إسرائيل ستبقى إسرائيل حيث المراوغة والتضليل وخرق كل ما هو قانونى وإنسانى، فما يحدث الآن من مواصلة أعمال الإبادة الجماعية في غزة والعمليات العسكرية في الضفة واستغلال ما يجرى في سوريا واحتلالها لأراضٍ جديدة وعلى رأسها جبل الشيخ ومرتفعات الجولان وتدمير الجيش السورى، غير الخرق الواضح لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يوميا.
لذا، يجب أن ننتبه أن ما تفعله إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة ما هو إلا خداع استراتيجى لفرض معادلات جديدة في الشرق الأوسط.
لذلك ما يحدث يوميا من خرق لاتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان وارتكاب جرائم حرب في غزة، والتوسع في ضم الأراضى بسوريا يؤكد ذلك ويأتي في إطار المماطلة لإطالة أمد التوتر العسكري في المنطقة ليتمكن نتنياهو من تحقيق هدف يضمن له استمرار مستقبله السياسي وبقاء ائتلافه الحكومي، ويرضى شركائه في اليمين الإسرائيلي، الذين لا يرغبون بتوقف القتال على أي من الجبهات، وذلك للمضي قدمًا لتشكيل الحكومة الجديدة عقب انتخابات الكنيست المقررة في سبتمبر المقبل.
ولا ننسى أن الولايات المتحدة لها مشروع استراتيجي في المنطقة وتريد أن تحاول أن تحافظ عليه وتحافظ على نفوذها وقيادتها للنظام العالمى، وتستخدم إسرائيل كأداة لتحقيق هذا، وهنا تلتقى المصالح، وتضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث تمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها بشروطها، وتحافظ على هيمنتها بشكل آخر، وتقلص أدوار ونفوذ القوى الأخرى سواء كانت قوى إقليمية مثل إيران، أو قوى عظمى مثل روسيا، وهو ما حدث بالفعل وما زالت تواصل الولايات المتحدة اتباع سياسة قطع الأيادى المنافسة لها في المنطقة.
وأخيرا، علينا أن لا نقع في فخ سياسة الولايات المتحدة سواء مع إدارة بايدن أو مع إدارة ترامب، لأنها في النهاية تقوم على الغموض والخداع الاستراتيجي لتحقيق أجندتها لفرض معادلات جديدة في الشرق الأوسط لا تخدم إلا مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.