مها عبد القادر

الجيش المصري رمزًا للفخر والوطنية

الجمعة، 20 ديسمبر 2024 02:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الجيش المصري هو أحد أقدم الجيوش في العالم، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين ويُعتبر رمزًا للفخر الوطني ويحتل مكانة خاصة في قلوب الشعب المصري ويعود ذلك لدوره المحوري في الدفاع عن الوطن والمشاركة في الأحداث التاريخية الهامة السياسية والاجتماعية في مصر كما يُعتبر جزءًا من الهوية الوطنية ويعكس قوة واستقرار البلاد.


وتعكس العقيدة الراسخة للجيش المصري التزامه العميق تجاه الوطن ومصالحه العليا ويُعتبر الولاء جزءًا أساسيًا من ثقافته ، حيث يسعى أفراده دائمًا لحماية تراب الوطن ومقدراته والالتزام بحماية الدستور والقوانين، مما يضمن استقرار الدولة وسيادة القانون، ويُظهر رجال الجيش عزمهم على الدفاع عن الوطن، حيث يقسمون على التضحية بأرواحهم في سبيل حماية الوطن ومكتسباته ويتسم منتسبيه بالقيم والمبادئ النبيلة والعزة والكرامة والشجاعة، وهي قيم تتماشى مع عراقة وأصالة المجتمع المصري؛ بوجود قيادة حكيمة تتخذ القرارات الصائبة في الأوقات الحرجة، مما يعكس قوة المؤسسة العسكرية.


وتتجلى عظمة الجيش المصري في تاريخه الحافل بالبطولات والتضحيات فهو لم يكن يومًا جيشًا معتديًا، بل كان دائمًا مدافعًا عن وطنه ومصالحه‘ حيث يتمتع بعقيدة راسخة تحميه من الانحراف عن مساره الوطني، مما جعله يحظى باحترام كبير على المستوى الإقليمي والدولي وتُعد حرب أكتوبر 1973 من أبرز محطات هذا الجيش، إذ تمكن من تحقيق انتصارات عظيمة رغم التحديات الكبيرة التي واجهها ولقد أظهر الجنود المصريون شجاعةً وإرادةً لا تلين، محطِّمين بذلك أسطورة العدو الذي لا يُقهر؛ لذلك يشبه هذا الجيش، الأسد في قوته وثباته، ونحير لحظة انقضاضه، وبالتالي أصبح رمزًا للأمان في المنطقة، فهو الدرع والسيف الذي يحمي الوطن من المخاطر ومواجهة التحديات، ويظهر تاريخه بوضوح أنه لا يعرف الهزيمة، بل يواجه التحديات بشجاعة وإصرار.


ولقد أثبت التاريخ أن الجيش المصري دومًا حاميًا لإرادة الشعب، ملتزمًا بالدستور والقوانين في مواجهة التحديات، لكل من سعي لنشر الفوضى وبث الشائعات بين أبناء الوطن الغالي، وقد أظهر الجيش قدرته الفائقة على التصدي لهذه المحاولات ، من خلال معركته مع دحر الإرهاب، حيث استجاب لنداء الوطن بكل شجاعة وإصرار، ولم يكتفِ بالدفاع عن الحدود، بل انطلق لمواجهة الفتن الداخلية، مؤكدًا على دوره كدرع للأمن والاستقرار ففي شبه جزيرة سيناء تجلى ذلك بوضوح، حيث خاض أبطال الجيش معارك شرسة ضد الإرهاب، مؤكدين أن الوطن لا يمكن أن يُفرط فيه حتي أخر قطرة دم، ومن ثم يُعد تكريم الشهداء من أبناء المؤسسة العسكرية والشرطية واجب وطني على كل مصري، فهؤلاء الأبطال ضحوا بأرواحهم من أجل حماية الوطن وإن تضحياتهم تظل خالدة في الذاكرة، وتُعتبر رمزًا للإصرار والعزة، مما يُقوي الإيمان بمستقبل مشرق لأهل مصر.


وتُعد القوات المسلحة المصرية نموذجًا فريدًا في مجال التخطيط والتنفيذ العسكري الابتكاري، حيث تُظهر قدرتها على تحقيق النجاح في بيئات معقدة تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة وهذا التميز ينبع مما يتمتع به أفراد المؤسسة العسكرية المصرية بخبرة متراكمة اكتسبوها من تدريب مكثف ومستمر، مما ينمي من قدراتهم على التفكير الإبداعي واتخاذ القرارات تحت الضغط وتطبيق استراتيجيات تعتمد على التحليل الدقيق والتخطيط المسبق، مما يُظهر مستوى متقدمًا من العبقرية في العمليات العسكرية.


ويُعرف عن قيادة القوات المسلحة القوة والحزم، مما يُؤكد على تحمل المسؤوليات وتنفيذ المهام الصعبة حيث يعمل القادة على تطوير روح الفريق وبناء رجال قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق المستحيل بتكامل عالٍ بين مختلف الأفرع والتشكيلات، مما يضمن تنفيذ العمليات بشكل متناغم وفعال ويُعد هذا التنسيق بين جميع القوات الجوية، البحرية، البرية، والدفاع الجوي مثالًا على الأداء المنظم والتكامل الوظيفي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.


ويعمل الجيش بالتنسيق مع الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى لمواجهة التهديدات الداخلية للحفاظ على النظام العام في حالات الأزمات أو الاضطرابات وحالات الطوارئ، مثل الكوارث الطبيعية، لتقديم المساعدة وحفظ الأمن العام، كما يساهم الجيش في المبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المجتمع ويقوم بإطلاق حملات توعوية حول قضايا الأمن والسلامة، ويحرص علي الاستعداد الدائم بالعدة والعتاد ومن خلال مشاركته في التدريبات مع جيوش أخرى لتعزيز التعاون الأمني وبعثات حفظ السلام الدولية، مما يعكس التزامه بالأمن الإقليمي والدولي.


وتعتمد القوات المسلحة المصرية على تحديث وتطوير آلياتها ومعداتها بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث ودعم الابتكار من خلال تبني أساليب تدريب حديثة واستخدام التكنولوجيا المتقدمة وبناء الثقة والروح المعنوية العالية بالفريق كأحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها المؤسسة العسكرية لتحقيق النجاحات في المواقف الصعبة والتي تعكس روح الانتماء للوطن فهي ليست مجرد قوة عسكرية تقليدية، بل هي نموذج قيادي وإداري يتمتع بمرونة وابتكار، يسعى لتحقيق الأمن القومي بكفاءة وفعالية وهذا التفرد يجعلها دائمًا قادرة على مواجهة التحديات، مهما كانت طبيعتها أو حجمها، وتحقيق أهدافها بدقة وتميز وكل هذه السمات تجعل القوات المسلحة المصرية قوة يُعتمد عليها في حماية الأمن القومي داخليًا وخارجيًا، مع قدرتها علي القيام بمهامها بكفاءة واحترافية، وتقديم نموذج يحتذى به في القيادة العسكرية والإدارة الاستراتيجية، حفظ الله مصر وقيادتها السياسية وجيشها وشعبها وشبابها وجميع مؤسساتها أبدا الدهر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة