مصرية وافتخر بوطني وبلدي الحبيبة مصر صاحبة التاريخ والحضارة، حيث تعتبر الدولة المصرية، من الدول التي احتضنت العديد من الحضارات، وهي مهد الحضارة الفرعونية، وحاضنة الحضارة اليونانية والرومانية، وحامية الحضارة القبطية، ومنارة الحضارة الإسلامية، وهي في مجملها تمثل الريادة في الابتكار والعمارة والفن والفكر والعلم مما أذهل العالم أجمع، وأكد عظمتها المبهرة وعمق ثقافتها وثابت وتمدد جذورها في تاريخ الأمم.
وتولي القيادة السياسية الرشيدة والحكومة المصرية أهمية كبيرة لتنمية السياحة، باعتبارها أحد أهم روافد اقتصاد الدولة، وتشجيع الاستثمار السياحي لتلبية متطلباتها وتحديد التحديات أو المعوقات التي تواجهها وتذليل كافة العقبات المحتملة، والنهوض بعمل القطاع السياحي وتقديم الدعم اللازم له من حيث المبادرات والحوافز، وقد الزمت الدولة ببناء بنية تحتية قوية للاستثمار السياحي الجيد في قطاع السياحة، وتعمل الدولة جاهدة على استغلال الموارد والإمكانيات لتطوير المرافق والخدمات السياحية، انطلاقاً من التفكير الاستراتيجي، لتحقيق التنمية المستدامة للسياحة في جميع أنحاء الدولة، بالإضافة إلى التركيز على الوعي السياحي والتسويق الداخلي والخارجي والتعريف بخصائص كل منطقة جذب سياحي والخدمات التي تقدمها بهدف جذب السياح بميزة تنافسية أكبر على المستوى الإقليمي والعالمي.
وهناك سعي دؤوب للاهتمام والعناية بالحضارة المصرية، من أجل الحفاظ عليها والإضافة لها وتنمية القطاع السياحي للتعريف بها وبعراقتها وعظمتها؛ وفي هذا الصدد تم اطلاق حملة (بلدنا الحلوة) وهي مبادرة مميزة تهدف إلى تنشيط السياحة المصرية من خلال تسليط الضوء على جمال وتنوع المعالم السياحية والثقافة المصرية، وتتسم الحملة بأسلوب مبتكر وشيق يساهم في جذب السياح علي المستوي المحلي والدولي، وتعتبر خطوة مهمة في دعم السياحة المصرية بطرق مختلفة، وتنمية السياحة الداخلية من خلال إبراز المقاصد السياحية المتنوعة في مصر، وتشجيع المواطنين على زيارة المعالم السياحية والأثرية في مختلف المحافظات.
وتسعى الحملة إلى إبراز جمال وعظمة المزارات السياحية المصرية عبر الوسائل التقليدية والتكنولوجية والمنصات المختلفة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتسويق الإلكتروني؛ لتسليط الضوء على الخدمات السياحية المختلفة مما يساعد في نشر الوعي بالمجتمع، حول التراث الحضاري والسياحي والثقافي والطبيعي للبلاد من خلال الترويج للمقاصد السياحية، وللمنتجات السياحية كما يشارك القطاع الخاص بشكل كبير في دعم الحملة من خلال تقديم عروض وباقات سفر متنوعة وبأسعار مخفضة، مما يسهم في توفير تجارب سياحية جديدة ومتنوعة.
ويُعد مشروع (Project Revival)، جزء من حملة بلدنا الحلوة ويتضمن المشروع إحياء التاريخ المصري القديم باستخدام تقنيات الواقع المعزز، مما يقدم تجربة مميزة وفريدة للزوار في المتاحف وجميع المناطق السياحية وتنشيط سياحة اليوم الواحد، مما يساعد في جذب المزيد من الحركة السياحية على مدار العام ويعزز من العائدات الاقتصادية للقطاع السياحي.
وتسلط الحملة الضوء على تنوع المظاهر السياحة وإبراز جمال الطبيعة والمواقع التاريخية، من الأهرامات إلى سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط ونهر النيل العظيم، مما يعكس ثراء التراث المصري، كما اعتمدت على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة في التسويق، مما ساعد في الوصول إلى جمهور واسع وبطرق تفاعلية، والترويج للثقافة المحلية بتسليط الضوء على الفنون والحرف اليدوية والمأكولات التقليدية والتراث الشعبي، لتعزيز الفخر بالهوية المصرية، وتشجيع المواطنين على المشاركة المجتمعية في التنشيط السياحي وزيارة المعالم السياحية والمشاركة في الفعاليات وتنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية في مختلف المدن يمكن أن يجذب المزيد من السياح ، مما يقوي من روح الانتماء والتعاون.
وتسعى الحكومة المصرية إلى نقل صورة المنتج السياحي المصري بشكل متكامل ومستدام، وابتكار عوامل جذب لمختلف الوجهات السياحية في جميع أنحاء العالم من خلال سوق السياحة الدولي، وهو السوق الذي لم يعد لديه عوائق أمام التنمية وأصبح الآن فريدًا من نوعه بمكوناته في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والمجتمع الدولي ومن ثم يساعد في تنمية القطاع السياحي في تلبية احتياجات شريحة كبيرة من السياح الدوليين، وبالتالي تحفيز مشاركتهم في التجربة السياحية والاستمتاع بمعالمها.
وقد هدف التوجيه الرئاسي إلى تطوير المناطق الأثرية ونقل بعضها للحفاظ عليها، ومن مظاهر هذا الاهتمام ما حدث من نقل المومياوات الملكية من متحف مصر القديمة بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، في موكب ضخم جذب اهتمام العالم أجمع، وعبر هذا الموكب بوضوح عن عظمة ملوك مصر والصورة السامية التي نقلوا بها، مما دلل على امتداد الحضارة المصرية واتساعها في الجمهورية الجديدة، كما دل على رؤية واضحة للتطور والتجديد، وإن ازدهار البلاد يتوافق مع تاريخ الحضارة المصرية.
وتتجلى الرؤية المستقبلية للحفاظ والتعريف بحضارتنا العظيمة في أهمية التجديد الثقافي الذي يجمع بين الحفاظ على التراث وإحياء مكوناته، فقد ساهمت مؤسسات الدولة، الرسمية وغير الرسمية، في هذا التطوير الحضاري، مدفوعةً بفهم عميق لأهمية هذا التجديد الذي يأسر الأنظار ويحفز الأقدام نحو الاكتشاف والتحليل؛ لما تتضمنه مفردات ثقافتنا العريقة، من موروثات أثرية وسياحية، تعكس حرص القيادة الرشيدة على تعزيز الحضارة المصرية.
مما يسهم في تحقيق مكاسب معنوية واقتصادية، فالدولة المصرية، باعتبارها قبلة السياحة العالمية، تمثل مركزًا للمهتمين بالحضارات، مما يجعلها وجهة فريدة للزوار من جميع أنحاء العالم، وتتطلب هذه الرؤية تكامل الجهود للحفاظ على الهوية الثقافية وتنمية قيم التراث، وتوعية الأجيال القادمة بأهمية الحضارة المصرية وتأثيرها على المستوى العالمي، كما تربط ثقافتنا الغزيرة والمتنوعة بين حضارتنا القديمة والمتجددة، وتعكس القيم التراثية المتأصلة بوجدان الشعب المصري، وتُظهر هذه القيم تحضر المجتمع ورقيه على مر العصور، وتحمل تاريخًا مليئًا بالفخر من خلال موروثاته الثقافية، مثل القطع الفنية والأثرية، التي تتطلب صيانة وحماية من الدولة بمؤسساتها المختلفة، مما يسهم في بناء جسر بين الماضي والحاضر لبناء مستقبل واعد.
ونؤكد أن قوة ورسوخ الأوطان تبدأ من حضارتها وثقافتها وتاريخها، وما يتضمنه من أحداث شكلت الهوية والقومية وهذا يوضح أهمية الحفاظ على مقدرات بلدنا الحبيبة صاحبة الحضارة والتاريخ والمجد على مر العصور، خاصة أمام أي محاولات للمساس بها، ومن ثم تعكس حملة (بلدنا الحلوة) التزام الدولة قيادًة وشعبًا بتنشيط السياحة وتقديم تجربة فريدة رائعة تظل عالقة بالذهن فهي خطوة مهمة نحو تنمية السياحة المصرية وتحفيز الاقتصاد المحلي، مما يستدعي دعمنا جميعًا لتحقيق نجاحها وتحقيق تطلعاتنا نحو مستقبل مشرق مزدهر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر