<<190 شهيدا في غزة و9 بلبنان و357 حالة إصابة للصحفيين بصواريخ الاحتلال
<< الاحتلال ينشر أكاذيب ضد صحفيين فلسطينيين تمهيدا لاغتيالهم
<< نقيب الصحفيين اللبنانيين يحث الهيئات الصحفية والدولية لحماية الجماعة الصحفية
<< الصحفيين الفلسطينيين تخاطب الاتحاد الدولي لمواجهة تحريض الاحتلال ضد زملائنا في غزة
<< صحفى فلسطيني: فقدت منزل عائلتى وأصبت خلال تغطية صحفية واستشهد زملائي
<< الاحتلال يستهدف 115 منزلا لعائلات الصحفيين في غزة
<< صحفى فلسطيني: استهداف الاحتلال لنا يزيدنا صمودنا على كشف جرائمه
<< تدمير 73 مؤسسة إعلامية في غزة منذ بداية العدوان
<< صحفى لبناني: إسرائيل تعمل على التحكم في الرواية الإعلامية عبر قتل زملائنا
<< ارتكاب 1600 جريمة وانتهاك جسيم بحق الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية
<< صحفي محرر من سجون الاحتلال: خشيت أن أجد نفسي في الحقيبة السوداء
<< الاحتلال يخفى الصحفيان نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد قسريا في غزة
<< الاحتلال يتحرش بالصحفية إخلاص صوالحة
في أغسطس الماضي، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي يحرض على عدد من الصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، وزعم حينها أنهم يشاركون في عمليات عسكرية ضد الاحتلال، وكأنها مقدمة لاستهدافهم ضمن سياسة الاحتلال التي يمارسها ضد الجماعة الصحفية في غزة منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، وبعدها بأسابيع قليلة، وبالتحديد في 27 أكتوبر، استشهد 3 صحفيين فلسطينيين خلال ممارسة عملهم وهم الصحفي حمزة أبو سلمية، والصحفي سائد رضوان، والصحفية حنين بارود، وذلك بعد قصف الاحتلال مدرسة أسماء "ب" في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
قبل هذا التاريخ بيومين فقط، كان هناك نفس عدد الضحايا، والجاني واحد ولكن المكان مختلف، حيث استشهد 3 صحفيين لبنانيين، فجر يوم 25 أكتوبر، خلال قصف للاحتلال لمقر إقامتهم وهم نائمون، في بلدة حاصبيا جنوب لبنان، وحينها وذكرت وكالة الإعلام اللبنانية أن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مناطق متفرقة جنوب لبنان، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى بينهم صحفيون، وتدمير 4 مبان.
اقرأ أيضا:
ووفقا للإحصائيات الرسمية الفلسطينية واللبنانية، فإن عدد ضحايا الاحتلال من الصحفيين تتزايد بشكل دورى، فحتى كتابة هذه السطور، وصل عدد الشهداء الصحفيين في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي 190 صحفياً وصحفية، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومى في القطاع، بينما وصل عدد الضحايا في لبنان من الصحفيين إلى 9، بحسب تصريحات خاصة من نقيب الصحفيين اللبنانيين جوزف القصيفي.
إصابات الصحفيين الفلسطينيين بسبب الاحتلال
غضب لبناني بسبب تزايد أعداد الشهداء من الصحفيين
أخر استهداف إسرائيلي للصحفيين اللبنانيين، أحدث حالة غضب عارمة داخل المجتمع اللبناني، فحينها خرج نجيب ميقاتي، القائم بأعمال رئيس وزراء لبنان، ليصف في بيان لرئاسة الحكومة اللبنانية، العدوان الإسرائيلي على الصحفيين في حاصبيا جنوب لبنان فصل من فصول جرائم الحرب الإسرائيلية، مؤكدا أن العدوان المتعمد على الصحفيين هدفه ترهيب الإعلام للتعمية على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم وتدمير.
صور عدد من شهداء الصحفيين في غزة
فيما علقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، على تزايد عدد الشهداء الفلسطينيين بشكل مروع في غزة بسبب جنون الاحتلال في محاولة منع تصوير مجاوره ضد الشعب الفلسطيني، من خلال بيان صادر عنها في 2 نوفمبر الماضي، أكدت فيه أن قتلة الصحفيين الفلسطينيين لن يفلتوا من العقاب، مشيرة إلى تصميمها على المضي قدما في جهودها على كافة المستويات والمحافل الدولية القانونية والقضائية من أجل مقاضاة ومحاسبة قتلة الصحفيين الفلسطينيين وعدم إفلاتهم من العقاب.
كما أكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيانها، أن تلك الجرائم الإسرائيلية ضد الجماعة الصحفية لن تمر بدون عقاب لكل من قرر ونفذ المجازر بحق الصحافة وبحق الانسانية والتي تعتبر أكبر وأبشع مجزرة ضد الصحفيين في تاريخ الإعلام بالعالم أجمع ترتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة، مشيدة بالجهود الجبارة التي يبذلها الاتحاد الدولي للصحفيين ومعه كل نقابات واتحادات الصحفيين الشقيقة والصديقة في العالم من أجل تحقيق العدالة للصحفيين الفلسطينيين.
اقرأ أيضا:
الصحة الفلسطينية: إصابة 6 من كوادرنا إثر قصف إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان أمس
الصحفيون محميون في وقت النزاعات بحسب القانون الدولي
القانون الدولى يحمى الصحفيين في وقت النزاعات، هذا ما يؤكد عليه قرار رقم 1738 لمجلس الأمن الدولي الذي أدان الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة، بجانب نصه على اعتبار الصحفيين والمراسلين المستقلين مدنيين يجب احترامهم ومعاملتهم بهذه الصفة، ومساواة سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام والأطقم المساعدة في مناطق النزاعات المسلحة بحماية المدنيين هناك.
القانون الدولي يعتبر أيضا المنشآت والمعدات الخاصة بوسائل الإعلام أعيانا مدنية لا يجوز أن تكون هدفا لأي هجمات أو أعمال انتقامية، وفي وقائع كثيرة أدانت المؤسسات الأممية تلك الاستهدافات، حيث اعتبرت لجنة الأمم المتحدة بشأن الحقيقة في السلفادور أن قتل أربعة صحفيين هولنديين، كانوا برفقة أعضاء من جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، والذين سقطوا في كمين لدورية من القوات المسلحة السلفادورية، هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني الذي يشترط ألا يكون المدنيون محلا للهجوم، كما ذكرت البرازيل، في عام 1971، وألمانيا في عام 1973، أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصحفيين محميون كمدنيين، عملاً بمبدأ التمييز.
في 25 أكتوبر الماضي اعتقلت قوات الاحتلال الناشط الإعلامي الفلسطيني عبد الرحمن بطاح الشهير "عبود بطاح"، بعد اعتقاله رفقة آخرين من محيط مستشفى كمال عدوان في شمالي غزة ولكنها أفرجت عنه بعد ساعات قليلة، وقبلها بساعات اعتقلا قوات الاحتلال أيضا الصحفي الفلسطيني أسامة الدريني، مراسل إذاعة صوت الشعب في شمال قطاع غزة، وحينها أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين واقعة الاعتقال، مؤكدة أن هذا الاعتقال يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني، وخرقًا صارخًا للحقوق المكفولة للصحفيين بموجب اتفاقيات جنيف والقوانين الدولية التي تحمي حرية الصحافة وحق التعبير.
اعتقال عبود بطاح
وبعدها بأيام قليلة، وبالتحديد في 28 أكتوبر، أصدرت الرئاسة الفلسطينية، استنكرت فيه جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة ضد الصحفيين الفلسطينيين والعرب، مؤكدة أن هذه الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين والعرب، هدفها منعهم من إظهار الجرائم الإسرائيلية البشعة بحق الشعوب العربية، ومنع إيصال الصوت الفلسطيني والعربي إلى العالم لفضح الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنها في قطاع غزة، وفي المنطقة بأسرها التي لن تنجح في طمس حقيقة الاحتلال وجرائمه.
اقرأ أيضا:
25 شهيدا وعشرات المصابين فى قصف إسرائيلى على مناطق متفرقة من غزة
إصابة الصحفيين خلال أدائهم عملهم ومصادرة الأدوات الإعلامية
من بين الصحفيين الذين تعرضوا لقصف من جانب الاحتلال خلال أدائه لعمله، وتسببت في إصابات خطيرة له كان الصحفى الفلسطيني، عامر أبو عمرو، الذي يؤكد أنه يضطر لتوديع أهله في كل مرة يذهب فيها لأداء عمله لتغطية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة.
إصابات بالعيون في صفوف الصحفيين الفلسطينيين
ويقول عامر أبو عمر، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه في كل مهمة يذهب فيها لتوثيق جرائم الاحتلال يودع أهله لأنه يمكن في أي لحظة أن يصبح هو الخبر حال استهداف الاحتلال له، بدلا من أن ينقل الصورة، متابعا :"العشرات من زملائنا أصبحوا شهداء وفي إحدى المرات أصبت خلال أدائى لعملي بعد إصابتي بعدة شظايا مع أربعة من الزملاء أثناء تغطيتنا لمجزرة في مدينة خان يونس، وفقد منزل عائلتى بعد أن استهدفه الاحتلال بشكل كامل، وفقدت اثنين من زملائي في الوسيلة الإعلامية التي أعمل بها في بداية الحرب على غزة ".
"لم نتوقع في يوم من الأيام حجم الاستهداف لهذا العدد الكبير من الصحفيين في قطاع غزة"، هنا يكشف عامر أبو عمرو، فظاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الجماعة الصحفية، لافتا إلى أن الاحتلال يتعمد منع الطواقم الصحفية من التغطية من قبل الجيش الإسرائيلي لأن الاحتلال يخشى من فضح جرائمه لعدم فضح ما يقوم به من مجازر يرتكبها بحق جميع مكونات المجتمع الفلسطيني، بجانب منع الاحتلال إدخال المعدات اللازمة للعمل الصحفي، خاصة أن المعدات التي يعمل بها الصحفي الآن من كاميرات وأجهزة الصوت وأجهزة الإرسال أصبحت متهالكة، والاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين من خلال إما القصف الصاروخي أو عبر قناصته المتمركزة في المباني أو آلياته العسكرية، أو عن طريق الطائرات المسيرة.
انتهاكات الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين لا يقتصر فقط على الاستهداف المباشر فقط لهم ولمنازلهم، بل أيضا هناك إصابات لمئات الصحفيين واعتقال العشرات منهم، ففي 7 أكتوبر الماضي، وبمناسبة مرور عام على العدوان الإسرائيلي على غزة، أصدرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بيانا، تضمن حصيلة الضحايا من الجماعة الصحفية سواء الشهداء أو المصابين أو المعتقلين، واصفة تلك الانتهاكات بأنها حرب شاملة ضد الإعلام الفلسطيني، وأصبحت غزة مسرحًا لأبشع مذبحة شهدتها الصحافة العالمية في التاريخ.
تدمير 100% من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية في غزة واعتقال 125 صحفيا
وبحسب البيان، فمنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهاد 190صحفيًا، واعتقال 125 صحفيا في حين لا يزال اثنان منهم في عداد المفقودين في ظل اختفاء قسري، وتعرض أكثر من 300 صحفيًا لإصابات بجروح بالغة.
حجم انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين
وخلال البيان، أكد ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أن أكثر من 10% من صحفيي غزة استشهدوا، و100% من مؤسساتهم الإعلامية دُمرت، موضحا أن جرائم الاحتلال شملت اعتقال 125 صحفيا في غزة والضفة الغربية والقدس، والرعب يتجاوز عدد المعتقلين إلى طرق التعذيب الجسدي والرعب النفسي التي تعرضوا لها والتي لا توصف.
المؤسسات الإعلامية الفلسطينية المدمرة بسبب الاحتلال
وعرض ناصر أبو بكر خلال بيان النقابة، شهادات من الصحفيين المفرج عنهم ومحامييهم التي وثقتها النقابة تتحدث عن تعذيب غير مسبوق في التاريخ، قائلا :"يتحدثون عن ضرب بأدوات حادة وتعليق لفترات طويلة وإجبار على التجرد من الملابس وتحرش جنسي لكل من الذكور والإناث وتهديدات بالقتل، وتعذيب بطيء يتم على مدار ساعات أو أيام وأحيانًا شهور".
لينك الفيديو
رسالة مهمة وجهها نقيب الصحفيين الفلسطينيين للمنظمات الدولية، والمقررين الخاصين للأمم المتحدة، قائلا :"المنظمات الدولية والأممية عليها واجب توثيق هذه الجرائم وكشفها للجمهور، وعليها واجب وقف هذه الانتهاكات بحق الصحفيين والصحفيات وتوفير حمايتهم حسب القانون الدولي وقوانين حقوق الانسان، خاصة أن الهيئات الأممية المتخصصة في قضايا التعذيب والاحتجاز تشهد، إلى جانب بقية العالم، مدى المجزرة التي تتكشف أمام أعينهم، ومع ذلك، فإن هذه المنظمات، بما في ذلك الصليب الأحمر الدولي، لم تزر السجون ولو مرة واحدة منذ 7 أكتوبر 2023، بينما تمكن المحامون الفلسطينيون من زيارة بعض السجناء بصعوبة بالغة، لماذا لم يتصرفوا؟ ما الذي يمنعهم من زيارة الأسرى بعد ما يقارب عامًا من الحرب؟".
جرائم الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين
ويتابع ناصر أبو بكر :""أما بالنسبة إلى المقررين الخاصين للأمم المتحدة المعنيين بهذه الأمور، فإننا لا نزال ننتظر منهم إصدار بيان حول الواقع الإجرامي الذي يشهده الصحفيين الفلسطينيين داخل زنازين السجون الإسرائيلية المظلمة المحصنة، حيث يُكبل السجناء بالسلاسل الحديدية ويُحرمون من الطعام والماء والكرامة الإنسانية الأساسية، ويعانون من الضرب والتعذيب والترويع والهجمات المتكررة من قبل الكلاب البوليسية، كما يعانون في برد الشتاء القارس وحر الصيف القاتل".
اقرأ أيضا:
الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليونى فلسطينى فى غزة على المحك
تحركات دولية للصحفيين اللبنانيين لإدانة جرائم الاحتلال ضد زملائهم ببيروت
على الجانب الأخر وبشأن الانتهاكات المتواصلة التي يشنها الاحتلال على الصحفيين في لبنان، تواصلنا مع نقيب الصحفيين اللبنانيين جوزف القصيفي، بشأن الضحايا من الجماعة الصحفية اللبنانية التي سقطت خلال العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، حيث وصف جرائم الاحتلال بالنهج العدوانى الذي تنتهجه إسرائيل حيال الصحفيين والمصورين وجميع الإعلاميين بدون استثناء، خاصة أن هذه الجريمة موصوفة بأنها جريمة حرب ومتعمدة لأنها تستهدف مكانا يأوى إليه الإعلاميين بعد إنجاز مهماتهم وهم لم يكونوا في مهمات حربية وليسوا مراسلين حربيين تابعين لجيش أو مجموعة مسلحة إنما هم تابعون لمؤسسات إعلامية خاصة تتولى تغطية الحرب في جنوب لبنان .
ويضيف نقيب الصحفيين اللبنانيين في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك استهداف متعمد لإسكات الصحفيين والإعلاميين وإخراجهم من دائرة المعركة حتى لا يوثقون جرائم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد المدنيين والمعالم الحضارية في لبنان، مؤكدا وصول حصيلة ضحايا الصحفيين اللبنانيين إلى 9 شهداء بالإضافة إلى الجرحى والذين تسببت الغارات في إعاقات لهم.
"لا يبدو أن إسرائيل ستتوقف عن نهجها الإجرامى الذي يخفى الكثير من المفاجآت المرعبة"، هنا يشرح جوزف القصيفي، بشاعة الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، مؤكدا أنه ليس أمام الصحافة اللبنانية والإعلام اللبنانى سوى الصمود والثبات تجاه هذه الهجمة الشرسة التي يقوم بها العدو الصهيوني لإسكات الأصوات وتحطيم العدسات من أجل منع الإعلاميين من نقل الوقائع كما هي على الأرض".
مثلما اتخذت نقابة الصحفيين الفلسطينيين تحركا دوليا من أجل حماية أبنائها من الاستهداف الإسرائيلي، سارت جارتها اللبنانية على نفس النهج في محاولة لوضع حد لتلك الجرائم التي تخالف القانون الدولي، حيث يقول نقيب الصحفيين اللبنانيين :" إننا في نقابة محررى الصحافة اللبنانية أجرينا العديد من الاتصالات للقيام بتحرك دولي وعربي واسع من أجل إدانة هذه الجريمة وحث المعنيين في الهيئات الصحفية والدولية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحفيين"، موضحا أن الصحفيين اللبنانيين والعرب والدوليين مدعوون إلى رفع الصوت عاليا للتنديد بهذه الجريمة النكراء التي أودت بحياة 3 صحفيين وجرحت 3 آخرين.
ويتابع نقيب الصحفيين اللبنانيين: "هذه الجريمة ألمتنا كثيرا وأفجعتنا ولكن علينا المواجهة وألا نخشى من قول الحق ولو في حضرة سلطان غاشم وجائر"، متسائلا :"هل نحن بحاجة بعد اليوم لدليل لنؤكد الهمجية التي تتعامل بها إسرائيل مع المدنيين والصحفيين والإعلاميين وحتى فرق الإغاثة الصحية والطبية !".
ويقول :"نسأل الرحمة لشهداء الصحافة الذين سقطوا في لبنان وغزة ونوكل أمرنا وأمر حمياتنا إلى الله تعالى وسوف نبقى في المعترك ننقل الحقائق كما هي من أجل أن يعرف النسا ماذا يحدث في وطننا لجريح ".
القنبلة التى قتلت الصحفيين اللبنانيين
وفي 25 نوفمبر الماضي، توصل تحقيق أجرته صحيفة الجارديان إلى أن إسرائيل استخدمت ذخيرة أمريكية لاستهداف وقتل ثلاثة صحفيين وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم وقع في 25 أكتوبر في جنوب لبنان، والذي وصفه الصحيفة البريطانية بأنه جريمة حرب محتملة، حيث إنه خلال تلك الواقعة زعم جيش الاحتلال أنه قصف مبنى عسكريا لحزب الله، وبعد ساعات قليلة من الهجوم، قال جيش الاحتلال إن الحادث قيد المراجعة بعد ورود تقارير عن إصابة صحفيين في الهجوم، ولم تجد صحيفة الجارديان أي دليل على وجود بنية تحتية عسكرية لحزب الله في موقع الهجوم الإسرائيلي،
موقع استهداف الاحتلال للصحفيين اللبنانيين
تحقيق الجارديان
الاحتلال ينشر معلومات مضللة عن الصحفيين ليشطنتهم وتبرير استهدافهم
خلال الفترة الأخيرة زاد تحريض الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين، خاصة في مدن شمال غزة، مع تزايد حجم المجازر التي ترتكبها إسرائيل هناك، هذا التحريض الذي رصده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في 23 أكتوبر الماضي، عندما أكد أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يحاول اغتيال الصحفيين الفلسطينيين معنوياً بنشر معلومات كاذبة ومضللة، مطالبا الاتحادات والمنظمات الصحفية إلى إدانة جرائم الاحتلال بحق الصحفيين وحمايتهم.
الصحفيون الفلسطينيون المعتقلون
بيان المكتب الإعلامى الحكومى سلط الضوء على محاولة الاحتلال وجنوده شيطنة الصحفيين الفلسطينيين في إطار استهداف القطاع الصحفي والإعلامي، كان آخرها يوم 23 أكتوبر بمواصلة التحريض على مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون في التغطية الإعلامية منذ بدء حرب، في إطار محاولات الاحتلال لتكميم الأفواه ولإخراس صوت الحقيقة، ولتبرير جرائمه المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن.
وكشف أن جيش الاحتلال خرج ببعض المعلومات المضللة، من خلال نشر بعض كشوفات تعود لجرحى مسيرات العودة وكسر الحصار على أنها كشوفات للمقاومة الفلسطينية، موضحا أن رواية الاحتلال مضروبة وكاذبة ولا أساس لها من الصحة، خاصة أن أسماء الجرحى تحصل على مخصصات للأدوية واستكمال لمرحلة العلاجات كونهم جرحى مسيرات عودة، إضافة إلى أن هؤلاء الصحفيين كانوا قد تعرضوا للإصابة خلال مسيرات العودة أثناء تغطيتهم الإعلامية والصحفية.
تقرير نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن غزة
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يتعمد مسألة تداخل المعلومات والبيانات لعدة فئات مجتمعية وإدخالها في بعضها البعض لتظهر للمتابعين وللرأي العام على أنها بيانات دقيقة ولكن الواقع يؤكد أنها بيانات عامة وليست ذات أهمية، متابعا :"لقد سقطت رواية الاحتلال بشكل مدوٍ عندما عرض مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين وهم بأعمار 15 عاماً على أنهم قادة في المقاومة الفلسطينية! وهو ما يؤكد قطعاً بكذب هذه الرواية غير المنطقية"
جاء بيان المكتب الإعلامى الحكومى بعد أيام قليلة من بيان لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين الذي كشف عدد إصابات الصحفيين منذ بداية العدوان، لافتة إلى أن هناك 357 حالة إصابة في صفوف الصحفيين بصواريخ الاحتلال ورصاصه المباشر، وبقنابل الغاز السام واعتداءات المستوطنين، بينهم عدد من الصحفيين أصيبوا إصابات خطيرة أدت إلى بتر أقدامهم كالصحفي سامي شحادة الذي بترت قدمه اليمنى قصف الاحتلال عليه خلال تغطيته الصحفية لحركة النزوح في مخيم النصيرات، بجانب إصابات في صفوف الصحفيين في أماكن قاتلة.
استهداف الاحتلال لعائلات الصحفيين
وبحسب لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين، دفعت عائلات الصحفيين، ثمنا كبيرا نتيجة مهنة أبنائهم، بعد استشهاد 514 من أفراد عائلات الصحفيين في غزة جراء قصف صواريخ لمنازل الصحفيين وأماكن نزوحهم، حيث استهدف الاحتلال 115 منزلا لعائلات الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وهناك عائلات بعض الصحفيين مسحت بالكامل من السجلات المدنية للسكان كالصحفي بقناة القدس حسام الدباكة، بعد استهداف شقته السكنية وارتقاء زوجته وأبنائه وعدد آخر من أفراد عائلته بمخيم المغازي، ومراسل تلفزيون فلسطين الصحفي محمد أبو حطب، و11 من أفراد عائلته بينهم زوجته وابنائه وأخيه، والصحفية سلام ميمة وزوجها وأطفالها الثلاثة هادي وعلي وشام، في قصف منزلهم في مخيم جباليا.
تقرير نقابة الصحفيين الفلسطينيين
وكشف البيان الخاص بلجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين الذي حصلت "اليوم السابع" على نسخة منه، أن هناك 26 من الصحفيين تعرضوا لاعتداءات وحشية من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، بوجود شرطة وجيش الاحتلال دون تدخل منهم لحماية الصحفيين، أبرزهم ما حدث مع مراسلة وكالة فلسطين بوست الصحفية شروق عيسى للتهديد بالقتل بعد أن اشهر مستوطن إسرائيلي سلاح بندقيته اتجاهها أثناء تغطيتها لأحداث في بلدة بيت أمر شمال الخليل الضرب، بجانب وجود 152 إصابة في صفوف الصحفيين بقنابل الغاز، منها 140 باستنشاق الغاز السام ومنها 19 ارتطام قنبلة الغاز في جسد الصحفيين، كما حدث مع الصحفي صدقي ريان الذي أصيب بقنبلة غاز بالرأس عقب استهداف الاحتلال للصحفيين في جبل صبيح المقامة عليه البؤرة الاستيطانية "افيتار" ببلدة بيتا نابلس، مؤكدا أن هناك 396 حالة من احتجاز أفراد وطواقم صحفية ومنعهم من العمل وملاحقتهم بالتهديد اللفظي والوعيد بإطلاق النار والاعتقال في حالة عدم الاستجابة.
الصحفيون الفلسطينيون يتحدون الاحتلال وجرائمه
هنا يؤكد الصحفى الفلسطيني حمزة أبو سيف، أن قتل الصحفيين ليس بجديد منذ حرب الإبادة الجماعية على غزة، بعدما قتل الاحتلال حوالي 190 شهيدا من الحركة الصحية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هناك صحفيين استشهدوا في ميدان التغطية الإعلامية وهناك من استشهد وهو بداخل منزله، في محاولة من إسرائيل لإخماد الصوت الحر الذي يعبر عن تطلعات وأمال الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة وتقرير المصير.
ويضيف "حمزة أبو سيف"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من غزة، أن الاحتلال يعتقد واهما أنه بقتل الصحفيين قد يطمس الحقيقة ويحجبها وهو ما يفسر ما يجرى من عمليات إبادة وتطهير عرقي بحق سكان غزة .
حجم انتهاكات الاحتلال ضد الجماعة الصحفية بحسب بيان نقابة الصحفيين الفلسطينيين
"الاحتلال يتوهم بأنه بقتل الصحفيين سوف يوقف مسيرتنا نحو الحرية بل سنزداد تمسكا وإصرارا على مواصلة التغطية الإعلامية"، هنا يتحدى حمزة أبو سيف الاحتلال وجنوده في غزة، قائلا :"هذا بات واضحا في مواصلة التغطية وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي جراء عمليات القتل والإبادة والتطهير العرقي وكل أشكال الموت والقتل التي يمارها بحق المدنيين في غزة".
أهداف الاحتلال من قتل الصحفيين اللبنانيين
في لبنان أيضا يستمر نفس النهج الإسرائيلي تجاه الجماعة الصحفية اللبنانية، وهو ما يفسره الصحفي اللبناني إلياس المر المستشار في الإعلام السياسي وخبير في العلاقات الدولية، والذي يكشف أسباب تصعيد الاحتلال من استهداف الصحفيين اللبنانيين خلال عدوانه على جنوب لبنان، حيث يؤكد هناك عدة أسباب ودوافع من جانب إسرائيل في استهداف الصحفيين، أبرزها التحكم في الرواية الإعلامية والسيطرة على المعلومات، حيث تدرك إسرائيل أهمية الإعلام في تشكيل الرأي العام العالمي وتأثيره وله تأثير أيضا على الحكومات وأرائها وأراء ومواقف الدول وتعلم جيدا أن الصحفيين يلعبون دورا حاسما في نقل تفاصيل النزاع والصورة الحقوقية بما في ذلك الأوضاع الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان وما أكثرها في غزة ولبنان .
ويضيف إلياس المر، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من بيروت، أن الاحتلال من خلال استهداف الصحفيين يحاول تقليل عدد الشهادات المستقلة والحد من تداول المعلومات التي قد تظهر أضرار مدنية ترتكبها إسرائيل وتزيد من الانتقادات الدولية ضدها ولجيشها، من خلال الضغط على الإعلاميين للتوقف عن التغطية المباشرة، بجانب أنها وسيلة للضغط على الجماعة الصحفية لوقف تغطية الأحداث خاصة في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وهذا الضغط يمكن أن يقلل من التغطية الحية والمباشرة للعميات العسكرية التي قد تظهر جوانب معنية من العمليات الإسرائيلية بصورة سلبية .
" الاحتلال يحاول تجنب التوثيق المباشر للانتهاكات، لأن وجود الصحفيين في مناطق النزاع يسهل من توثيق انتهاكات الاحتلال ضد المدنيين والبنية التحتية مثل استهداف المنازل والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء والأونروا مثلما حدث في غزة ولبنان"، هنا يشرح إلياس المر أساليب الاحتلال في استهداف الصحفيين في مناطق النزاع، موضحا أن هذا التوثيق يمكن استخدامه في المحافل الدولية، ويسعى الاحتلال لتخفيف التأثير الإعلام على الرأي العام المحلى والدولي بمنع التغطية الإعلامية خاصة إذا نشر معاناة المدنيين وصور الدمار الذي قد يؤدى إلى التغيير في الرأي العام العالمي، خاصة في الدول الداعمة أو المحايدة التي يكون لديها رأي عام ضاغط فتغير تلك الحكومات موقفها من الاحتلال وحكومته.
ويشير إلى أن الاحتلال لديه تخوف من التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، ويخشى من خلال انتهاكاته أن يشكل تضامنا من جانب الموقف الدولى مما يحدث له ضغط سياسي ودولى سواء من خلال المؤسسات الدولية أو الشعوب العالمية على حكومة الاحتلال، والتغطية على الأخطاء العسكرية التي تحدث مثل تعرض مناطق أمنية لقصف بشكل مباشر أو غير مباشر أو أخطاء عسكرية تتسبب في أحداث جسيمة أو خسائرها العسكرية في لبنان وغزة وتعتيم على تلك الخسائر أمام المجتمع الإسرائيلي .
ثبات الصحفيين الفلسطينيين تكشفه استمرار خروج الصور والفيديوهات من داخل قطاع غزة، وكذلك الضفة الغربية والقدس، حول عمليات القتل والحرق والجثث المنتشرة في الشوارع، الحصار على البلديات الفلسطينية وهدم المنازل، رغم قتل واعتقال العشرات وتهديد المئات فإن هذا لم يؤثر على معنويات الصحفيين أو يجعلهم يتوقفون عن نقل حقيقة الواقع المأساوي.
استشهاد شقيقه لم يوقفه عن نقل واقع المجازر بغزة
من بين تلك النماذج هو الصحفى الفلسطيني باسل خير الدين، الذي استشهد أحد أشقائه وهو يعمل مصورا صحفيا أيضا داخل قطاع غزة، وما زال حسام يعاني من حصار الاحتلال وتعرضه لمخاطر تهدد حياته خلال تغطيته للمجازر التي يرتكبها الاحتلال بالتحديد في مدينة بيت لاهيا، ورغم استشهاد شقيقه أحمد، لكن هذا لم يدفعه للتوقف عن أداء رسالته في كشف جرائم هذا الاحتلال.
وخلال شهادته يؤكد باسل خير الدين، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين استشهدوا داخل منازلهم بين أسرهم أثناء النوم أو التواجد في المنزل، لأن الاحتلال يستهدف المنازل بيمن فيها من صحفيين وعائلاتهم وأزواجهم وأبنائهم وكل من في المنزل دون إنذار، بالإضافة إلى استهداف للمقرات الصحفية والمؤسسات الصحفية والإعلامية يتم استهدافها بشكل مباشر في هذه الحرب .
استهداف 600 منزل للصحفيين في غزة
وبحسب تقرير لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين، فإن الاحتلال دمر 73 مؤسسة إعلامية في قطاع غزة، بينهم 21 إذاعة محلية، 3 أبراج بث، 15 وكالة أنباء، 15 فضائية، 6 صحف محلية، و13 مكتب خدمات إعلامية وصحفية.
ويواصل باسل خير الدين الحديث عن فقدانه لشقيقه الذي استشهد خلال عمله، قائلا :"هناك أفراد من أسرتنا استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وشقيقي أحمد المصور بقناة القدس اليوم، رفيق الدرب استشهد، وتم قصف منزلي واستشهد بعض أفراد عائلتى".
الصحفى الفلسطيني سامي شحادة
الصحفيين الفلسطينيين تخاطب الاتحاد الدولي بشأن تحريض الاحتلال ضد زملائنا في غزة
خطوات قانونية بدأت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في اتخاذها لمحاولة حماية أبنائها في غزة والضفة الغربية، في ظل الاستهداف المباشر، وهو ما يؤكده الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، بأن النقابة اطلعت الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الدولية على التحريض الإسرائيلي ضد صحفيي غزة وهو يشكل خطورة على الصحفيين ومحيطهم".
ويضيف "الأسطل"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون لتهديد مباشر بالقتل واستهداف من يعملون بمؤسسات صحفية معروفة الذين أصبحوا مهددين مع عائلاتهم وزملائه وحتى مصادرهم ومن يتعاملون معهم وبالتالي هذا يشكل خطورة إضافية على العمل الصحفي".
ويوضح أن استهداف الاحتلال للصحفيين في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف من بداية العدوان وقبله وأصبح يتصاعد بشكل خطير حتى وصل الآن إلى ما يقرب من 190 شهيدا وعشرات الإصابات، لافتا إلى أن عمليات التحريض الإسرائيلية على الصحفيين تتزامن مع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة من أجل تبرير ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق الصحفيين.
"الاحتلال يستهدف الصحفيين الفلسطينيين لمنعهم من نقل الحقيقة إلى العالم سواء بالاستقرار المباشر أو الاستهداف بالميدان أو مع العائلة، حيث استشهد العشرات من أقارب الصحفيين خلال استهدف منازلهم"، هنا يفسر تحسين الأسطل سبب تصاعد تحريض الاحتلال على الصحفيين وأسرتهم، مشيرا إلى أن الاحتلال دمر منازل الصحفيين في كل أماكن التوغل، حيث تم تدمير أكثر من 600 منزل لزملاء صحفيين، وكذلك أجبر أكثر من 1100 صحفي على النزوح الإجباري وترك منازلهم، محملا إسرائيل المسؤولية عن هذه الجرائم، وداعيا المجتمع الدولي لحمايتهم والتحقيق في هذه الجرائم ووقفها واتخاذ إجراءات عملية من أجل توفير الحماية .
الضحفيى ضياء الكلحوت بعد الإفراج عنه
الاحتلال يقتل الصحفيين لمنع وصول الحقيقة للعالم
شهادة أخرى يؤكدها لؤى الغول، مدير نقابة الصحفيين فى غزة، بشأن تعمد الاحتلال قتل الصحفيين لمنع وصول الحقيقة للعالم، مشيرا إلى أن ما يحدث للجماعة الصحية الفلسطينية في هذا العدوان هو أكبر عدد لقتل واستهداف الصحفيين وتدمير المؤسسات الصحفية والإعلامية على مر التاريخ، في ظل استهدافهم بشكل مباشر وبصورة وحشية.
ويضيف لؤي الغول، أن الاحتلال لا يكتف بقتل الصحفي، بل أيضا يستهدف أسرته، مثلما حدث مع الصحفي وائل الدحدوح الذي استهدف الاحتلال أسرته وبعدها استهدفوه شخصيا وبعد ذلك استهدفوا ننجله حمزة وائل الدحدوح، واصفا إسرائيل بالدولة المجرمة التي لا تعترف بكل المواثيق والأعراف الدولية ولا تحترم حقوق الإنسان وتدعي الديمقراطية.
اعتقال الصحفيين الفلسطينيين
في 24 أكتوبر الماضي، أصدر التجمع الصحفي الديمقراطي بيانا يدين فيه اعتقال الاحتلال للصحفي أسامة الدريني، مراسل إذاعة صوت الشعب، في منطقة الشيخ زايد شمال غزة، محملا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة حياة الدريني، الذي استمر في أداء واجبه الصحفي بشجاعة رغم الظروف الصعبة والتهديدات المستمرة، حيث جاء اعتقاله في إطار حملة متصاعدة ضد الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي وارتكاب 1600 جريمة وانتهاك جسيم بحق الصحفيين ووسائل الإعلام.
اعتقال صحفيان فلسطينيان
وخلال البيان، أكد التجمع الصحفي الديمقراطي أن المحكمة الجنائية الدولية فشلت في أداء دورها بمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والشعب الفلسطيني، في حين أن المجتمع الدولي إما تواطأ أو تخاذل عن اتخاذ خطوات ملموسة لحماية الصحفيين في مناطق النزاع، مشيرا إلى استمرار الصحفيين في أداء مهامهم رغم القمع والاعتقالات، والحقيقة لن تُطمس بفضل تضحيات الصحفيين الفلسطينيين.
طبيعة الاتهامات الإسرائيلية للصحفيين الفلسطينيين
في هذا السياق يؤكد ثائر قريدح، المتحدث باسم هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال ضد الصحفيين في قطاع غزة هي اعتقالات تأخذ شكلا عقابيا جماعيا وعدوانيا، موضحا أن طبيعة الاعتقالات تؤكد أن هناك جريمة كبيرة يرتكبها الاحتلال ضدهم مثلما يفعل مع الفلسطينيين في قطاع غزة .
ويشرح المتحدث باسم هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، كيفية اعتقال الاحتلال لسكان القطاع ومن بينهم الصحفيين، حيث يتم تجميع المواطنين في أماكن معينة ونقلهم عبر سيارة عسكرية إلى أماكن لتجمع الجيش ويتم إخضاعهم لتحقيقات مدنية، ثم يتم الإفراج عن بعضهم وينقل بعضهم لأماكن سرية.
ويشير "قريدح"، إلى أن أشكال وطبيعة الاعتقالات تؤكد أن هذا الاحتلال ينكر إنسانية المواطن الفلسطيني وعملية الاعتقال بهذا الشكل والنهج مخالفة لكل القوانين الدولية، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي صعد من هجمته على الصحفيين منذ بداية حرب الإبادة ونفذ العشرات من الاعتقالات في صفوف الصحفيين.
ويوضح المتحدث باسم هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، التهم التي توجه للصحفيين داخل سجون الاحتلال وهي التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التحريض من خلال البرامج التليفزيونية، لافتا إلى أن هناك جزء أخر من الاعتقالات وهو الاعتقال الإداري الذي يسعى من خلاله الاحتلال لمحاولة ردع الصحفيين عن سرد الحقيقة عبر هذه الهجمة على الصحفيين بشكل عام .
شهادات صحفيين تعرضوا للتعذيب والترهيب في سجون الاحتلال
فيما نقلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، خلال تقريرها بشأن عمليات الاعتقال التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين، شهادات لصحفيين فلسطينيين تعرضوا للتعذيب داخل سجون الاحتلال، بينهم الصحفي معاذ إبراهيم عمارنة، الذي فقد عينه اليسرى أثناء تغطيته المواجهات الشعبية السلمية في قرية صوريف شمال غرب الخليل عام 2019 بسبب استهداف مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما في 16 أكتوبر 2023، اعتقلته الاحتلال.
الصحفى الفلسطيني معاذ العمارنة بعد إخلاء سبيله
وخلال شهادته يقول معاذ عمارنة: "عندما وصلت إلى سجن مجيدو، تعرضت لعنف شديد واعتداء جسدي، ضربوني على رأسي حتى فقدت الوعي، وعندما استعدت وعيي، وجدت نفسي أمام ضابط إسرائيلي يحاول إيقاظي. طلبت أن يتم نقلي إلى المستشفى بسبب إصابة قديمة في رأسي واحتياجي للعلاج من السكري. تم رفض طلبي، وتركوا لي الألم ليشتد. في لحظة ما، كنت أخشى أن أجد نفسي في "الحقيبة السوداء"، قبل أن أتمكن من رؤية الطبيب لأول مرة بعد أربعة أشهر".
شهادة أخرى كانت الصحفية المقدسية روز الزرو، التي حكت أيضا تفاصيل اعتقالها حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزلها في 9 سبتمبر الماضي، مما تسبب في حالة من الترويع والترهيب للعائلة وخاصة طفلها الصغير، وكسر جنود الاحتلال أغراض المنزل وحاصروه بعدد كبير من أفراد الشرطة الإسرائيلية، حيث تقول :"صادر الاحتلال كل بطاقات الصحافة التي بحوزتي، وجواز سفري، وتم نقلي إلى معتقل المسكوبية حيث أمضيت يوما كاملا في تحقيق قاس"، لتقرر بعدها شرطة الاحتلال الإفراج عنها بكفالة مالية 6000 شيكل، وشروط الحبس المنزلي لمدة 8 أيام.
الصحفية روز الزرو
أيضا هناك شهادة رشا إبراهيم، زوجة الصحفي الفلسطيني المعتقل، محمود فطافطة، والتي وصفت أيضا وضع الأكل في السجن قائلة: "الأكل قليل كمًّا وسيئ نوعًا، عدد من الأسرى كانوا يفضلون البقاء بالجوع على أن يتناولون من الطعام المقدم".
الاحتلال يخفى الصحفيين الفلسطينيين قسريا
الأمر لم يتوقف عند الاعتقال والقتل ومصادرة الأدوات الصحفية والتحريض فقط، بل أيضا اتبع الاحتلال أسلوب الإخفاء القسري ضد بعض الصحفيين، بحسب ما كشفه تقرير نقابة الصحفيين الفلسطينيين في 7 أكتوبر الماضي، بتعرض صحفيين إثنين من قطاع غزة للإخفاء القسري منذ 7 أكتوبر 2023، وهما الصحفيان نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، حيث رفضت سلطات الاحتلال تقديم أي معلومات عن مكان وجودهما كما هو الحال مع آلاف الأسرى الذين تم اعتقالهم من غزة وترفض سلطات الاحتلال السماح لمحاميهم والمنظمات الدولية بزيارتهم.
القانون الدولى يجرم الإخفاء القسري، حيث وفقا للإعلان المتعلق بحماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري، الذي اعتمدته الجمعية العامة في قرارها 133/47 في 18 ديسمبر 1992 بوصفه مجموعة مبادئ واجبة التطبيق على جميع الدول، فإن الاختفاء القسري يحدث عند القبض على الأشخاص واحتجازهم أو اختطافهم رغما عنهم أو حرمانهم من حريتهم على أي نحو آخر على أيدي موظفين من مختلف فروع الحكومة أو مستوياتها أو على أيدي مجموعة منظمة، أو أفراد عاديين يعملون باسم الحكومة أو بدعم منها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو برضاها أو بقبولها، ثم رفض الكشف عن مصير الأشخاص المعنيين أو عن أماكن وجودهم أو رفض الاعتراف بحرمانهم من حريتهم، مما يجرد هؤلاء الأشخاص من حماية القانون".
التحرش بالصحفيات المعتقلات
وصلت جرائم الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين، بتورط جنودها في التحرش بالصحفيات الأسيرات في سجون الاحتلال، وهو ما نقلته نقابة الصحفيين الفلسطينيين خلال تقريرها عن شهادة الصحفية إخلاص صوالحة التي أكدت أنها تعرضت للتفتيش العاري مرتين في سجن رامون، وفي سجن دامون خضعت لتفتيش عارٍ خمس مرات، سواء عند الدخول أو الخروج من السجن، بالإضافة إلى تعرضها لتفتيش عار أربع مرات أخرى أثناء عمليات النقل من سجن لآخر، وهناك فتيات صغيرات خضعن للتفتيش العاري بشكل جماعي في سجن هشارون، حيث يطلب جنود الاحتلال من الأسيرات منهم التعري، وفي إحدى المرات، ضربتها المجندة وهي عارية بحذائها المطعم بقطع من الحديد.
الصحفية إخلاص الصوالحة وزوجها
الصليب الأحمر لم ينقم بزيارات منذ 7 أكتوبر
كما نقلت لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، عن الصليب الأحمر الدولى تأكيده وجود 8500 مواطن فلسطيني من قطاع غزة مفقودين، ولا تستطع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التعرف على مصيرهم، قائلا إنه وفقًا للقانون الإنساني، فإن اعتقال الصحفيين يعتبر انتهاكًا خطيرًا لاتفاقيات جنيف، ومثل هذه الأفعال تزعزع الحماية الأساسية الممنوحة للصحفيين في مناطق النزاع، ونحن نراجع حاليًا هذه الانتهاكات بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان المساءلة والتمسك بمبادئ القانون الدولي.
الصحفيون الفلسطينيون الأسرى في غزة والضفة
شروط الافراج بعد الخروج من سجون الاحتلال
كما واصلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين نقل شهادات صحفيات أفرج عنهن من سجون الاحتلال، بينهم الصحفية المقدسية لما غوشة، التي كشفت عن تجربتها القاسية في الحبس المنزلي، قائلة: "في 14 سبتمبر، حولنى شرطة الاحتلال لسجن الدامون، وعندما وصلت لسجن الدامون برفقة الأسيرات الفلسطينيات هناك، عرفت عن قرار الإفراج المشروط عني وبدأت مرحلة جديدة من الحبس المنزلي المفتوح بدون سقف زمني، وكان الشرط دفع غرامة مالية بقيمة 50 ألف شيكل، ومنعي من الاتصال والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الإنترنت، حتى أن وجود أجهزة مثل الهواتف الذكية والتلفاز الذكي في البيت كان ممنوعا، ولأنني كنت أعيش في كفر عقب، وهي منطقة جغرافية لا توجد فيها سيطرة أمنية كاملة، قرروا نقلي إلى بيت أهلي في الشيخ جراح، نظرًا لأن الشيخ جراح منطقة ذات سيطرة أمنية عالية، تم التأكد من أن والدي ووالدتي، اللذين هما متقاعدان، يمكنهما التواجد في البيت لمدة 24 ساعة كمراقبين نيابة عن الاحتلال".
مستوطنون يعتدون على صحفى فلسطيني
أيضا هناك شهادة الصحفية سمية عزام جوابرة، المقيمة في نابلس بالضفة، والحامل في الشهر السابع، حيث تعرضت للاعتقال في 5 نوفمبر 2023 بسبب منشوراتها على موقع التواصل الاجتماعي، ثم الإفراج عنها بشروط حبس منزلي مفتوح وغير محدد بسقف زمني، بشرط عدم استخدام الإنترنت، والإجراءات القانونية ضدها لا تزال مستمرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة