أكرم القصاص

قمة الثمانى النامية تدعم فلسطين وتواجه اختلال النظام العالمى

الجمعة، 20 ديسمبر 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انعقدت القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثمانى للتعاون الاقتصادى D8 بالقاهرة، فى العاصمة الإدارية الجديدة، التى تعقد فى وقت دقيق، والتى تسعى ضمن تجمعات أخرى إلى إصلاح ومعالجة نظام دولى مختل، لم يعد يلبى حاجات دول العالم فى الاستقرار والتنمية، وظهر هذا الطموح فى كلمات الرؤساء الذين حضروا، وتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة الدورية للمنظمة، وأكد فى كلمته أن القمة تنعقد فى وقت يشهد فيه العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تحديات وأزمات غير مسبوقة تحتل فيها الصراعات والحروب وازدواجية المعايير صدارة المشهد ، وأبرز الشواهد استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى تحـد لقــرارات الشـرعية الدولية، وخطورة امتداد الصراع إلى لبنان وسوريا التى تشهد تطورات، واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة، من آثار سوف تطول الجميع، سياسيا واقتصاديا.

وفى كلمته قال ألأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن توقيت انعقاد القمة يتسم بالدقة والحساسية فى ظل حالة من الترقب والقلق حيال آفاق المستقبل نتيجة تسارع الأحداث وتزايد التحديات المختلفة والأزمات التى يشهدها العالم بوتيرة غير مسبوقة، واتفق الرؤساء الحاضرون، على أهمية إنهاء الصراع بالمنطقة ووقف العدوان الإسرائيلى على غزة، ومواجهة التحديات الإقليمية القائمة، والعمل على إنهاء الحرب فى لبنان، وسوريا، ووقف الاعتداءات على الأراضى السوريةـ ودعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى مواجهة العدوان الإسرائيلى، ومنع السلاح عن الاحتلال، بينما أكد الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان خطورة الأوضاع الجيوسياسية خاصة فى جنوب لبنان وغزة وسوريا وجريمة الإبادة الجماعية والتجويع فى غزة، داعيا إلى اتخاذ خطوات عملية ملموسة تجاهها.

وتضم منظمة الدول الثمانى للتعاون الاقتصادى D8 كلا من  مصر وتركيا وإيران وباكستان ونيجيريا وبنجلاديش وإندونيسيا وماليزيا، وأعلنت أذربيجان انضمامها، والمنظمة مفتوحة للدول الرغبة فى الانضمام، والتى تسعى لتعاون وشراكات فى التنمية والسلم والأمن، ومعروف أن بعض دول منظمة الدول الثمانى النامية ساهمت فى إنشاء حركة عدم الانحياز، وتتوزع فى آسيا وأفريقيا.

وتم  تخصيص الجلسة الثانية  فى القمة عن الأوضاع فى فلسطين ولبنان، كما تمت دعوة الرئيس الفلسطينى أبو مازن وإلقاء كلمة، أكد فيها أن ما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان وحصار طرق، بالإضافة إلى الجرائم اليومية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى من مجازر جماعية وتهجير قسرى وحصار مستمر على قطاع غزة، مطالبًا بالتنفيذ الفورى لقرار مجلس الأمن 27/35 لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وانسحاب الاحتلال الإسرائيلى الكامل من القطاع، ودعا إلى تنفيذ قرار الجمعية العامة المتعلق بفتوى محكمة العدل الدولية، وضرورة استمرار مهام وكالة «الأونروا»، مؤكدا أن تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة يتطلب الاعتراف الكامل بدولة فلسطين.

الرئيس السيسى قال إن مواجهة التحديات تتطلب تضافر الجهود لتعزيز التعاون المشترك، وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة، فى مختلف المجالات وعلى رأسها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الرقمى، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، والزراعة، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى دعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأكد الرئيس السيسى أنه على الرغم من تنوع المستويات الاقتصادية بين دول المنظمة لكنها تتفق على أهمية تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. مؤكدا أن مصر على أتم الاستعداد لمشاركة تجاربها  مع الدول الأعضاء، خاصة مبادرتى «حياة كريمة» و«تكافل وكرامة»، ومشروعات البنية الأساسية والعمران.

من جانبه دعا الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، إلى دعم التعاون والشراكة وأهمية الوحدة الكاملة لتحقيق الصالح العام لكل الدول فى منظمة الثمانية للتعاون الاقتصادى، ودعم العلاقات التجارية والشراكة بين دول المنظمة لتحقيق الصالح العام، بينما أشار الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط «إلى أن التحولات على صعيد الاقتصاد العالمى خاصة فى ضوء عدم اليقين الجيوسياسى والتنافس المتصاعد بين القوى الكبرى تدفع العالم لأتون الحروب التجارية وتبنى السياسات الحمائية»، مشددا على أهمية أن تواجه الدول النامية هذا الواقع الجديد بسياسات تكامل جادة من أجل الحفاظ على المكتسبات التى تحققت بخروج الملايين فى هذه الدول من براثن الفقر المدقع خلال العقود الماضية.


وأعلن الرئيس السيسى عن إطلاق عدة مبادرات أبرزها، إطلاق مسابقة إلكترونية، لطلاب التعليم ما قبل الجامعى فى الدول الأعضاء، فى مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيات التطبيقية، وتدشين «شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادى» فى الدول الأعضاء.. لتبادل الأفكار والرؤى.. حول سبل الارتقاء بالتعاون الاقتصادى والاستثمارى.. ومعدلات التجارة بين دول المنظمة، وأيضا تدشين اجتماعات دورية لوزراء الصحة بالدول الأعضاء، تستضيف مصر اجتماعه الأول العام المقبل، لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية والعلمية المتطورة، لتطوير قطاع الصحة لما له من أهمية، مؤكدا اعتزام مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة تأكيدا لأهمية تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء.


وتواصلت الجلسات والفعاليات فى القمة، التى تضم دولا فاعلة ومؤثرة، وتتيح لقاءات ثنائية وتحركات لمواجهة التحديات المتواصلة فى إقليم مشتعل وعالم يعانى من الاختلال وغياب المعايير.


اليوم السابع

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة