قال الدكتور حسام حمدى عبد الحميد، القائم بأعمال عميد كلية التربية بجامعة حلوان، إنه فى ظل عصر التحول الرقمى والتقدم التكنولوجى المتسارع الذى يشهده العالم اليوم، لم تعد العملية التعليمية بالجامعات بمَنأى عن هذا التحول الرقمى، فمع دخول عصر المعلومات والتضخم الهائل فى المعرفة أصبحت الحاجة إلى تحويل الكتب الجامعية إلى كتب إلكترونية تفاعلية ضرورة مُلحّة لضمان مواكبة الجامعات لتلك التطورات، والحفاظ على ثراء العملية التعليمية، وجذب انتباه وشغف المتعلمين نحوها.
وتابع: "ونظرًا لحرص الأستاذ الدكتور/ السيد قنديل "رئيس جامعة حلوان" على ريادة الجامعة وسعيه الحثيث نحو التطوير الشامل؛ جاء تكليف سيادته قبل بداية العام الدراسى الحالى بعدة أشهر إلى كلية التربية بأن تتولى مهمة تصميم وإعداد الكتاب الجامعى فى الشكل الإلكترونى التفاعلى لجميع كليات جامعة حلوان، مما يعكس ثقة سيادته وإدارة الجامعة فى كلية التربية وكفاءة وقدرات أبئائها".
واستطرد: "هذا وإن الكتاب الإلكترونى التفاعلى له فوائد متعددة، وتتوافر فيه كثير من نقاط التميز والأهمية فيما يخص الطالب وعضو هيئة التدريس والعملية التعليمية ككل، ما يجعله خيارًا مثاليًا فى العصر الحالى وأحد مظاهر مستقبل التعليم، فهو يوفر مرونة كبيرة فى الإتاحة للطلاب فى أى وقت ومن أى مكان، مما يساعد فى توفير الوقت والجهد للطالب، كما أنه يدعم أنماط التعلم المختلفة من خلال استخدام الوسائط المتعددة، مما يعزز من فهم واستيعاب المحتوى العلمى بشكل كبير بمقارنته بالكتاب التقليدى الورقى الذى كان يعتمد فى أغلب الأحيان على اللغة اللفظية فقط، هذا بالإضافة إلى أن الكتب التفاعلية تتميز أيضًا بسهولة التطوير والتحديث المستمر، حيث تمكن الكتب التفاعلية الأساتذة من تحديث المحتوى بسهولة، وكذلك إضافة أنشطة تفاعلية وأسئلة تقييمية تُساهم فى تعزيز مشاركة الطلاب فى عمليتى التعليم والتعلم، بالإضافة إلى ذلك فإن الكتب الإلكترونية تسهم بشكل كبير فى دعم الاستدامة البيئية من خلال تقليل الاعتماد على الورق والأحبار، والخامات المستخدمة فى صناعة الكتاب التقليدي".
وأكمل حديثه: "وتُعد جامعة حلوان من الجامعات الرائدة التى أدركت مبكرًا أهمية هذا التحول، وفور صدور تكليف السيد رئيس الجامعة للكلية بتحويل الكتب الجامعية إلى كتب إلكترونية تفاعلية شرعت كلية التربية ممثلة فى قسم تكنولوجيا التعليم بها فى إعداد وتنفيذ مشروع طموح يهدف إلى تحويل محتوى كتب كليات الجامعة إلى صيغ تفاعلية، كما تم تنفيذ عديد من ورش العمل والتدريب لأعضاء هيئة التدريس بكليات الجامعة ليتمكن أعضاء هيئة التدريس من تجهيز المادة العلمية الخاصة بكل مقرر فى سهولة ويسر، وقامت إدارة الكلية بتشكيل عديد من فرق العمل التى تولت مهمة تلقى ملفات الكتب من الكليات لمراجعتها والتأكد من مطابقتها للمعايير، ثم تم رفعها بالتعاون مع كلية الحاسبات والمعلومات على منصة خاصة بالكتب التفاعلية، حيث بلغ عدد الكتب الإلكترونية التفاعلية التى تم إنتاجها وطرحها للطلاب فى الفصل الدراسى الأول فى مختلف كليات جامعة حلوان نحو (5000) كتاب، ومازال العمل مستمر لاستكمال تلك المهمة التى تتشرف كلية التربية بأدائها بكل تجرد وإخلاص ومهنية".
وأنهى تصريحاته قائلًا: "أود التأكيد على أن تحويل الكتب الجامعية إلى كتب إلكترونية تفاعلية يُعد خطوة استراتيجية نحو مستقبل التعليم، ومع الجهود المبذولة من قبل جامعة حلوان وغيرها من المؤسسات التعليمية يمكننا أن نرى تطورًا كبيرًا فى جودة وجوهر العملية التعليمية ومخرجاتها، بما يسهم فى تطوير النظام التعليمى المصرى بما يليق بعراقة ومكانة وطننا الحبيب مصر".