أشارت دراسة بحثية مثيرة للقلق، إلى أن تناول الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة قد يجعلك أكثر عرضة للإصابة بمرض ترقق العظام المنهك.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنه قد تعرضت الأطعمة المحملة بالمواد المضافة مثل رقائق البطاطس والحلويات للانتقادات على مدى عقود من الزمن بسبب مخاطرها المفترضة، مع ربط العشرات من الدراسات بينها وبين مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والسرطان.
وقد دعا الخبراء أيضًا إلى إزالة الأطعمة فائقة المعالجة (UPF) - أي شيء صالح للأكل يحتوي على مكونات صناعية أكثر من المكونات الطبيعية - من الأنظمة الغذائية.
والآن، اكتشف علماء أمريكيون تابعوا أكثر من 600 أمريكي يعانون من زيادة الوزن، أن أولئك الذين تناولوا المزيد من الوجبات السريعة كان لديهم كميات أكبر من الدهون المخزنة داخل عضلات الفخذين، إن كمية السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة لم تحدث أي فرق في التأثير.
حتى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات غير المشبعة أثرت على جودة العضلات بغض النظر عن مقدار التمارين الرياضية التي قام بها المشاركون.
وزعم الفريق أن النتائج التي توصلوا إليها تعكس دعوات للحد من أنواع معينة من الوجبات السريعة وحذروا من أن ارتفاع كميات الدهون في عضلة الفخذ يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام في الركبة .
وقالت الدكتورة زهرة أكايا باحثة في الأشعة والتصوير الطبي الحيوي في جامعة كاليفورنيا والمؤلفة المشاركة في الدراسة، "إن الجديد في هذه الدراسة هو أنها تبحث في تأثير جودة النظام الغذائي، وتحديداً دور الأطعمة فائقة المعالجة UPFs فيما يتعلق بالدهون العضلية في عضلات الفخذ التي يتم تقييمها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي.
وفي الدراسة، تم سؤال 666 بالغًا، متوسط أعمارهم 60 عامًا ومؤشر كتلة الجسم لديهم 27، عن نظامهم الغذائي اليومي وأُجريت لهم فحوصات بالرنين المغناطيسي، حوالي 40 % من الأطعمة التي تناولوها في العام الماضي كانت فائقة المعالجة.
لقد وجد الباحثون أنه كلما زاد استهلاك الأشخاص لمنتجات الوجبات السريعة فائقة المعالجة، زادت الدهون العضلية الموجودة في عضلات الفخذ، بغض النظر عن كمية الطاقة التي يتناولونها - أي عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها، وسيتم تقديم البحث كاملا في المؤتمر السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية في شيكاغو اليوم.
وقالت الدكتورة أكايا، "في فئة البالغين المعرضين لخطر الإصابة بهشاشة العظام في الركبة أو الورك، يرتبط استهلاك منتجات الوجبات السريعة بزيادة الدهون داخل عضلات الفخذ، وظلت هذه النتائج صحيحة بغض النظر عن محتوى الطاقة الغذائية، أو مؤشر كتلة الجسم، أو العوامل الاجتماعية والديموجرافية، أو مستويات النشاط البدني.
وأضافت، إنه لقد كان استهداف عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، وخاصة الوقاية من السمنة من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة التمارين الرياضية الكافية، هو الركيزة الأساسية للإدارة الأولية لمرض هشاشة العظام في الركبة، مضيفة، "يعتبر هشاشة العظام مشكلة صحية عالمية متزايدة الانتشار ومكلفة".
يقسم نظام نوفا، الذي طوره علماء في البرازيل منذ أكثر من عقد من الزمان، الطعام إلى 4 مجموعات بناءً على كمية المعالجة التي خضع لها، تشمل الأطعمة غير المعالجة الفاكهة والخضروات والمكسرات والبيض واللحوم، تشمل المكونات الطهوية المعالجة ــ والتي لا تؤكل عادة بمفردها ــ الزيوت والزبدة والسكر والملح.
وحذروا من أن زيادة كميات الدهون في عضلات الفخذ قد تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام في الركبة، و نظرًا لأن هذه الحالة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسمنة واختيارات نمط الحياة غير الصحية، فهناك طرق محتملة لتعديل نمط الحياة وإدارة المرض.
يستخدم المصطلح الشامل الأطعمة فائقة المعالجة، UPFs، لتغطية أي شيء صالح للأكل مصنوع من الملونات والمحليات والمواد الحافظة التي تعمل على إطالة مدة الصلاحية.
ويعتقد ان هذه الوجبات فائقة المعالجة تكلف هيئة الخدمات الصحية الوطنية حوالي 6.5 مليار جنيه إسترليني سنويًا لعلاج الأمراض المرتبطة بالوزن مثل مرض السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
يعيش 3.5 مليون شخص مع مرض هشاشة العظام في المملكة المتحدة، ولكن غالبًا ما يُعرف هذا المرض بـ "المرض الصامت" حيث لا تظهر أي أعراض حتى يتعرض الشخص للكسر، نصف النساء وواحد من كل 5 رجال فوق سن الخمسين يعانون من كسر، غالبا في العمود الفقري أو الوركين، بسبب المرض، الذي يجعل العظام هشة للغاية بحيث يمكن أن يحدث الكسر بسبب السعال أو العطس، وتعد هذه الكسور رابع أكبر سبب للإعاقة والوفاة المبكرة في المملكة المتحدة.