<< 100 ألف مواطن يواجهون أهوال مجزرة التجويع والتهجير القسري في شمال غزة
<< 80 جثة ملقاه في الشوارع شمال غزة ويحول الاحتلال دون الوصول إليهم،
<< استهداف مستشفى "اليمن السعيد" وإخراجه عن الخدمة
<< النازحون من شمال غزة يتوجهون لملعب اليرموك ويحملون الملعب لمركز إيواء
<< الأونروا: طالبنا بإدخال مساعدات غذائية وطبية ووقود لتشغيل المستشفيات والاحتلال رفض
<< رئيس بلدية بيت لاهيا : توقف الآبار عن ضخ المياه بسبب نفاذ الوقود وتدمير العديد منها والوضع كارثي
<< مواطنون في شمال غزة: نسف مربعات كاملة عبر البراميل المتفجرة
<< 4000 امرأة حامل في شمال غزة تواجه صعوبات في الوصول إلى الرعاية الطبية
<< الهلال الأحمر الفلسطيني: لا يوجد لدينا قدرة للوصول إلى محافظتي بيت لاهيا وبيت حانون
شهادة مؤلمة للمواطن الفلسطيني "صابر أبو الكاس"، المقيم في بيت لاهيا قبل أن يجبره الاحتلال وعائلته على النزوح إلى الجنوب، شهادة عرضها عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" في 29 أكتوبر الماضي يكشف فيها كيف اضطر أن يصطحب والدته القعيدة على كرسي متحرك وأطفاله الصغار ويسير بهم لعشرات الكيلو مترات نحو الجنوب، بينما رفض الاحتلال أن يستكمل المشوار مع عائلته وأراد اعتقاله ولكن رعاية الله كانت سببا كبيرا في القرار منهم.
صابر أبو الكاس مواطن فلسطيني في غزة
ويعرض "أبو الكاس" شهادته قائلا :"الثانية فجرا، انهالت الصواريخ وقذائف المدفعية في محيطنا ومن كل جانب، وأصوات الدبابات والمدرعات تقترب نحونا أكثر فأكثر، هرعنا مسرعين بلباسنا فقط نازحين نحو مشروع بيت لاهيا، كأكثر أمنا وازدحاما، ثم عشنا يومين حتى انهالت القذائف علينا من جديد، مصحوبة بمنشورات جديدة وللمرة الثالثة بإجبارنا على النزوح القسري، أمهلت نفسي مدة إضافية أخرى، فوالدتي ليست حمل النزوح المتكرر والمتسارع كونها مقعدة، وأطفالي صغار ليس بوسعهم السير لمسافات طويلة، فقط نزحوا مرات ومرات وذاقوا قبل ذلك الويلات".
اقرأ أيضا:
الصحة الفلسطينية: إصابة 6 من كوادرنا إثر قصف إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان أمس
"أبو الكاس" يدفع الكرسي المتحرك الخاص بوالدته عشرات الكيلو مترات للنزوح للجنوب
ويضيف: "انتظرت نقطة الصفر، وكانت في إحراق المنزل الملاصق بقذائف المدفعية وسقوط القذائف على البيت الذي يأوينا، وزاد الأمر تعقيداً مرور المصابين بجوار البيت وتناثر الأشلاء أمامنا أثناء نزوح العائلات من مدرسة مجاورة، فكان القرار بالتوكل على الله والسير نحو شارع صلاح الدين، وكان همي الأكبر في دفع والدتي على كرسيها المتحرك هذه الكيلو مترات الطويلة في شوارع ليس بشوارع بل أزقة ومنخفضات مليئة بالرمال والحجارة، وطلبت العون من الله وطلبت من أمي أن تكثر من الدعاء، لجأنا إلى الله ودعوناه باليقين فكانت الإجابة والحمد لله".
وتابع: "عندما وصلنا إلى الحاجز أخبرت جيش الاحتلال بأنه ليس لأمي أحد سواي، فأنا الذي أرعاها ولا أستطيع تركها وحدها، ليسمح لي بالمرور معها رفض وعند الطلب المتكرر رفع سلاحه في وجهي وصرخ: هترجع ولا أطخك؟"، هكذا شرح "أبو الكاس" كيف تعامل جنود الاحتلال معه خلال النزوح من الشمال، قائلا :"عدت أدراجي بانتظار الدور، وما أن مررت قلت للضابط هذه أمي مقعدة وليس لها أحد غيري، قال: وصلها 20 مترا ضعها على جنب وتعال، وانطلقت بها أدفعها بكل قوتي وبالقوة التي منحني إياها ربي، مرددا بأعلى صوتي" يارب يارب"، سيرا على الأقدام عبر شارع صلاح الدين الوعر، وفي طريق سيرنا في كل 200 متر دبابة تبدأ بالتحرك والتفريك باعثة الغبار والدخان الذي سبب لنا الالتهابات والأوجاع، وحمدنا ربنا على ذلك".
ويختتم شهادته قائلا :"وصلنا مدنية غزة في رحلة نزوح جديدة من شمال غزة حامدين شاكرين طامعين في الأجر الكبير والدعاء لرب رحيم بإطفاء نار هذه الحرب، وبعد 20 يوما من حصارنا ومن النزوح من مكان لآخر شمال غزة تم قصف البيت الذي نزحنا فيه بالمدفعية واضطررنا للنزوح لمدينة غزة سيرا على الأقدام في نزوح قسري جديد".
اقرأ أيضا:
25 شهيدا وعشرات المصابين فى قصف إسرائيلى على مناطق متفرقة من غزة
طائرات كواد كابتر والمنشورات سلاح الاحتلال للتهجير القسري
شهادة صابر أبو الكاس، تكشف هول وجرم ما يتعرض سكان شمال غزة على مدار عدة أسابيع في جحيم متواصل، مع استمرار ارتكاب عشرات المجازر من قبل قوات الاحتلال، وسط تهديد متواصل من قبل قوات الاحتلال عبر طائرات كواد كابتر والمنشورات واستخدام البراميل المتفجرة لدفع النساء بالتحديد للنزوح، واعتقال الرجال.وهنا يؤكد حمزة حماد، المقيم في شمال غزة، وهو مراسل فلسطيني يغطي أحداث الشمال، أن الاحتلال الإسرائيلي منذ أن بدأ بشن العملية البرية على شمال قطاع غزة خاصة في منطقة جباليا وبيت لاهيا ارتكب المجازر بحق المواطنين والأحياء السكنية وقصف الأبراج والعمارات السكنية ونسف أحياء ومدن سكنية بأكملها من خلال وضع براميل متفجرة وهذا يؤدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء وجل الضحايا من المدنيين والمجازر مستمرة طالما استمر الاحتلال في تلك العملية البرية التوسعية.
ويضيف "حماد"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاحتلال الإسرائيلي ألقى أكثر من 3 مرات منشورات ورقية تطالب المواطنين المدنيين المتواجدين في شمال غزة بالنزوح إلى مدينة غزة وجنوب القطاع، حيث يتم عبر شارع صلاح الدين الذي يعد المرر الوحيد أمام المواطنين بعد أن أغلق الاحتلال جميع المنافذ عليهم في شمال قطاع غزة وفي ظل الحصار المحكم والمشدد على المواطنين وبجانب استخدام طائرات كواد كابتر التي تطلق نداءات على المواطنين في الأحياء السكنية وتطالبهم بالخروج من هذه المناطق وإلا سيكون مصيرهم الموت.
ويتابع: "هناك عدم توافر للمستلزمات الطبية والأدوية وعدم سماح للاحتلال بإدخال المساعدات الطبية لشمال غزة ومنع الوفود الطبية من الدخول لشمال غزة لعلاج المصابين، ولا يوجد طواقم طبية المناسبة للتعامل مع الحالات وهناك نقص في الطواقم والكوادر الطبية"، هنا يشير حمز حماد لسوء الوضع الصحي في القطاع، وهفي نفس تصريحات مديري مستشفى كمال عدوان والعودة في الحلقة الأولى، حيث يوضح أن هذا الواقع الصحي يؤثر على واقع الحياة الإنسانية وواقع المصابين الذين لا زالوا يترددون على تلك المستشفيات على أمل أن يتلقوا العلاج ويجدوا ما يخفف عنهم في ظل استمرار المجازر وعمليات الإبادة والقصف الإسرائيلي".
ويوضح أن الاحتلال الإسرائيلي منذ أن بدأ عملياته العسكرية والاجتياح البرى في منطقة جباليا حاول أن يضغط على السكان من خلال القتل واستهداف الأحياء السكنية وارتكاب المجازر ومنع دخول الغذاء والوقود التي يشغل محطات التحلية ومنع الدواء والشراب عن تلك المنطقة طوال عملياته البرية في شمال القطاع، والاحتلال ما زال يجبر المواطنين على النزوح، وهناك أكثر من 100 ألف مواطن ما زالوا موجودين في شمال غزة والاحتلال لا زال يضغط على السكان لإجبارهم على النزوح للجنوب لكن هناك حالة صمود وثبات وهم يرفضون الخروج لهذه المناطق لأن الاحتلال يسعى لتحقيق هدفه وهو إفراغ منطقة شمال غزة وإجبار السكان على التهجير من خلال القتل والتهديد والقصف بشكل مستمر.
ويكشف حمزة حماد المناطق التي تشهد تهجير قسري في غزة، موضحا أن المناطق التي يطالب فيها الاحتلال المواطنين والمدنيين بالخروج منها هم جباليا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون وتل الزعتر، وهذه مناطق سكنية، بجانب غربية في شمال قطاع غزة مثل منطقة الصفطاوى وبئر النعجة والعمودى، وهذه المناطق تتعرض لعمليات قصف وإبادة ونسف للمنازل بشكل كامل، وفي كل مجزرة يرتقى عدد كبير من الضحايا لا يقل عن 30 شهيدا وهو عقاب جماعي للمواطنين المدنيين الذين ما زالوا في قطاع غزة ويمارس سياسة إجبار وإبادة ممنهجة وتطهير عرقي كاملة.
وفي بيان صادر في 31 أكتوبر الماضي، عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، أكد توقف آخر وحدة للعناية المركزة لحديثي الولادة في شمال غزة، بجانب أنه نحو 4000 امرأة حامل في شمال غزة تواجه صعوبات في الوصول إلى الرعاية الطبية، وسط تقارير متزايدة حول وفاة نساء بغزة أثناء الولادة أو بعدها وأخريات تلدن دون رعاية.
اقرأ أيضا:
الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليونى فلسطينى فى غزة على المحك
توقف سيارات الإسعاف وانهيار المنظومة الصحية.. أوضاع مأساوية في شمال غزة
هنا تكشف نبال فرسخ، مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، المخاطر التي يتعرض لها فريق الهلال الأحمر الفلسطيني في شمال القطاع وتوقف عمله، مؤكدة أن قوات الاحتلال تواصل حصارها لمحافظة شمال غزة، وبالأخص مخيم جباليا، وسط قصف عشوائي واستهداف مُركز لمراكز إيواء النازحين والمدارس. كما تمنع وصول المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية إلى المنطقة، وتستهدف بشكل كثيف أحياء مختلفة في شمال القطاع، وهناك كثافة وحدة في الاستهدافات واستمرارها خاصة في ثلاث محافظات وهم بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.
وتضيف مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الهلال الأحمر الفلسطيني والطواقم الطبية لا زالت تعمل ولكن لا يوجد لدينا قدرة للوصول إلى محافظتي بيت لاهيا وبيت حانون، مستدركة :"لكننا نستطيع أن نعمل في مخيم جباليا خاصة في منطقة جباليا ومحيط المخيم بالإضافة إلى الفالوجة وغيرها من المناطق ولكن بيت لاهيا وبيت حانون لا نستطيع الوصول لهذه المناطق بسبب خطورة تلك المنطقة".
"هناك تفاقم للوضع الصحي الكارثي على مختلف الأصعدة في محافظة شمال غزة، بجانب استمرار انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت عن أجزاء كبيرة من شمال القطاع نتيجة القصف العشوائي لقوات الاحتلال وتدمير البنية التحتية"، هنا تصف نبال فرسخ طبيعة الوضع على أرض الواقع، قائلة إن القصف العشوائي وانقطاع الاتصالات والإنترنت زاد من الصعوبات التي تواجه طواقم الإسعاف، خصوصًا مع تزايد المناشدات من المصابين والمواطنين المحاصرين في منازلهم".
وتؤكد أيضا مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، أن الكثير من الشهداء موجودين في الشوارع في شمال القطاع والبعض موجود تحت الأنقاض لكن الطواقم الطبية تعجز عن الوصول لانتشالهم بجانب وصول مناشدات من جرحى ينزفون حتى الموت دون أن تتمكن سيارات الإسعاف أو طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب تواجد المصابين في مناطق خطيرة، لافتة إلى تواصل معاناة سكان قطاع غزة بشكل عام، وسكان محافظتي غزة وشمال غزة بشكل خاص، جراء أوضاع كارثية وظروف قريبة من المجاعة بسبب عدم كفاية دخول المساعدات منذ بدء العدوان، بالإضافة إلى نقص السيولة المالية نتيجة منع دخولها إلى القطاع. ومع تكدس السكان والنازحين في مناطق جغرافية ضيقة، تتعرض حياة مئات الآلاف من المواطنين لخطر الإصابة بالأمراض.
اقرأ أيضا:
رئيس وزراء سلوفينيا: سنمثل لمذكرات الجنائية الدولية بحق اعتقال بعض قادة إسرائيل
100 ألف مواطن يواجهون التجويع في شمال غزة
حديث نبال فرسخ عن المجاعة التي يشهدها شمال القطاع، أكدته مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، في 17 أكتوبر ، والتي أصدرت بيانا مجتمعا، أكدوا فيه أن هناك 100 ألف مواطن يواجهون أهوال مجزرة التجويع والتهجير القسري في شمال غزة، وذلك في ظل الفظائع التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب أبشع الجرائم في شمال قطاع غزة، وأطبق حصاره العسكري على كل من جباليا ومخيمها، وبيت لاهيا، وبيت حانون، وهناك 80 جثة تقريبًا ملقاه في الشوارع، ويحول الاحتلال دون الوصول إليهم، وكل من يحاول انتشالهم يتعرض لخطر الاستهداف، بالإضافة إلى أعداد غير معروفة من المفقودين تحت الأنقاض بفعل سياسة قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها. ويضاف إلى سجل هذه الجريمة المئات من الجرحى.
وطالبت مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، خلال بيانها، بضرورة فتح ممر إنساني، وضمان إدخال قوافل المساعدات الطبية والغذائية إلى شمال غزة، تحت رقابة دولية، مع توفير تدابير تضمن وصولها دون استهداف قوات الاحتلال، ومنع الاحتلال من الاستمرار في خطته الهادفة إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم، لا سيما شمال غزة، وكذلك وقف الاستهداف المتعمد للطواقم والمنشآت الطبية، بغرض منعها من القيام بواجبها الإنساني، وضرورة إلزامه تسهيل عملها.
ولفت البيان إلى أن قوات الاحتلال أجبرت المواطنين على إخلاء منازلهم تحت التهديد بالقتل، حيث أجبرت حوالي 50,000 مواطن على الإخلاء الفوري، بالإضافة إلى فرض حصار على من تبقى من الفلسطينيين بهدف تجويعهم، ومنعهم من العلاج، ومنع وصول الخدمات الصحية إليهم بشكل متعمد، من خلال استهداف العاملين في القطاع الصحي والمنشآت الصحية، وسيارات الإسعاف والدفاع المدني واستهداف مستشفى "اليمن السعيد"، وإخراجه عن الخدمة، وقتْل وجرْح من كان بداخله من أطباء وممرضين ومرضى ونازحين، بالإضافة إلى تهديد مستشفى "كمال عدوان" بضرورة الإخلاء.
معتقلو غزة
الاحتلال يفصل شمال وادي غزة عن جنوبه ولا يوجد أماكن فارغة في مخيمات النزوح
ونعود لنبال فرسخ مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، التى تشير إلى أن قوات الاحتلال لا تزال تفصل محافظات قطاع غزة عن بعضها البعض حيث فصل شمال وادي غزة عن جنوبه، حيث تقيم حواجز عسكرية على شارعي الرشيد وصلاح الدين، مما يمنع المواطنين من التنقل عبرهما، مشيرة إلى خروج أربع نقاط طبية للهلال الأحمر الفلسطيني في شمال القطاع عن الخدمة بسبب وقوعها في المناطق التي أخطر الاحتلال باستهدافها
وبشأن الطريقة التي يهرب من خلالها سكان شمال غزة من قصف الاحتلال المتواصل، تؤكد أن منطقة المواصى التي يدعى الاحتلال أنها منطقة آمنة مكتظة لا يوجد بها متسع لنصب خيمة إضافية.
وتتابع: " الوضع صعب وكثير من العائلات اضطرت للنزوح إلى الشمال ولكنها توجهت إلى محافظة غزة وحاولت البحث عن أي مكان تتخذه ملجئ لها والكثير من البيوت التي تم قصفها سابقا وتدميرها أصبحت ملجأ وسكنا لهم وحاول بعض سكان الشمال استصلاح ما يمكن استصلاحه من منازل والباقون لجئوا إلى المدارس المكتظة من الأساس بالنازحين والآلاف من العائلات ما زالت موجودة في بيوتها في الشمال ولم تنزح والوضع صعب ولا يمكن وصفه نتيجة عدم وصول الامدادات الأساسية إلى شمال القطاع بما في ذلك الطعام ونقص المياه الصالح للشرب والأدوية".
وتقول نبال فرسخ :"نواجه مشكلات متكررة متعلقة بنقص الوقود اللازم لتشغيل مركبات الإسعاف والوضع صعب من الناحية الصحية في شمال القطاع خاصة أن الثلاث مستشفيات في شمال القطاع محاصرة وتعانى من أوضاع صعبة وتم استهدفها أكثر من مرة بجانب الشح الشديد في الأدوية والمستلزمات الأدوية نتيجة الحصار المفروض واستمرار تدفق الإصابات إليها".
اقرأ أيضا:
السفير حسين حسونة: أمر اعتقال نتنياهو وجالانت يؤكد استقلال الجنائية الدولية وحيادها
تحويل ملاعب كرة القدم لمراكز إيواء
حديث نبال فرسخ الأخير سلط الضوء على مغامرة سكان غزة خاصة النساء للنزوح من الشمال إلى مدينة غزة، حيث تسير نساء غزة النازحات مسافة أكثر من 15 كيلو متر مشيا على الأقدام للوصل للمدينة،، فلا يجدون مكانا يؤويهم سوى ملاعب كرة القدم أو منازل مدمرة آيلة للسقوط أو مراكز إيواء مكتظة بالنازحين.
هذا ما يؤكد المهندس عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية غزة، الذي أكد في تصريح مقتضب لـ"اليوم السابع"، أن هناك عدد كبير من النازحين الذين لجئوا إلى مدينة غزة بعد تهجيرهم قسرا من شمال القطاع، مضيفا أن بعض النازحين يبيتون في خيام بملعب اليرموك وبعضهم ينزح إلى المدارس وغير ذلك من الأماكن المتاحة.
ملعب اليرموك وسط مدينة غزة الذي كان يمتلئ بالجماهير الفلسطينيين في المدرجات لتشجيع فرقها، ويرفعون صور اللاعبين المفضلين لهم قبل حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع، تحول إلى مركز لإيواء النازحين بعد تزايد أعداد النزوح بشكل كبير نتيجة العملية العسكرية البرية بشمال غزة، حيث نصب النازحون في ساحة الملعب خيامهم في ظل ظروف صعبة جراء شح المياه والطعام وانعدام مقومات النظافة الشخصية والراحة.
رائحة الموت تفوح في شمال غزة
وفي 22 أكتوبر الماضي، دعا فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا إلى هدنة فورية في شمال غزة، لمحاولة السيطرة على الوضع الكارثي هناك، إلا أن الاحتلال لم يعبأ بتلك الدعوة، حيث قال " لازاريني "، خلال بيانه الذي نشره الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، أن موظفي الأونروا أفادوا بأنهم لا يستطيعون العثور على طعام أو ماء أو رعاية طبية، وأصبحت رائحة الموت تفوح في كل مكان، حيث تُترك الجثث ملقاة على الطرق أو تحت الأنقاض، يتم رفض البعثات لإزالة الجثث أو تقديم المساعدة الإنسانية.
تقرير الأونروا عن مجازر شمال غزة
وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا، أن الفلسطينيين في شمال غزة ينتظرون الموت فقط، ويشعرون بأنهم منسيون ويائسون ووحيدون، يعيشون من ساعة إلى أخرى، خائفين من الموت في كل ثانية، وبعض الموظفين ظلوا طيلة الحرب في الشمال وفعلوا المستحيل لدعم النازحين داخليا، كما ظلت بعض ملاجئ الأونروا مفتوحة على الرغم من القصف العنيف والهجمات على مباني الوكالة.
الاحتلال يرفض طلب الأونروا إدخال وقود لتشغيل المستشفيات بشمال غزة
هنا يعقب عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة "الأونروا"، على تصريحات " فيليب لازاريني"، حيث يؤكد أن هناك انخفاض كبير وانعدام نهائي لمستوى الأمن الغذائي في منطقة شمال قطاع غزة وكذلك منطقة جنوب القطاع في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام.
ويضيف المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأوضاع خطيرة للغاية في شمال القطاع، حيث لا تدخل المساعدات الغذائية منذ الأول من أكتوبر وحتى الآن والقطاع الصحي في انهيار كبير ولا يوجد مياه صالحة للشرب في الوقت الذي يزداد بشكل مهول أعداد الجرحى والشهداء بسبب استمرار قصف الاحتلال.
"طالبنا عدة مرات بإدخال مساعدات غذائية وطبية ووقود لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه ولكن تم رفض هذه الطلبات وكذلك طالبنا بإدخال فرق لانتشال الجثث من الشوارع ومن هم تحت الأنقاض ولكن تم رفض هذه المطالب أيضا"، حيث يكشف عدنان أبو حسنة قائمة الطلبات التي أرسلتها الأونروا للاحتلال لتخفيف الوضع الإنساني الكارثي في غزة ورفضتها إسرائيل، موضحا أن الأوضاع خطيرة للغاية وتوقفت وكالة الأونروا وغيرها من الهيئات والجهات التي تقدم مساعدات للفلسطينيين عن العمل في شمال غزة، ولم تعد الأونروا أو غيرها يعملون في شمال القطاع لأن هناك خطر كبير بشأن تحرك الأطقم وتمنع الأطقم من العمل في تلك المنطقة.
وفي أكتوبر الماضي كشف بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا"، حجم الفلسطينيين المحاصرين تحت الأنقاض في شمال القطاع، عندما أن الفلسطينيين ظلوا محاصرين تحت الأنقاض في منطقة الفلوجة بجباليا لمدة خمسة أيام، بينما رفضت السلطات الإسرائيلية مرارا وتكرارا نداء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية العاجل للذهاب ومساعدتهم، خاصة أن أكثر من 40 شخصا من ثلاث عائلات محاصرون تحت الأنقاض، ولا يمكن معرفة كم عدد الذين سيبقون على قيد الحياة.
نفاذ الطعام والشراب وتوقف سيارات الإسعاف
معاناة أخرى يعيشها عدة مدن في شمال غزة على رأسها مدينة بيت لاهيا متعلقة بنفاذ الطعام الذي كان يتواجد في قطاع غزة، وهو ما يكشفه المهندس علاء العطار، رئيس بلدية بيت لاهيا، إحدى مدن شمال قطاع غزة التي تشهد حرب إبادة جماعية خلال الأسابيع الماضية وتركزت فيه الأحزمة النارية التي يشنها الاحتلال خلال عمليته العسكرية الأخيرة بالشمال.
ويؤكد رئيس بلدية بيت لاهيا، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الوضع في مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون كارثي، حيث لا يوجد دخول أي مساعدات، ولا يوجد طعام ولا مياه شرب أو مياه للاستخدام الآدمي، وهناك قتل بالعشرات وتدمير البيوت على أصحابها وجثث الشهداء لا زالت تحت الأنقاض وهناك طرق مغلقة ومستشفيات خرجت عن الخدمة.
ويضيف "العطار"، أن الوضع الكارثي بمعنى الكلمة ولا حياة لمن تنادي وهناك أنظمة دولية لا تتحرك تجاه أبناء الشعب في غزة، متابعا :"كلنا ننتظر الموت البطئ والوضع صعب لا يمكن تخيله، وهناك عشرات الآلاف من السكان لا يجدون طعام ولا شراب ولا مأوى آمن، بعدما أحرق الاحتلال المستشفيات والمدارس وخرج الدفاع المدني عن الخدمة وتوقفت الآبار عن ضخ المياه بسبب نفاذ الوقود وتدمير العديد منها، ويزداد الأمر سوءا مع توقف الدفاع المدني عن العمل بسبب منعه من قبل الاحتلال وحرق الآليات الخاصة به، بجانب توقف عمل الإسعاف بعدم حرق العديد من سيارات الإسعاف، وإغلاق معظم الطرق، ونفاذ الطعام والماء الصالح للشرب وننتظر الموت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة