يعتبر الكثير من الناس المكملات الغذائية الحل السريع لتحسين صحتهم ولا يترددون في تناول جرعات عالية دون استشارة الطبيب، ويلجأ الكثيرون إلى هذه الحبوب على أمل منع السرطان، ومع ذلك، فإن الاستخدام العشوائي لمكملات الفيتامينات والمعادن يمكن أن يكون له آثار جانبية خطيرة، ما قد يحفز نمو الورم بدلاً من الحماية منه، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف إنديا".
حذر الكثير من خبراء التغذية من مخاطر الإصابة بالسرطان المحتملة والمرتبطة بالمكملات الغذائية الشائعة وحذر من أن الجرعات العالية من الفيتامينات مثل C وB12، والتي غالبًا ما يتم تناولها لتعزيز الصحة، يمكن أن تسبب ضررًا أكثر من نفعها وقد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
ويقول الأطباء إن العديد من المكملات الغذائية الشائعة مثل فيتامينات C المعروفة بتعزيز جهاز المناعة غالبًا ما يتم تناولها بجرعات زائدة، وهذه الممارسة قد تكون خطيرة لأن الجسم لا يستطيع التخلص من الفيتامينات الزائدة، بل يتعين عليه بدلاً من ذلك امتصاصها من خلال الجهاز الهضمي وإلى مجرى الدم، وعندما لا تتم معالجتها بشكل جيد، يمكن للمكملات الغذائية أن تهاجم الخلايا السليمة وتحفز نمو الأورام السرطانية.
وقد استكشفت دراسة نشرت في Cancers، المخاطر التي يتم تجاهلها بسبب المكملات الغذائية، وخاصة ارتباطها المحتمل بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، ومع الاتجاه المتزايد لاستخدام المكملات الغذائية، فحصت الدراسة كيف يمكن للجرعات العالية والاستهلاك المنتظم أن يساهم في تطور السرطان، وقد وجد أنه في حين أن المكملات الغذائية يمكن أن تفيد الفئات المعرضة للخطر، فإن الافتقار إلى التنظيم وبيانات السلامة طويلة الأجل يثير المخاوف.
وينصح خبراء التغذية بضرورة الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها في المقام الأول من الطعام والذي لا يمكن أن يسبب مثل هذه التأثيرات بدلاً من الإفراط في تناول المكملات الغذائية خاصة إذا لم يكن لديهم أي نقص، فالمكملات الغذائية الشائعة التي يمكن أن تغذي نمو السرطان وذلك عندما تغمر الفيتامينات الزائدة مجرى الدم، فإنها تشكل جذورًا حرة، ووفقًا للمعهد الوطني للسرطان، فإن هذه الجزيئات غير المستقرة تهاجم الحمض النووي للجسم وتعطل وظيفة الخلايا الطبيعية، مما يتسبب في تحور الخلايا وتحولها إلى سرطانية.
ووجدت دراسة أجراها معهد كارولينسكا ونشرت في مجلة التحقيقات السريرية أن فيتامين C ومضادات الأكسدة الأخرى تحفز تكوين أوعية دموية جديدة في أورام سرطان الرئة، على وجه الخصوص، ووجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة ولاية أوهايو أن المدخنين الذكور الذين تناولوا جرعات عالية من فيتامينات ب6 وب12، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بأربعة أضعاف مقارنة بالرجال الذين لم يتناولوا المكملات، ومع ذلك، فإن هذه الدراسات هي ملاحظات وهناك حاجة إلى المزيد لفهم العلاقة.
في المقابل، لا يتم ملاحظة مثل هذه الآثار الجانبية عند تناول فيتامين C والعناصر الغذائية الأخرى من خلال الطعام، وقد ثبت أن مثل هذه الأطعمة تعمل على تحييد الجذور الحرة، ولعل أبرز الأمثلة على الأطعمة الغنية بالفيتامينات الفواكه الحمضية مثل البرتقال، والفراولة حيث يحتويان على نسبة عالية من فيتامين C، ويجب تضمينها في النظام الغذائي لتعزيز المناعة، كما أن البروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، والبيض، والأسماك غنية بالعناصر الغذائية مثل فيتامين ب12.
في النهاية أشار التقرير إلى ضرورة عدم آخذ المكملات الغذائية إلا في حالة أنه يعانى من نقص بعض العناصر الغذائية بالفعل، وإذا لم يصفها لك الطبيب ويحدد الجرعة المناسبة فيكفي الحصول عليها من نظامك الغذائي.