شهدت السودان، تجدد للمعارك بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، فى العاصمة الخرطوم، ومدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واشتدت المعارك الضارية بين الجيش والدعم السريع السبت.
وتجددت المواجهات بين الطرفين، وتبادل الطرفين القصف المدفعى العنيف وشهدت الأحياء السكنية غربى أم درمان سقوط قذائف بشكل متتابع، وسمع السكان دوى القصف، وهو ما تسبب فى إثارة حالة من الرعب.
وردا على هجمات الدعم السريع، استهدف الجيش السودانى مواقع تمركز الدعم السريع فى شمال الخرطوم بحرى، والخرطوم، فيما واصلت عناصر الدعم السريع قصف مدينة الفاشر فى ولاية شمال دارفور، والتى تفرض حصارا مشددا عليها منذ شهور، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.
وكشفت لجان مقاومة الفاشر، أن قصف الدعم السريع الكثيف للمدينة، أسفر عن مقتل 5 مدنيين خلال قصف مكثف، وأسفر القصف والذى استهدف سوق نيفاشا للمواشى عن سقوط عدد من الجرحى والمصابين.
وتمكن الجيش السودانى يومى الخميس والجمعة، من إسقاط نحو 20 طائرة مسيرة أطلقتها قوات الدعم السريع لمهاجمة مقر قيادة الفرقة السادسة مشاه وتمركز القوة المشتركة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفى سياق متصل، كشف شهود عيان، عن رصد تصاعد لأعمدة الدخان من شرق النيل ومحيط سلاح المدرعات فى الخرطوم، إذ قصفت مسيرة تابعة للجيش أهدافاً للدعم السريع بمنطقة المقرن وسط الخرطوم. كما أفاد شهود عيان بأن القصف أسفر عن تدمير مخزن للغلال.
ومن جهة أخرى، أكدت منصة نداء الوسط، نزوح آلاف الأشخاص من قرى محلية التضامن بإقليم النيل الأزرق، عقب اجتياح ميلشيا الدعم السريع لها، وكشفت عن وصول أعداد كبيرة من الأسر إلى مدينة الدمازين فى ظل ظروف مأساوية.
فيما سمع سكان مدينة عطبرة بولاية نهر النيل صوت انفجار ضخم هز أرجاء المدينة، مساء السبت وذلك عقب هجمات متتالية بالطائرات المسيرة شنتها الدعم السريع على المدينة خلال الايام الماضية.
ورجحت مصادر، أن سبب الصوت، ربما يعود لانفجار طائرة مسيرة اطلقتها قوات الدعم السريع على المدينة.
ومن جهتها أدانت شبكة أطباء السودان واقعة اختطاف شاحنة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" محملة بأدوية وأغذية للأطفال، من قبل الدعم السريع، بمنطقة "ود أبوصالح" فى شرق النيل.
وقالت شبكة أطباء السودان فى بيان، الأحد، :"تعتبر الشبكة أن هذه الجريمة النكراء التى ارتكبتها قوة تتبع للدعم السريع، تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولى الإنسانى، وتجسيداً لحالة عدم اكتراثها بحياة المدنيين، وخاصة الأطفال".
وتابع البيان :"تؤكد الشبكة أن هذا العمل الإجرامى ليس الأول من نوعه، بل يأتى فى سياق سلسلة طويلة من الانتهاكات التى ترتكبها هذه القوات ضد الشعب السودانى، والتى تتضمن القتل والاغتصاب والنهب والتدمير، وتشير الشبكة إلى أن استهداف منظمات الإغاثة الإنسانية والمنشآت الطبية يمثل جريمة حرب، ويستوجب من المجتمع الدولى اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها".
وفيما يخص الوضع الصحى، تعانى ولاية القضارف من تفشى مرض الملاريا بصورة واسعة، حيث تم تسجيل قرابة 5 آلاف حالة خلال أسبوع.
ومن جهتها، قالت مديرة برامج مكافحة الملاريا بوزارة الصحة فى ولاية القضارف، وجدان عبد الباقى، أن الولاية تشهد ارتفاعًا كبيرًا فى إصابات الملاريا بسبب تردى البيئة وانتشار نواقل الأمراض، خاصة فى بلدية القضارف عاصمة الولاية.
وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 4,824 إصابة بالملاريا خلال الأسبوع المنصرم، فيما توجد إحصائيات أخرى فى بعض المؤسسات الصحية غير مشمولة فى هذا العدد، نظرًا لعدم توفرها حتى الآن، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأكدت أن انتشار الملاريا فى ولاية القضارف أخطر من حمى الضنك، خاصة فى ظل تواجد أدوية غير مسجلة لعلاج الملاريا فى الصيدليات، مشيرة إلى أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من المصابين بالملاريا.
وكشفت عن تدخل الدولة بتوزيع لقاح المرض واتباع نهج جديد للقاح الذى وصفته بالفعال، مشددةً على أن الملاريا تأتى فى المرتبة الأولى بين الأمراض الأخرى.
وبلغت حالات الإصابة بالملاريا فى السودان أكثر من 41 % من إجمالى الإصابات فى إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بينما بلغت الوفيات الناجمة عن المرض فى البلاد 49% من الوفيات فى الإقليم؛ بمعدل يومى يبلغ 10 آلاف إصابة و21 وفاة ناجمة عنها، وفقًا لتقرير الملاريا فى العالم الصادر فى 2023.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد كشفت أن حالات الملاريا فى السودان، خلال العام الماضى، قُدرت بـ 3.4 مليون إصابة و7,900 وفاة مرتبطة به، حيث يُعزى 80% من الحالات المبلغ عنها إلى "المتصورة المنجلية"، وهى أشد طفيليات الملاريا فتكًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة