أحمد التايب

هل إسرائيل تترقب فعلا ما يحدث في سوريا..!!

الإثنين، 02 ديسمبر 2024 02:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاشك أن هناك ترابطا فعليا بين وقف إطلاق النار في لبنان وبين ما يحدث في سوريا الآن وخاصة في الشمال السورى، وكل المؤشرات والتقديرات تؤكد هذا الترابط، بدءا من مصلحة إسرائيل في اختراق الأجواء السورية وحرصها على إضعاف دمشق دائما تحت أي ذريعة، وصولا إلى إعلان نتنياهو ترتيب الشرق الأوسط بالقضاء على إيران ووكلائها في المنطقة، وصولا إلى تهديده خلال خطاب الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار للرئيس السورى بشار الأسد بعدم اللعب بالنار، ثم المفاجأة التي لا يمكن أن تكون محل صدفة بقيام جماعات مسلحة بالسيطرة على بلدات في حلب وفى ريف حماة للتشابك المصالح وتتداخل في ظل وجود قوى فاعلة أخرى تدعم جماعات مسلحة ولها تواجد فعلى في الأرض السورية..

فقولا واحدا، إسرائيل تراوغ وتواصل التضليل عندما تحصر موقفها في المراقبة فحسب، وأنه ليس لها دخل فيما يجرى في سوريا، فقطعا تريد تقليص نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة بعد الذي حدث في غزة وحرب إسرائيل وحزب الله، وهو ما يؤكد الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة حيث يستهدف قوات الجيش السوري والجماعات المسلحة المحسوبة على إيران والمتحالفين معها
وبالتالي ما يحدث ما هو إلا جزء من عملية تأتى في سياق ترتيب المنطقة تمهيدا للتعاطي مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال تهيئة الأجواء له لتنفيذ ما يريده من تسويات سواء في الشرق الأوسط أو حتى في حرب روسيا وأكرانيا، لذلك تطور يخفي مشاريع كبرى للمنطقة، في ظل تقاطع ما يحدث مع رغبة إسرائيل في وقف الإمدادات من سوريا لحزب الله

لذلك، إسرائيل تتقد أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا قطع أيدي إيران في سوريا بعدما جرى في غزة، خاصة أن الفرصة باتت سانحة لأن روسيا أيضا باتت مقتنعة أنه لا يمكن أن تتوسع الأحداث خارج الشمال أو الساحل السوري وصولا إلى دمشق ثم الجولان، غير الانشغال بما يجرى في أوكرانيا وما يخطط له حلف الناتو من دعم كييف.


وأيضا الولايات المتحدة ومعها إسرائيل تعتقد أن تركيا لن تصطدم مع مناطق النفوذ الروسى، وأيضا لن يتم السماح لها بالتقدم تجاه الأكراد وأن الاستهداف سيكون للمناطق التي يسيطر على القوات النظامية والإيرانية، وذلك لتحقيق ما تريد من الوصول إلى اتفاق يؤمن أمنها القومى ويسمح بعودة اللاجئين السوريين مرة أخرى.


إذن يبقى سؤال، هل ستنجح إسرائيل ومعها الولايات المتحدة إعادة ترتيب العلاقات السورية الإيرانية بشكل مغاير لما كانت عليه، في ظل ما تعرضت له إيران خلال حرب غزة ولبنان، وبالتالي تكون سوريا أمام سلوكٌ سياسي مختلف عما كان عليه سابقاً.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة