لطالما اعتُبر الرقم 13 رقمًا سيئ الحظ في العديد من الثقافات الغربية ، حتى اليوم - في عالم أقل خرافات مما كان عليه في الماضي - فإن عددًا مفاجئًا من الناس لديهم خوف حقيقي وعميق الجذور من الرقم 13، ويتجنب عدد كبير من الناس السفر أو الزواج أو حتى العمل في هذا اليوم المشؤوم.
ولكن لماذا يعتبر الرقم 13 نذيرًا لسوء الحظ؟ ما الذي أدى إلى ربط هذا الرقم بالحظ السيئ؟ في حين أن المؤرخين والأكاديميين ليسوا متأكدين تمامًا من الأصول الدقيقة لهذه الخرافة، فهناك عدد قليل من الأمور التاريخية والدينية والأسطورية التي ربما اجتمعت لخلق الخوف الحقيقي المحيط برقم 13.
قانون حمورابي
كان قانون حمورابي أحد أقدم وأشمل القوانين التي تم إعلانها وتدوينها، ويعود تاريخه إلى الملك البابلي حمورابي، الذي حكم من عام 1792 إلى عام 1750 قبل الميلاد.
وقد حدد القانون، المحفور على عمود حجري ضخم ما يقرب من 282 قاعدة، بما في ذلك الغرامات والعقوبات لمختلف الجرائم، ولكن القاعدة الثالثة عشرة كانت مفقودة بشكل ملحوظ، وغالبًا ما يُستشهد بالقطعة الأثرية باعتبارها واحدة من أقدم الحالات المسجلة التي يُنظر فيها إلى الرقم 13 على أنه رقم سيئ الحظ وبالتالي تم حذفه، ومع ذلك يزعم بعض العلماء أنه كان مجرد خطأ كتابي، وفي كلتا الحالتين، ربما ساهمت في الارتباطات السلبية طويلة الأمد المحيطة برقم 13.
إله الخداع لوكي
ربما نشأت فكرة أن الرقم 13 هو رقم سيئ الحظ، أو على الأقل تعززت بقصة في الأساطير الإسكندنافية تتعلق بالإله المخادع لوكي، وفي هذه الأسطورة بالذات كان تقول بأن 12 إلهًا يقيمون حفل عشاء في فالهالا عندما وصل الضيف الثالث عشر -لوكي قام باعمال مشاغبة.
من المحتمل أن تكون هذه الأسطورة المنكوبة قد ساعدت في ترسيخ ارتباط الرقم بالفوضى وسوء الحظ في الثقافات الإسكندنافية، وفي الحضارة الغربية على نطاق أوسع.
العشاء الأخير
في العهد الجديد ــ كما في الأساطير الإسكندنافية ــ هناك تجمع مصيري يتمحور حول وجبة طعام، وفي العشاء، يجتمع المسيح مع رسله الاثني عشر ــ ما يجعل عدد الحاضرين 13 إجمالاً، وكثيراً ما يُعتَقَد أن يهوذا الإسخريوطي، الرسول الذي خان المسيح، كان الضيف الثالث عشر الذي جلس على العشاء الأخير، وهو ما قد يكون ساهم في الدلالة السلبية للرقم، وهذا بدوره قد يكون أدى إلى فكرة أن يوم الجمعة الثالث عشر هو يوم سوء الحظ أو الشر، حيث كان العشاء الأخير (مع 13 من الحاضرين) يوم الخميس، وكان اليوم التالي هو يوم الجمعة، يوم الصلب، وفقا لما ذكره فاكت ستورى.
علاقته برقم 12
من الممكن أيضًا أن يكون الرقم 13 قد اكتسب سمعة سيئة بسبب السمعة النظيفة للرقم 12، حيث يرمز الرقم 12 إلى قوة الله وسلطانه ويحمل فكرة الاكتمال (وهو مفهوم موجود أيضًا في المجتمعات ما قبل المسيحية )، ربما عانى الرقم 13 على أنه يتعارض مع هذا الشعور بالخير والكمال، مما يزيد من الفكرة القوية والدائمة بأن الرقم 13 سيئ الحظ.