مع اقترابنا من وداع عام يلملم أوراق فصول روايته ماضيا نحو أرشيف الذكريات وخزانة التاريخ، تتبارى الصحف والمواقع والهيئات فى اختيار أسماء لتكون الشخصية الأكثر تأثيراً واستحقاقا للتكريم عن دورها فى هذا العام.
وأظن أن سنة 2024 ستنحاز نظرة التقدير فيها بلا منازع إلى المواطن المصرى العادى، بل إننا لو أمعنا النظر وتجردت اختياراتنا من الهوى لمنحنا المواطن المصرى هذا التكريم عن أعوام كثيرة خلال السنوات الماضية كلها.
فالمواطن المصرى كان ولازال وسيظل - بإذن الله - هو الحارس الأمين على هذه الأرض الطيبة، آمن بوطنه وباستقرار بلاده، وبوحدة وسلامة أراضيه، وتحمل تبعات عملية إصلاح اقتصادية صعبة، تحالفت فيها تراكمات الأداء الاقتصادى عبر عقود عديدة ماضية مع ظروف طارئة لم يعرفها العالم قبل ذلك، وتشابكات سياسية معقدة فى ظل قدرنا الذى أوجدنا فى منطقة هى الأكثر التهابا وتسارعا فى الأحداث.
وستظل أيام العام المنقضى تشهد لهذا المواطن المصرى أنه ورغم ضائقته المالية صفع أحلام الحالمين ورفض إغراءات المروجين والتف حول قيادته وساند قرارها فى معارضة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أبناء غزة إلى أرض سيناء مستعيدا روح المحارب المصرى الذى جاد بالغالى والرخيص وممتنا لكل قطرة دم سالت من أجل الحفاظ على أراضيه عبر مختلف العصور.
ستظل ايام العام المنقضى تشهد لهذا المواطن المصرى أنه ورغم ضائقته فتح أبواب قلبه قبل أبواب بيوته امام أشقائه من أبناء الدول المختلفة، الذين جارت عليهم أيامهم، وأعمت الكراهية قلوب وعقول القوى السياسية فى بلادهم، فأصابها الخراب وضاقت عليهم واولادهم أراضيها فلم يجدوا إلا منازل المصريين ومدنهم لتحتضنهم وتتقاسم معهم دون تمييز لقمة العيش.
أثق أن الله العلى العظيم ينظر إلى المصريين الطيبين المتحملين الراضيين المحبين لوطنهم نظرة الرضا وستمنحهم أيامهم القادمة آفاقا جديدة للعمل وخيرات كثيرة تعطينا رخاء وسعادة بإذن الله.
عزيزى المواطن المصرى : ستظل شخصية العام، وكل عام وحقا أنت بطل الحكاية.
