يُعد موقع اليوم السابع وما يتمخض عنه من إصدارات نموذجًا يحتذى به في الإعلام المصري؛ حيث يسهم في التغطية التامة والمكتملة للأخبار في المجالات المختلفة وفي شتى الميادين والأماكن؛ فالتغطية تتسم بالشمول والموضوعية، كما أن اليوم السابع يمتاز بالحملات التي تضفي جانبًا ثقافيًا تنويرًا يحتاجه القاصي، والداني، والصغير، والكبير، المثقف، ومن لديه قدر منها، ومن ثم نثمن على وجه الخصوص الحملة التي أطلقها والتي تحمل عنوانًا متفردًا "بلدنا الحلوة".
وفي هذا الإطار أتناول بإطلالة متواضعة السياحة في مصر أم الدنيا، بلدنا الجميلة الرائعة المبهرة في طبيعتها والملهمة لكافة تلون الفنون والثقافات والتي في خضمها تتفجر الابتكارات وتنهمر الإبداعات وعلى أرضها يعيش شعب له حضارة غائرة في تاريخ الأمم وله أمجاد سرت لها بطولات وملاحم، وتعد ثقافته مليئة بزخم يرقى بالوجدان ويشار إليها بالبنان.
وندرك أن السياحة من الروافد الرئيسة لبلادنا المليئة بالخيرات من طبيعة ساحرة وميراث تاريخي متواتر وأماكن مقدسة وأخرى متفردة تقدم العلاج، وغير ذلك من أنماط السياحة التي من خلالها تتحقق المتعة والترفيه والاستجمام الذهني والروحي، والنفسي، والعقلي، والبدني.
والسياحة لا يتوقف عليها الرافد المادي؛ لكنها تُشكّل وسيلة للاتصال الثقافي والحضاري الذي يساعد على تكوين الشخصية القوية وتقليل المسافات بين الشعوب، وبواسطتها يتم التعرف على الأنماط المتباينة من صور العلاقات الاجتماعية أو ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، كما أنها تُمثِّل رافدًا ماليًا واقتصاديًا مهما للأوطان.
وبلدنا الجميلة صاحبة التاريخ تتعدد فيها أنماط السياحة لتشمل السياحة الدينية والثقافية وسياحة الآثار والسياحة الرياضية والشاطئية والساحلية والعلاجية وسياحة المنتجعات الصحية والترفيهية والترويحية وسياحة المشتريات، بالإضافة إلى السياحة التعليمية وما تشمله في طياتها من سياحة المؤتمرات والندوات العلمية وهنالك سياحة المهرجانات التي ابتكرتها المدن الذكية على أرض المحروسة.
وأود أن أتناول في طيات حديثي ما تقوم به الدولة المصرية ومؤسسات الوطنية بدعم وتوجيه رئاسي حيال تطوير القطاع السياحي في شتى ربوع المحروسة؛ حيث تستهدف تقديم خدمات متكاملة تسهم في الجذب السياحي من خلال السعي المتواصل تجاه عمليات التوسع المستمرة وفق مخطط استراتيجي يتمخض عنه توفير مقومات واحتياجات ومتطلبات هذا القطاع المهم.
وجميعنا يدرك ما يسهم به هذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني؛ حيث يُشكل موردًا اقتصاديًا من موارد الدخل القومي للبلاد؛ إذ يساعد بنموه المضطرد في تحسين ميزان المدفوعات، ويُعدّ من روافد توفير النقد الأجنبي، ويخلق المزيد من فرص العمل المتنوع، مما يحد من البطالة، ويعمل على تحقيق زيادة الدخول ورفع معدلات الأداء للاقتصاد من خلال تنشيط الدورة الاقتصادية.
وثمرة التنشيط السياحي المستهدف من قبل الدولة ومؤسساتها يرمي قطعًا إلى العمل الممنهج والمخطط بشأن تحسين مستوى المعيشة وتحقيق جودة الحياة؛ بالإضافة إلى تنمية الحياة الاجتماعية والثقافية لأفراد المجتمع، وكغيره من القطاعات الاقتصادية يواجه تحديات جمّة على رأسها السعي المستمر نحو استحقاق الريادة والتنافسية على مستوى سوق السياحة الدولي.
وقد أكد فخامة الرئيس على ضرورة أن تكون هناك آليات تطبيقية تسهم في صناعة السياحة بكل أنماطها وصورها في مصر كي تحقق فلسفة القدرة التنافسية في عرض ما يسهم في تنمية هذا القطاع الحيوي على أرض الواقع، بما يستهدف جذب أكبر عدد من السائحين، ومن ثم يتطلب الأمر الزيادة المضطردة للغرف الفندقية وجودة الخدمة وتقديم برامج ترفيهية وتثقيفية تساعد في خلق بيئةٍ سياحيةٍ ذات ريادةٍ في كافة المناطق السياحية المصرية.
وفي هذا الإطار يتوجب علينا أن ندرك أهمية الوعي السياحي في بلدنا الجميل؛ إذ يشكل أهميةً لتعريف المجتمع وخاصة فئة الشباب بأهمية هذا القطاع الحيوي الذي يمثل أحد شرايين الاقتصاد، كون السياحة لها آثارٌ إيجابيةٌ عديدةٌ على البلاد؛ إذ يتعرف السائح على ملامح الحضارة وما تتضمنه الطبيعة المبهرة بأرجاء الوطن؛ فتنتقل الصورة الإيجابية وينمو القطاع السياحي، ويجذب من خلاله الاستثمارات الأجنبية التي تستهدف المناطق السياحية المتميزة، ومن ثم ينبغي العمل على حماية مقدراتنا السياحية من مصادر التلوث وآثار التغيرات المناخية.
نشيد بالغايات التي أعلنت عنها حملة بلدنا الحلوة بشأن التنشيط والترويج السياحي، وضمان نجاح ذلك يتوقف على توافر الوعي السياحي الذي من شأنه يساعد الفرد على أن يضفي اللمسات الفنية في كل ما يقدمه ويعبر من خلاله عن ثقافة وحضارة الدولة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
عصام محمد عبد القادر أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر