يبدو أن دونالد ترامب بدأ الحرب مبكرا لإنقاذ الدولار الذي يواجه محاولات دولية للتخلي عنه جزئيا في استخدام التجارة، خاصة بعد معاناة الدول وتحديدا الناشئة منها من أزمات عدة آخر 4 سنوات بعد رفع الفائدة على الدولار لأعلى مستوي منذ 22 عاماً فوق مستويات 5% مما جعل دول مثل تجمع البريكس يسعي إلى الحد من هيمنة الدولار الأمريكي على معاملاته التجارية.
وهدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الاثنين بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول مجموعة بريكس إذا قوّضت الدولار الأميركي، وكتب ترامب على منصّته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي متحدثا عن المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ودولا أخرى: "نطلب التزاما... أنها لن تنشئ عملة لدول بريكس، ولن تدعم أي عملة أخرى لتحل مكان الدولار الأميركي العظيم، وإلا ستواجه رسوما جمركية بنسبة 100%".
الدولار يسطير على معاملات التجارة حيث تجري 58% من المدفوعات الدولية - باستثناء التحويلات داخل منطقة اليورو- بالدولار الأميركي، بينما تُستخدم العملة الخضراء في 54% من الفواتير التجارية الخارجية حتى نهاية 2022، وفق معهد "بروكينغز إنستيتيوشن".
وتدعم دول بريكس، النظام التجاري المتعدّد الأطراف، كما تهدف إلى تعزيز دورها كقوة إقليمية، بحيث أدى نجاح تخصّصاتها الإنتاجية وأسعارها المناسبة إلى زيادة عائدات التصدير التي تشكل أصلاً الاحتياطيات الأجنبية التي تغذّي الصناديق السيادية، وبذلك يمكن للقوى الاقتصادية الناشئة الجديدة أن تكتسب صفة القوة المالية لبلدان بريكس كي تصبح بالفعل القوة الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، لكن لم ينجح الاعضاء حتى الآن في التوصل إلي حل بشأن عملة بريكس الموحدة.
وتوسّعت مجموعة بريكس منذ إنشائها في العام 2009، وتضم الآن دولا مثل إيران ومصر والإمارات وفي الاجتماعات الأخيرة لدول البريكس في كازان، ضمنت موسكو إعلانا مشتركا يشجع "تعزيز شبكات البنوك المراسلة داخل دول بريكس وتمكين إتمام مدفوعات بالعملات المحلية".لكن في ختام القمة، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر في إطلاق منافس محتمل لنظام "سويفت" الدولي ومقره بلجيكا.
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن تهديدات الرئيس الأميركي المُنتخب بفرض رسوم جمركية باهظة على الواردات من دول البريكس "تأتي في أعقاب تهديدات مماثلة وجهت إلى المكسيك وكندا والصين في وقت سابق من الأسبوع، في الوقت الذي أشار فيه ترامب إلى أنه ينوي استخدام تدابير عقابية لإجبار شركاء الولايات المتحدة التجاريين على الامتثال لمطالبه".
اشتغال الحرب التجارية مرة أخري يعيد للأذهان التوترات التي حدثت بالعام 2019 بين الصين وامريكا ولكن هذه المرة التهديدات "الترامبية" طالت عدد كبير من الدول مما يجعل الأمر مؤثر بصورة كبيرة على الاقتصاد العالمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة