أكرم القصاص

«مائة عام من العزلة».. الواقعية السحرية الكولومبية إلى منصات الدراما

السبت، 14 ديسمبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد 57 عاما على صدورها، ومحاولات سابقة لإنتاجها للسينما، فقد بدأ عرض مسلسل «مائة عام من العزلة» المأخوذ عن رواية للروائى الكولومبى الأشهر جابرييل جارسيا ماركيز، حيث بدأ العرض على منصة نيتفليكس، بعد أن عمل فريق من كولومبيا منشأ الكاتب والأحداث.

 

«مائة عام من العزلة»، تولى كتابة الحلقات وتحويل الرواية إلى سيناريو خوسيه ريفيرا، مع عدد آخر من الكتاب الكولومبيين ناتاليا سانتا، وكاميلا بروجيس، وألباتروس جونزاليس .وهو من إخراج الكولومبية لورا مورا، والأرجنتينى أليكس جارسيا لوبيز، سيكون باللغة الإسبانية، فى 16 حلقة تعرض على جزأين، بطولة كل من إدواردو دى لوس رييس، كلاوديو كاتانو، جيروم بارون، ماركو جونزاليس، ليوناردو سوتو، سوزانا موراليس، إيلا بيسيرا، سانتياجو فاسكيز، كارلوس سواريز، مورينو بورخا، وقد جرت محاولات سابقة لتحويل الرواية إلى فيلم أو مسلسل، وهناك ترقب كبير لكيفية تلقى العمل الشهير، وقد سبق وتم إنتاج فيلم من رواية جابرييل جارسيا ماركيز عن روايته «الحب فى زمن الكوليرا»، لكنه لم يضف كثيرا إلى العمل.


«مائة عام من العزلة» واحدة من أهم وأشهر الروايات فى التاريخ الأدبى، فضلا عن أن ماركيز وعددا من الأدباء اللاتينيين الكبار عرّفوا العالم بالأدب اللاتينى، خاصة بعد أن حصل ماركيز على جائزة نوبل، عام 1982، والرواية تصنف ضمن الواقعية السحرية، التى تقف على أقصى حدود الخيال من دون أن تغادر الأحداث والوقائع والتواريخ.


«مائة عام من العزلة» تروى قصة سبعة أجيال من عائلة بوينديا، والتى يحمل العديد من أفرادها الأسماء نفسها، فى مدينة ماكوندو التى اخترعها ماركيز، لكنه يقدم تفاصيل من عالم بوجوتا الكولومبية حيث ولد وعاش، العمل متقاطع ومتداخل والأحداث تدور وترتفع وتهبط، وتتكرر أسماء مثل أورليانو، أركاديو، خوسيه، وبوينديا مشترك للأم والأب.


الأجداد الأولون بحثوا عن طريق إلى البحر لمدة تتجاوز العام، فكان الاستقرار الاضطرارى فى مكان مناسب، وأطلق عليه خوسيه أركاديو بوينديا، الجد المؤسس، اسم قرية ماكوندو، التى ظلت معزولة عن العالم، حتى اكتشفها الغجر، ونقلوا لها تفاصيل وخيالات، خاصة ملكيادس المعمر، الذى يبيع للأب المؤسس المغناطيس والحيل التى تختلط فيها التفاصيل بين الخيال والعالم، ليكتشف الروائى أن القرية عاشت فى عزلة لقرن، وتداخلت مصائر السكان بين الدم والعلاقات المحرمة، وفى الخلفية هناك الحروب الأهلية والمغامرات وألعاب الاستعمار، والمكتشفون، والحرب الأهلية التى هى فى الواقع ضمن حروب التحرير الطويلة، التى قادها الكولونيل أورليانو بوينديا الليبرالى، ابن مؤسس القرية ضد المحافظين، وحياة طويلة عاشتها أورسولا الجدة زوجة مؤسس القرية.


وبين الواقع والنبوءات تدور الرواية، والتى تتضمن روحا ملحمية، وتواريخ وتفاصيل طبيعية تختلط بالخيال السحرى، وهذا الخليط هو ما يجعل تصور نقلها الى عالم السينما أو الدراما، أمرا محفوفا بالمخاطر، وبالفعل جرت محاولات سابقة لإنتاجها، لكنها لم تنته الى نتيجة، حتى أعلنت منصة نيتفلكس بدء عرض حلقاتها، الأمر الذى يبقى تحت الانتظار لحين اختبار كيفية استخدام الدراما لإنتاج عمل مثل «مائة عام من العزلة».


وفى حال نجحت المحاولة، فإنها تمثل خطوة نحو تحويل أعمال أدبية من الواقعة السحرية إلى السينما أو الدراما، فى عالم المنصات.


مقال أكرم القصاص

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة