في كل زاوية من زوايا هذا العالم، هناك أرواحٌ صامدة تتحدى الظروف، وتكتب قصصًا من الإصرار والتحدي، ومن بين هذه القصص، تبرز حكاية الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يثبتون في كل لحظة أن الإعاقة لا تكون سوى تحدٍ أمام العزيمة.
اليوم العالمي لذوي الإعاقة، الذي يُحتفل به في الثالث من ديسمبر، هو أكثر من مجرد يوم عابر في التقويم، إنه فرصة للوقوف إجلالًا لهذه الفئة التي قد لا تُرى في كثير من الأحيان، لكنها دائمًا موجودة، تضيء الطريق بوجودها وتلهمنا جميعًا بأن الحياة هي إرادة لا تُقهر.
إن الاحتفال بهذا اليوم لا يقتصر على مجرد رفع الوعي أو إلقاء كلمات تتغنى بالإنسانية، هو دعوة حقيقية للمجتمع لتغيير المفاهيم، وتفكيك الحواجز النفسية والاجتماعية التي قد تعزل ذوي الإعاقة عن محيطهم، ليس ذنبهم أن تكون لهم إعاقة، ولكن ذنبنا أن نقصر في فهم احتياجاتهم وتوفير الفرص التي تتيح لهم المشاركة الفعالة في بناء مجتمعهم.
اليوم، يتنفس العالم هواءً جديدًا من خلال تحركات جادة لتوفير بيئة أكثر شمولًا، حيث تبدأ المدارس في دمج الأطفال ذوي الإعاقة مع أقرانهم، وتُفتح أمامهم أبواب العمل والمشاركة الفعالة في المجتمع.
وفي هذا، نجد الأمل في المستقبل، أملًا يتجسد في قصص نجاح تتحدى التوقعات، وتؤكد أن الإرادة أقوى من أي حدود.
لكن، هل يكفي أن نحتفل بيوم واحد؟ هل يكفي أن نرفع الشعارات؟ التحديات لا تنتهي بنهاية اليوم، بل يجب أن نكون جزءًا من التغيير الدائم، نخلق مجتمعات لا تستثني أحدًا، ونمنح ذوي الإعاقة الفرصة ليعيشوا حياة كريمة، يتنعمون فيها بمساواة حقيقية لا مجرد رمزية.
إن اليوم العالمي لذوي الإعاقة هو أكثر من مناسبة، هو دعوة لكل فرد فينا ليكون صوتًا يدافع عن حق هؤلاء في الحياة، وليكن همس قلوبنا بمثابة خطوة نحو عالم أكثر إنسانية، فلنحتفل بهم اليوم، ولنكن سببًا في تحقيق غدٍ أفضل لهم.