فى عام 1929 ولد أحمد فؤاد نجم، ذلك الفتى الذى كانت حياته فى كل مراحلها علامة على المراحل التى مر بها المجتمع المصرى، حيث ارتبط به وناضل فقط لكي يبقى على قيد الحياة فبقي، كان ابنا لضابط شرطة، مات عنه وهو طفل من بين سبعة عشر ابنا لم تبق منهم سوى خمسة، وبعد أن مات أبوه بدأت رحلة نضاله التي انتهت به في ملجأ للأيتام، خرج منه ليعمل في كل ما أمكنه صنعه من رعاية الماشية أو العمل فى معسكرات الجيش الإنجليزى؛ متنقلاً بين مهن كثيرة منها: كواء (مكوجى)، ولاعب كرة، وبائع، وعامل إنشاءات وبناء، وترزى، وفي فايد، وهي إحدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز، التقى بعمال المطابع الشيوعيين، وكان في ذلك الوقت قد عَلَّم نفسه القراءة، والكتابة، وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى، كما اشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946م، وتشكلت في أثنائها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.
وهي الفترة التي بدأ فيها تثقيف نفسه بالقراءة فبدأ في اكتشاف نفسه واكتشاف رؤيته للعالم من حوله، وأيا كانت حكاياته الكثيرة التى تكون سيرته الشخصية فقد شكلت في ذاتها مؤشرا مهما على أحداث تاريخية انعكست عليه وتأثر بها وواجهها.
كان شعر أحمد فؤاد نجم دائما تعبيرا عن صوت الشعب فقد مثل درجة خاصة بين التعبير الأدبي الرسمي الطليعي والتجريبي من ناحية والأدب الشعبي المعبر عن معاناة أقرانه من المصريين من ناحية أخرى فصار درجة تعبيرية في ذاتها تجمع بين انطلاق الإبداع ومرارة السخرية التي امتلأت بها قصائده لتعبر بصدق عن روح هذه الأرض، فلم يكن مقبولا من كل سلطة شعر أن تمرده عليها واحدا من مهامه التي يقوم بها ليضمن لهذا الوطن مستقبلا أفضل.
لهذا كان شعر نجم صادما في أغلبه، يسمي الأشياء بأسمائها ولا يناور ولا يختبئ خلف مجازات يراها فارغة حين يضيق الوقت عن هذه المناورات، فقد ظهر في وقت امتلأ بالأزمات والمنعطفات التي رأى أن عليه أن يقول فيها، معتمدا على أن قوله وصراحته سوف يحميها أولئك الفقراء الذين تم اختياره سفيرا لهم من قبل الصندوق العربي لمكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة عام 2007.
لهذا وعلى الرغم من مرور تلك الأعوام على رحيله فقد ظل الفاجومي صوتا صارخا ساخرا، قدم كثيرا على مستوى شكل القصيدة المصرية لكنه في الوقت نفسه حافظ على مهمته الأساسية في التعبير الصادق عن هموم وطنه.