أنه فخر ما بعده فخر ، استضافة "مصر" لـ ( قمة الدول الثمانى النامية للتعاون الإقتصادى ) ، حدث عظيم والعالم بأسره تحدث عنه ، وكالات الأنباء نقلت الفعاليات من مقر إقامة القمة بـ "العاصمة الإدارية الجديدة" ، مشاهد تليق بـ "مصر الجديدة" التى نعيش فيها ، مشاهد تؤكد _ بالفعل _ إننا فى ( الجمهورية الجديدة ) والتى تحمل شعار "هذه هى مصر التى حَوَلها المصريين من بلد خُطط لها أن تنتهى وينتشر بها التنظيمات الإرهابية ويسود فيها قانون الغاب والعنف والفوضى وتُصبح مهبط للإرهابيين ومنبع للتطرف إلى دولة عَفية قادرة قوية عامرة بأهلها وبإنحازاتها وبمنشأتها الجديدة"
كانت قمة الدول الثمانى النامية للتعاون الإقتصادى والتى عُقدت في "العاصمة الإدارية الجديدة" شهادة نجاح لإنجاز عظيم شارك فيه كل المصريين بعد أن شيدوا عاصمة جديدة أبهرت العالم ونقلت الصورة الحقيقية للدولة المصرية ، ما كل هذا الجمال ؟ ما كل هذا الإبداع ؟ ، هذا ما بناه وشَيدَه المصريين بتخطيطهم وبسواعدهم وبجهدهم حتى وصلنا لهذه الصورة البهية التى تليق بمصرنا التى نتمناها .. شاهدت إفتتاح القمة وجميع جلساتها ، شاهدت العظمة فى كل شيء فى المؤتمر .. الإستعدادات ، الإستقبالات ، الوفود المُشاركة ظهرت عليهم علامات الإعجاب وإلانبهار ، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت قوية وتحمل من القوة والتوازن والحكمة الكثير ومن الثبات الإعتدال الكثير ، أعلن خلالها عن مواقف "مصر" _ الثابتة _ من القضايا العربية والإقليمية
الموقف المصرى المُتكرر يقول : إن العالم _ الآن _ يعانى من إزدواجية فى المعايير ، وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها ، وتهميش لقواعد ومباديء القانون الدولي ، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مُستمرة منذ أكثر من عام ، وإمتدت إلى "لبنان" و "سوريا" وتم إنتهاك صارخ لأراضيها وسيادتها على خلفية إستيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضى السورية مؤخراً ومنها "جبل الشيخ" وشن إعتداءات مرفوضة على الأراضى السورية والجيش السورى وإعلانها من طرف واحد عن إلغاءها اتفاق فض الاشتباك لعام ( ١٩٧٤ ) وأدانت "مصر" بأشد العبارات تلك الممارسات وأكدت على دعمها التام لوحدة وسيادة وسلامة وإستقرار سوريا ، كما أن الموقف المصرى مما يحدث فى قطاع غزة موقف يدل على أن مصر لا تترك القضية الفلسطينية بل تتبناها وتدافع عنها فى المحافل الدولية ورفضت التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ، ما يحدث من مجازر إسرائيلية فى غزة إبادة جماعية رسمية والأرقام مُفزعة تؤكد ذلك ، فعدد الشهداء وصل ( ٤٥ ) ألف شهيد وعدد النازحين بلغ ( ١٫٩ ) مليون نازح وتم تدمير البنية التحتية بنسبة ( ٧٠ ٪ ) والحياة توقف فى غزة وأصبحت مستحيلة ولا يوجد بها مكان أمن و ( ٩٠ ٪ ) من سكان القطاع يُعانون من نقص غذائى حاد ، والإستيطان مرفوض وحظر عمل وكالة الأونروا مرفوض.
حقيقة للعلم "مصر" لا تدخر جهداً فى دعم شعوب أمتها العربية وستواصل جهودها الحثيثة لخفض التصعيد فى المنطقة وإستعادة الأمن والاستقرار والسلام من أجل المضى قدما على طريق التنمية والتقدم.. وبناء مستقبل أفضل لشعوبنا.
فى كل المحافل الدولية تُقر "مصر" بالحقائق ولا تتنازل على مبادئها ولا تتغافل عن مساندة القضايا العربية ، دور مُشرِف بالفعل ، مهما كلفها ذلك من مواجهات ومتاعب فهى لا تخضع للضغوط ولا تتراجع عن مواقفها الثابتة.
من حقي أن أُشيد بمواقف بلدى العزيزة لنُصرة قضايا العرب، ومن حقي أن أُبرز دورها وشجاعتها فى التصدى للمخاطر التى تحيط بنا ، ومن حقي التباهى بلدى الجميلة التى رأيتها فى صورة تدل على الشموخ والعظمة فى ( قمة الدول الثمانى النامية للتعاون الإقتصادى ) ، ومن حقي التأكيد على أن "مصر" لا تعرف المستحيل ، نعم المستحيل ليس له مكان عندنا لأنهم كانوا يقولون علينا : مستحيل أن تقف لمصر قائمة بعد الفوضى التى إنتشرت فى ( ٢٠١١ و ٢٠١٢ و ٢٠١٣ ) ، لكننا حطمنا المستحيل ولا نعترف به وحولنا المحنة لمنحة وإستيقظنا وعُدنا أقوياء بل أقوى مما كُنا بعد أن حافظنا على وطننا وأعادنا بناءة وتطويره ليليق بنا ونجحنا _ والحمد لله _ لأننا شعب واحد ، لا يهتز ، متماسك ، يداً واحدة ، كلمتنا واحدة ، هَمنا واحد ، طريقنا واحد ، ووطننا واحد إسمه ( مصر ) كنانة الله فى الأرض.