديات والتصرفات غير القانونية، والعمل على استقرار حالات وضع اليد على أملاك الدولة الخاصة، ومنح فرصة لواضعي اليد لتقنين أوضاعهم متى توافرت في حقهم ضوابط وشروط التقنين وكذلك الحالات التي يتعذر فيهـا تقنين وضع اليد والحالات التي يتم فيها إزالة التعدي.
وأكد النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، على أهمية مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة المتعلق بتنظيم تقنين الأوضاع لواضعي اليد، مشدداً على ضرورة حل إشكاليات تطبيق القانون على أرض الواقع من خلال لائحة تنفيذية واضحة وقابلة للتطبيق وحل المشكلات.
وأشار السجيني، إلى أهمية تنظيم الأمر عبر آلية واضحة وإجراءات منضبطة، لافتاً إلى أن اللجنة تهتم أولا بفكرة التنظيم الخاصة بالإجراءات والتي تستهدف التحصيل، ومواجهة الفساد وتحديد التسعير، بما ينتهي لتحقيق فكرة السلم المجتمعي، وتسعى لتحقيق المصلحة العليا للدولة والمواطن.
ووجه السجيني مجموعة من الأسئلة لممثلي الحكومة بخصوص التسعير ، وآلية تطبيق مشروع القانون بالتنسيق مع المحافظات، مشددا على ضرورة إغلاق هذا الملف عبر تحركات منظمة حتى يحقق القانون أهدافه.
وأكد رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب إلى ضرورة مواجهة التعديات على الأراضي الزراعية عبر آليات تغلق الملف وتنهي الأزمة بشكل نهائي، موضحا أن اللجنة تتابع بدقة التحركات على الأرض بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وشدد النائب أحمد السجيني على ضرورة إصدار لائحة تنفيذية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، متسائلا عن أسباب عدم ورود التسعير في القانون، وتابع: "لا أثق أن اللائحة التنفيذية ستحقق المستهدف لأن من يضعها لا يضع في الاعتبار ما يحدث على أرض الواقع".
وطالب بحصر واضح للمباني ووضع معايير التسعير بما يوفر قاعدة معلوماتية واضحة ودقيقة، قائلا: إذا لم تحل المشكلة الآن سيتم عرقلة الأجيال القادمة وسيضطروا للبحث عن إجراءات وتشريعات جديدة لمواجهة المشكلة.
وقال رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن اللجنة ستعقد اجتماعا للهيئة العامة للإصلاح الزراعي وهيئة الأوقاف لمتابعة موضوع تقنين الأوضاع للأراضي والتسعير، كما سيتم عقد اجتماع آخر بحضور وزيري الري والزراعة، فيما يتعلق بمشكلات الري والأراضي الزراعية.
ودعا السجيني، ممثلي وزارتي الزراعة والري والموارد المائية إلى نقل وقائع جلسة اللجنة اليوم بكل ما تم فيها من مناقشات وملاحظات إلى الوزيرين لتكون في إطار نقل الأمر الواقع على الأرض فيما يتعلق بالمشكلات.
من جانبه، طالب النائب محمد الحسيني، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، بضرورة إصدار لائحة تنفيذية تحقق فلسفة وأهداف مشروع قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة.
وقال الحسيني، في كلمته خلال اجتماع لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن ملف التسعير ملف إصلاحي في الوقت الذي تستهدف فيه الدولة ضم الاقتصاد غير الرسمي، مطالبا بضرورة قياس الأثر التطبيقي للقانون خلال المرحلة السابقة واتخاذ ما من شأنه مكافحة الفساد.
وتابع وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب: "هذه أموال معطلة، وهناك ضرورة لوجود نسخة وحصر أملاك الدولة لمواجهة الفساد".
وعقب النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب: "هناك 200 ألف حالة ستقف فكرة التصالح لها بسبب قضية أملاك الدولة".
فيما، قال النائب عمرو درويش أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن مشروع قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة قانون هام ويستهدف استرداد أموال وأملاك الدولة.
وأضاف درويش: "هناك آلاف الطلبات التي ترفض والمعلقة وتحتاج لحلول"، مشددا على ضرورة أن يؤخذ في الاعتبار الفلسفة من التقارير الفنية الخاصة بلجنة استرداد الأراضي أثناء التطبيق، وأثناء صياغة اللائحة التنفيذية.
وقال درويش: "نعاني من اللائحة التنفيذية، ونواجه لوائح تنفيذية مشوهة ولابد من تعديل الرؤية للوصول للرؤية السليمة حتى لا تتحول بعض المصطلحات الواردة بمشروع القانون للتأويل أثناء التطبيق وأثناء صياغة اللائحة التنفيذية"، موضحا أن الفلسفة من مشروع القانون هو أن تسترد الدولة أموالها حتى تنفقها في المشروعات القومية وتحصيل موارد الدولة.
وتابع درويش: "خضنا تجارب كثيرة في ملف الأداء التشريعي للحكومة وواجهنا في قانون التصالح معترك كبير، ونطالب الوزارات الانتباه للملاحظات التي لها وجاهة، وأن تأخذ في الاعتبار تقارير الأمانة الفنية".
بدوره، استعرض الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، مشروع القانون المقدم منه بشأن تقنين وضع اليد على أراضي أملاك الدولة الخاصة وأراضي الوقف، خلال اجتماع لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، برئاسة النائب أحمد السجيني، أثناء مناقشة مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن بعض إجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة.
وقال أبو العلا: "من خلال معاشرتي لأهالي دائرتي في الواحات البحرية أعلم حجم معاناتهم في ملف تقنين وضع اليد"، مشيرا إلى أنه تقدم بمشروع القانون وسبق مناقشته باجتماعات لجنة الإدارة المحلية.
وأوضح أنه تم تأجيل المناقشة لحين ورود مشروع قانون الحكومة، إلا أن المشروع المقدم يخلو من التوصيات التي سبق وتمت الإشارة إليها.
وأوضح أبو العلا، أن مشروع قانون التصرف في أملاك الدولة المقدم من الحكومة يخلو من مراعاة البعد الاجتماعي، قائلا: "أنا شفت المشاكل عند الناس في الواحات ناس عايشة في المكان من 100 و50 سنة ويواجهون مشكلات بسبب ارتفاع الأسعار أو تعقيد الإجراءات والأوراق".
وتابع أبو العلا: "الواحات بنتكلم 3.5 ملايين نخلة و35 ألف طن بلح ينتج سنويا"، متسائلا: هل تعتقدوا الري بتاعه كله سليم لا طبعا عايزين قانون مصالحة"، وتابع: "تعمل إيه لراجل عنده 5 فدادين زراعية تنتج، وحفر بئر لري أرضه وعايز يقنن، علشان كده لازم مصالحة".
وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة مراعاة الأبعاد الاجتماعية والتخفيضات في الأسعار ووضع حد أقصى، وعمل بحث اجتماعي لكل حالة، حتى لا نكرر نفس الأخطاء والمغالطات في القانون 144 لسنة 2017.