رؤية وتصورات الموضوع والصورة الفنية في شعر عبدالعزيز سعود البابطين

الأربعاء، 18 ديسمبر 2024 09:00 ص
رؤية وتصورات الموضوع والصورة الفنية في شعر عبدالعزيز سعود البابطين جانب من الندوة
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت الدكتورة والناقدة نورية الرومي إن البابطين الثقافية استطاعت منذ تأسيسها أن توحد الأدباء والمفكرين والشعراء في حب عجز عنه من عجز، لأن الثقافة هي القوة الناعمة التي تُخلصنا من الواقع المرير.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية حول  الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، بمشاركة الناقد الدكتور عبدالله التطاوي، والناقد الأردنى الدكتور زياد الزعبي، وأدار الجلسة الناقدة الكويتية نورية الرومي.

وحول ورقة الدكتور عبدالله التطـاوي نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق التي جاءت بعنوان " الرؤية وتصورات الموضوع في شعر عبدالعزيز سعود البابطين" فقد بدأ البحث بمقدمة كاشفة عن أهمية الموضوع ومرجعياته ومنهجه ومصادره، ثم تمهيد حول قسمته المنهجية بين رؤية الشاعر وموضوعات شعره، ثم المبحث الأول حول طبيعة موقف الشاعر بين الموروث الفكري والأبعاد المعرفية، وتقاطعات الحركة الإبداعية، ثم المبحث الثاني حول تصورات الموضوع بدءًا من مفتاح شخصيته البدوية، إلى دائرة الهوية الوطنية والقومية، وصولًا إلى المشتركات الكبرى بين الموروث والمعاصر في تكوين الشاعر، وانتهاءً عند طبيعة النسق الإبداعي والمعرفي لهوية البابطين الشعرية من المنظور الإنساني العام.

وأكد التطاوي "أنه وما زال الباب مفتوحًا أمام القراءات النقدية التي تستحقها دواوينه الشعرية من خلال رؤى نقدية متعددة تتسق مع ثراء إبداعه الفني المتجدد."

أما الدكتور زياد الزعبي فقدم ورقة بعنوان "الصورة الفنية في شعر عبدالعزيز سعود البابطين"، قارئًا ومقدمًا الصورة الفنية في شعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين اعتمادًا على دواوينه الشعرية الثلاثة المنشورة، وهي: بوح البوادي، ومسافر في القفار، وأغنيات الفيافي.

وتناول الزعبي من خلال ورقة بحثه الاستعمال الواسع للغة الاستعارية في شعر عبدالعزيز البابطين وهي في الغالب تقوم على الصور التشخيصية التي تمنح الأشياء أو المفاهيم المجردة صفات الكائن الحي، وتجعلها ماثلة للعين، مؤكدًا ان هذه سمة راسخة في الدراسات البلاغية بقطع النظر عن اللغة والعصر.

وبين الزعبي البنى الاستعارية في الدواوين الثلاثة لعبدالعزيز البابطين، فتناول الاستعارة والتركيب الفعلي، والاستعارة الإضافية، والبنى الوصفية.

وأضاف الدكتور زياد الزعبي "على نحو خاص الصورة من حيث بنيتها التركيبية كما برزت في الاستعمال الاستعاري والتشبيهي مبرزًا البعد الكمي لهذين الشكلين الفنيين اللذين مثَّلا الحضور الكبير لظاهرة التصوير الحسي في شعر عبدالعزيز البابطين".

جانب من الندوة
جانب من الندوة

وفى جلسة أخرى حول قدمت الدكتورة الناقدة نورالهادي باديس  ورقة بحثية بعنوان " النسيج اللغوي في شعر عبدالعزيز سعود البابطين"  فقد بدأ البحث حول بعض الظواهر الأسلوبية واللغوية في مدونة عبدالعزيز سعود البابطين الشعرية الذي تمسك بأصالة الشعر وبديوان العرب؛ لذلك حرص على تتبع جمالياته ومقاييسه الفنية المختلفة، فالمتأصل في داخله هو الشعر العمودي الذي تفخر به الأمة.

وأوضح باديس إن التيمة الحاضنة لمعظم قصائد عبدالعزيز البابطين وهي الرحلة باعتبارها تخطِّيًا للعوائق والحدود، إنها عبور في الزمان والمكان، فالرحلة تسعى إلى معانقة العبارة الشعرية، لذا وجدنا تقاربًا بين رحلة الشاعر في المكان والزمان، ورحلته في فضاء القصيدة، فالمتأمل لمجموع القصائد المرتبطة بالرحلة يجدها تتسم بأسلوب سلس ينفذ إلى القلب والمسامع بيسر.

وأضاف "أما عن ظاهرة التكرار في شعر عبدالعزيز البابطين فلم يكن التكرار لذاته، إنما هو منهج شعري اختاره الشاعر لتماسك النص وإثراء الإيقاع الداخلي للقصيدة، فالتكرار كان خيار الشاعر في البناء، وأداة في الدلالة، مكَّنه من العبارة، وأتاح للقارئ أن يقف على المعاني الشعرية للنص، فالنسيج اللغوي القائم على التكرار اللفظي والمعنوي يسهم في تبيان تجربة الشاعر.

وختم الدكتور الناقدة نور الهدى باديس ورقة البحث مؤكداً  إن هذه الظواهر الأسلوبية من عتبات وتكرار وتناص وحوارية وسرد أسهمت في إكساب تجربة عبدالعزيز البابطين بُعْدًا إبداعيًّا مخصوصًا يجعلنا نرفض وصفها بالتجربة التقليدية.

أما الدكتور الناقد سالم خدادة  فقدم ورقة بعنوان "بنية الإيقاع في شعر عبدالعزيز سعود البابطين" مقدمًا الصورة الفنية حول بنية الإيقاع الشعري من خلال عناصر أربعة، هي: الوزن والقافية والتوازي وشبه التوازي، بالإضافة إلى التناص الإيقاعي.  مؤكدًا من خلال بحثه مستندًا على تلك العناصر في التزام البابطين بقواعد الشعر العربي القديم واستعماله للبحور الشعرية.

وأوضح خدادة أن أحرف القافية في الدواوين الثلاثة لعبدالعزيز سعود البابطين تعددت ، فهناك قصائد جاءت القافية فيها على حرفين وأخرى جاءت القافية فيها على ثلاثة أحرف، أما عن الحروف المجهورة في دواوين شاعرنا فهي كثيرة، وهذا يدل على ميل الشاعر إلى رفع صوت القافية حتى تحدث تأثيره المطلوب في المتلقي.

وختم خدادة ورقة العمل مؤكداً حرصه على إلقاء الضوء على مصطلح التناص الإيقاعي في شعر عبدالعزيز سعود البابطين الذي تداخل مع نصوص أخرى، فهو يبني إيقاع قصائده بناءً إيقاعيًّا يعتمد على إيقاع بعض القصائد المشهورة، وهذا يدل أيضًا على عشق شاعرنا للشعر العمودي قديمه وحديثه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة