مازالت الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة مستمرة حيث يواجه مئات الالاف من النازحين اهوال العدوان الإسرائيلي وأوامر الاخلاء المستمرة وأضاف الشتاء القارس والأمطار أعباء جديدة علي النازحين المقيمين في خيم ممزقة وسط أكوام من القمامة ومخلفات الدمار.
قالت روزاليا بولين، مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن الحرب على الأطفال في غزة تشكل تذكيرا صارخا بمسئولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم، مؤكدة أن جيلا من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم.
وقالت متحدثة اليونيسف: إن غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف. لأكثر من 14 شهرا، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، مشيرة إلي أن أطفال قطاع غزة مرضى ومتعبون ومصابون بصدمات نفسية، فيما يهدد الجوع وسوء التغذية حياتهم.
قال تقرير لمركز إعلام الأمم المتحدة أن هطول الأمطار علي غزة تسبب في إغراق خيم النازحين المتهالكة بالفعل لافتا الي ان الأوضاع الإنسانية غير صالحة للحياة وسط دخول الشتاء القاسي علي المحاصرين دون السماح لوصول الخدمات الأساسية للحياة.
ورصد التقرير الأممي حال النازحين في الخيم المؤقتة غرب النصيرات وسط قطاع غزة وارتجاف الأطفال من البر والأمطار ومحاولات النازحين في جمع المياه حتي لا تغرق الخيم وسط أكوام القمامة التي تحيط بهم من كل مكان مشيرا الي ان هناك خيمة واحدة تضم اكثر من 15 فردا بمساحة لا تزيد عن 3 أمتار.
وقالت نازحة فلسطينية: "نعاني من صوت الكلاب الذي يرعبنا ليلا وسط خيمة مفتوحة من كل مكان وممزقة " داعية العالم النظر الي اطفالها بالرحمة ووقف ما يحدث ضد الفلسطينيين بالأراضي المحتلة مؤكدة أن الأطفال يموتون من البرد في ظل استمرار الحرب والأزمة الإنسانية المتفاقمة وانعدام الخدمات الأساسية للحياة .
ومن جانبه ندد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة في باستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المستشفيات في غزة وذلك بعد إطلاق نار مباشر على مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، واستمرار القصف حول المجمع الطبي الذي يضم عدد من المرضي والمصابين.
ووصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس جيبريسوس، القصف وأوامر إخلاء المستشفى بأنها "مثيرة للقلق الشديد"، مضيفا أن المستشفى بقي عالقا في القتال لفترة طويلة جدا وأن حياة المرضى معرضة للخطر.
فيما أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات وقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي إن هناك تقرير تفيد زيادة القتال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في شمال غزة وخاصة في غرب بيت حانون أجبرت العديد من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، على النزوح.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن قافلة مشتركة للأمم المتحدة مكونة من 66 شاحنة غادرت معبر كرم أبو سالم عبر ممر فيلادلفيا الأحد لتسليم مواد غذائية وغيرها من المساعدات إلى وسط غزة مؤكدة أنه على الرغم من تأكيدات السلطات الإسرائيلية على توافر شروط السلامة، فقد وقعت غارة جوية.
وقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي: "توجهت أول 35 شاحنة من القافلة إلى وجهتها، ووصلت إلى المستودع دون خسائر. فيما تأخر النصف الثاني من القافلة بسبب تعنت القوات الإسرائيلية مما عرض القافلة للنهب على طول الطريق وفقدت المساعدات من 23 شاحنة ".
وفي ذات السياق قالت المتحدثة الأممية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اصدرت أوامر إخلاء جديد لأجزاء من حي الشجاعية، مما يعرض المدنيين لمزيد من الأعمال العدائية ويحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وقالت المتحدثة المساعدة باسم المنظمة: "تغطي المناطق المتضررة ما يقدر بنحو كيلومتر مربع. ونراقب عن كثب الوضع في هذه المناطق، وسيقدمون المزيد من التحديثات حول النزوح القسري للفلسطينيين.