د. أشرف بلبع

رئيس لدورة انتقالية

السبت، 19 مايو 2012 07:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر اليوم تحتاج بشدة لالتقاط الأنفاس كما تحتاج لفترة انتقالية تعيد فيها ترتيب البيت من الداخل. هناك ضرورات حرجة ومتعددة لنصل إلى وضع يسمح لنا بالتقدم للمرحلة التالية من بناء نهضة مصر والمصريين. الواقعية تبرز لنا حاجتنا الماسة لمرحلة انتقالية تتميز بمزيد من الهدوء والتركيز على بناء الأساس الذى سننطلق منه. يشمل ذلك دستورا نهضويا يوضع فى غير عجلة ووضع اقتصادى مستقر لا يهددنا بانفجار ثورة الجياع ومد جسور الشفافية والتراضى الاجتماعى الذى يطيب خاطر فئات الشعب القلقة من تراكم أوضاع ظالمة.

يشمل ذلك أيضا فرصة مستحقة لتيارات سياسية تكافح تحت ضغط الظروف المتلاحقة لتبنى أحزابها وترسى قواعدها الشعبية لتصبح مؤسسات قادرة على التأثير فى توجهات الوطن. من الإنصاف ألا يحتكر الوطن تيار واحد والمنافسة العادلة بين شركاء الوطن تقتضى أن نمر بهذه الفترة الانتقالية.

يأتى المرشح الرئاسى عمرو موسى وبيده وعد بتولى دورة رئاسية وحيدة يلتزم به مختارا إذا ما فاز. يجب على كل منا أن يكون منصفا وبإخلاص عندما نسأل عن ميزات هذا المرشح وعيوبه ولا تكفى هنا الأحكام العامة والمتسرعة. أسئلة كمثل ما هو تعريف الفلول؟ وهل هو منهم؟ وما هى قدراته الشخصية للقيام بواجبات هذا المنصب؟ وما تأثير سنه على ذلك؟ بالنسبة لتعريف الفلول فيما أعتقد فهو كل من استفاد من فساد النظام السابق ويتعاطف قلبيا معه ويهدد بإعادة إنتاج ذلك النظام ولو جزئيا إذا ما تولى الرئاسة. أعتقد كثائر أن كل من شاهد الفساد والظلم وسكت عليه ولم يتمرد فقد ناصره سلبيا، ولكن من الإنصاف أيضا أن نقر بأن الله لم يخلق الجميع قادرين على التمرد. أعتقد وبكل الأمانة أن المرشح عمرو موسى حسب التعريف السابق لا ينتمى لفلول النظام السابق، وكان كمثل كثير من المصريين أسير وضعه الوظيفى ومواصفاته الشخصية كدبلوماسى. عند النظر لقدراته الشخصية خاصة فى ضوء سنه المتقدمة يلفت نظرنا تميزه الدائم وسط أقرانه فى وزارة الخارجية وتوليه مسؤولياته بخطى ثابتة بالرغم من كل المحاذير الصعبة للعمل وزيرا للخارجية فى ظل حكم ديكتاتورى فى مصر وكأمين لجامعة الدول العربية فى ظل تفتت الوضع العربى وصراعاته.

يلفت نظرنا أيضا حيويته ربما الزائدة وتركيزه الحاد أثناء مناظرته الأخيرة وقدرته على الوقوف ثلاث ساعات على فترتين تحت ضغط عصبى وجسمانى ليس بالهين.

إن اختيار المرشح عمرو موسى لن يكون خيانة لثورة شعب أراد أن يسترد كرامته وبلده، وسيكون ذلك هو الخيار الذى يقدم لمصر فترة انتقالية مستحقة لدورة رئاسية واحدة.

سيكون عمرو موسى رئيسا انتقاليا لفترة يلتقط فيها المجتمع أنفاسه وتتضح رؤاه ويتم فيها ترتيب البيت من الداخل وتنظم كل القوى السياسية صفوفها كشركاء فى هذا الوطن. لابد أن نتذكر أن الكمال لله وحده، وأننا لا نسعى لذلك عند اختيارنا لرئيسنا، وإنما نسعى لتحقيق أهداف حرجة مستحقة على أرض الواقع الذى نعيشه ويأتى فى مقدمتها إعادة استتباب الأمن واستقرار الوضع الاقتصادى المهترئ ودوران عجلة الإنتاج والاستثمار وإبعاد شبح ثورة الجياع وخطر سيطرة تيار سياسى واحد على توجهات الوطن. نبغى رئيسا انتقاليا يرعى إعادة ترتيب البيت فى هدوء وتوافق، يقاوم الفساد ويناصر التغيير من أجل ديمقراطية مكتملة ونهضة تنطلق إليها مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة