يحتفل المسيحيون بميلاد المسيح فى تواريخ مختلفة، بدءا من 23 ديسمبر من كل سنة وفقا للكنيسة الغربية، وتمثل شجرة عيد الميلاد رمز لأعياد الميلاد التى تمتد طوال الأسبوع الأخير من ديسمبر كل سنة، وهو ما يتوافق مع فصل الشتاء.
ويعود تقليد "شجرة الميلاد" فى الأعياد المسيحية إلى تطوّر فى المعتقدات الوثنية التى مورست فى العديد من الحضارات المرتبطة بالأشجار الدائمة الخضرة على غرار الصنوبريات، والتى اعتبرت تجسيدا لفكرة الحياة الأبدية والخلود وارتبطت بمشاهد مستوحاة من بعض النصوص والمعتقدات الدينية.
وفى الحضارة المصرية القديمة، كان الناس يزينون منازلهم بأغصان النخيل خلال الاحتفالات بالآنقلاب الشتوي، كان هذا رمزًا لانتصار الحياة على الموت وعودة الخصوبة إلى الأرض. وقد اعتقد المصريون أن الأشجار دائمة الخضرة تمثل تجسيدًا للحياة الأبدية.
وكان المصريون القدماء الذين عبدوا "رع" (إله الشمس عندهم) أول احتفلوا بالكريسماس، حيث كانوا يحتفلون بيوم الآنقلاب الشتوى عبر وضع أشجار النخيل الخضراء فى منازلهم، حيث كانوا يعتبرونها رمزا لانتصار الحياة على الموت.
أما فى الإمبراطورية الرومانية، فقد مثّل يوم 25 ديسمبر "يوم ولادة الشمس"، وبهذه المناسبة كان الرومان يتبادلون الهدايا ويزينون منازلهم بأغصان شجرة الصنوبر.
وفق موقع Ancient Origins فقد اعتقد ألفايكنج أن الأشجار دائمة الخضرة كانت مقدسة للإله بالدر، كما كانت القبائل الجرمانية والكلتية تستخدم هذه الأشجار فى طقوسها الدينية، حيث اعتبرت رمزًا للخصوبة والتجدد، كانت تلك الأشجار موطنًا للأرواح والجنيات، وتُعتبر جزءًا من الثقافة الروحية لهذه الشعوب.
وفى أوروبا الشمالية، كان السلتيون- وهم مجموعات قبلية مختلفة عاشت فى أجزاء من غرب ووسط أوروبا فى أوآخر العصر البرونزى وعبر العصر الحديدى (700 قبل الميلاد إلى 400 للميلاد تقريبا)- يربطون كل شهر قمرى بشجرة، وكان شهر ديسمبر مرتبطا بشجرة الصنوبر.