قالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إن واحد من كل 4 بالغين في سن العمل في إنجلترا يعانون من أمراض الشتاء ويصابون بالإنفلونزا، في حين تستعد هيئة الخدمات الصحية الوطنية لـ"وباء رباعي" مدفوع بموجة كبيرة من أمراض الشتاء.
وتظهر بيانات المراقبة الصادرة عن وكالة أمن الصحة في المملكة المتحدة، أن واحداً من كل 5 اختبارات أجريت على بريطانيين من جميع الأعمار مصابين بالسعال ونزلات البرد في نهاية الأسبوع الماضي جاءت إيجابية لفيروس الأنفلونزا.
وهذا يمثل ارتفاعًا عن حوالي واحد من كل 10 اختبارات إيجابية في الأسبوع السابق، وهو علامة أخرى على انتشار الفيروس بين السكان.
يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه قادة الصحة المؤهلين للحصول على لقاحات الإنفلونزا المجانية على اغتنام العرض، حيث أن الإقبال الحالي أقل بكثير مما يقول الخبراء.
وتشير أحدث نتائج اختبارات الإنفلونزا الإيجابية ليوم 8 ديسمبر إلى أنها أعلى بـ 3 مرات تقريباً من المستوى المسجل في نفس الفترة من العام الماضي.
ولكن ليس كل البريطانيين معرضون للإصابة بالإنفلونزا على قدم المساواة، فقد بلغت نسبة الإصابة بالإنفلونزا بين البالغين البريطانيين الذين خضعوا للاختبار والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً 25.7%، وهو معدل يبلغ نحو واحد من كل 4 أشخاص.
وقد تفوق البريطانيون الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا بفارق ضئيل على هؤلاء بمعدل إيجابي بلغ 26 %، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا بمعدل 30 %، وهو أعلى معدل بين أي مجموعة أخرى.
وتتراوح معدلات الإصابة بالأنفلونزا بين البريطانيين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والذين يحق لهم الحصول على لقاح من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، هو واحد من كل 6 أشخاص.
تظهر بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن ما يقرب من 1900 مريض بالأنفلونزا دخلوا المستشفى كل يوم خلال الأسبوع الماضي في إنجلترا في المتوسط.
ويمثل هذا ارتفاعًا من متوسط 1100 حالة في الأسبوع السابق، ويمثل 3.5 أضعاف عدد المرضى مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ولإضافة المزيد إلى مشاكل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، تتزايد أيضًا الحالات الخطيرة من فيروس نوروفيروس وفيروس المخلوي التنفسي.
وقال البروفيسور السير ستيفن باويس، المدير الطبي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، إن رؤساء الصحة يشعرون بالقلق، مع احتمال وجود حالات إصابة بفيروس كورونا أيضًا.
وأضاف، إن "الموجة الهائلة من حالات الإصابة بالإنفلونزا والفيروسات الموسمية الأخرى التي تضرب المستشفيات تثير قلقًا حقيقيًا بالنسبة للمرضى وبالنسبة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية - حيث تضيف هذه الأرقام إلى مخاوفنا بشأن "الوباء الرباعي".
قالت سوزان هوبكنز، المستشارة الطبية الرئيسية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، إن البيانات تشير إلى أن التهديد بموسم مبكر للإنفلونزا "يتحقق"، وشجعت المؤهلين على التقدم والحصول على اللقاح.
وأوضحت، إنه "نظرًا لأن معدلات التطعيم في فصل الشتاء لم تصل بعد إلى المستويات المرتفعة التي نهدف إليها في بعض الفئات المؤهلة - بما في ذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية، فإن توقعاتنا لمعدلات الإصابة ستكون كبيرة "، موضحا، إن تلقي اللقاح سيمنع تعريض خططك الموسمية للخطر - والأهم من ذلك، منع خطر الإصابة بأمراض خطيرة ودخول المستشفى."
وأضافت: "إن كبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض أكثر خطورة من الإنفلونزا أو الفيروس النوروفيروس، لذلك إذا كان لديك أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا أو الإسهال أو القيء، فتجنب زيارة الأشخاص في المستشفيات ودور الرعاية لمنع انتقال العدوى في هذه الأماكن".
وقال البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا: "إن البيانات الأخيرة واضحة بأن حالات الإنفلونزا تتزايد بسرعة، ونحن نقترب من موجة إنفلونزا خطيرة".
الآن هو الوقت المناسب للحصول على التطعيم إذا كنت مؤهلاً، فاذا كنت من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وأولئك الذين يعانون من حالات صحية طويلة الأمد، أوالنساء الحوامل، أو نزلاء دور الرعاية أو مقدمي الرعاية فانك مؤهل للحصول على لقاح مجاني.
وأشارت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إلى إن عدد المواعيد المحجوزة لتلقي لقاحات الإنفلونزا وكورونا تضاعف، بزيادة قدرها 124%.
وتأتي المخاوف من أن يكون هذا العام عاماً سيئاً بالنسبة للإنفلونزا بعد أيام قليلة من تحذير الخبراء من أن لقاح الإنفلونزا هذا العام قد يكون أقل فعالية بنسبة 30% مما كان متوقعاً.
يتم تغيير لقاح الإنفلونزا كل عام بناءً على البيانات من البلدان الواقعة في نصف الكرة الجنوبي، مثل أستراليا ونيوزيلندا، حيث يكون موسم الشتاء لديهما قبل بريطانيا بـ 6 أشهر.
ويرجع ذلك إلى أن نفس أنواع الإنفلونزا التي ضربت تلك البلدان عادة ما تتسبب في غالبية الحالات في المملكة المتحدة.
ولكن في بعض الأحيان تكون هذه التوقعات خاطئة، ففي عام 2017، كان لقاح الإنفلونزا غير المطابق مسؤولاً عن 50 ألف حالة وفاة إضافية في المملكة المتحدة، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني.
وتشير البيانات إلى أن لقاح الإنفلونزا المستخدم في نصف الكرة الجنوبي، والذي يعتمد عليه اللقاح الذي يتم طرحه في المملكة المتحدة، قد يكون أقل فعالية من المعتاد بنسبة تصل إلى 30%، و يرى الخبراء أن لقاح الإنفلونزا الناجح هو الذي يمنع الأشخاص من الحاجة إلى الرعاية في المستشفى بسبب الفيروس في حوالي 7 من كل 10 حالات.
ومع ذلك، تشير البيانات من دول مثل أستراليا ونيوزيلندا إلى أن اللقاح الأخير أوقف فقط 4 من كل 10 حالات دخول إلى المستشفى، تعتبر الأنفلونزا مسؤولة عن حوالي 40 ألف حالة دخول إلى المستشفى وأكثر من 10 آلاف حالة وفاة في المملكة المتحدة كل عام، على الرغم من أن هذا الرقم قد يكون أعلى في السنوات السيئة، وتشمل الأعراض عادة الحمى والتهاب الحلق وآلام العضلات والسعال.