محمد أيمن

صمود مصرى فى وجه الطوفان.. قراءة فى صراعات الشرق الأوسط والعالم

الخميس، 05 ديسمبر 2024 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أن بدأ العالم يشهد تحولات سياسية كبرى، خاصة مع الحرب الأوكرانية في 2022، أصبحت خريطة التحالفات والتوازنات الدولية أكثر تعقيدًا. هذه التحولات أظهرت ترابطًا مثيرًا بين أجندات الإسلام السياسي والصراعات الجيوسياسية العالمية، في ظل محاولات القوى الكبرى لاستغلال هذه الأدوات لتحقيق أهدافها.

الإسلام السياسي، الذي طالما اعتُبر في صراع مع الأيديولوجيات الغربية، ظهر كلاعب رئيسي في الصراعات الإقليمية والدولية، حيث تم توظيف جماعات مثل "جبهة النصرة" لخدمة مصالح متناقضة ظاهريًا. في أوكرانيا، شكّل إنشاء "الفيلق الدولي" الذي ضم جهاديين، مرتزقة غربيين، وحتى عناصر من النازيين الجدد، صورة واضحة عن التحالفات البراغماتية التي تتجاوز الأيديولوجيات لتحقيق المصالح.
تركيا، بقيادة أردوغان، والتظيم الدولي للإخوان، لعبا دور الوسيط في نقل وتجنيد المقاتلين، معتمدين على دعم مباشر من الناتو وأطراف غربية أخرى، ما يعكس ازدواجية في الخطاب السياسي حول الإرهاب والمصالح.

سوريا نموذج للفوضى المنظمى، حيث تحولت إلى ساحة صراع إقليمي ودولي منذ اندلاع الأزمة، تكشف عن أبعاد أعمق لهذه اللعبة. القوى الغربية والإقليمية استغلت الفصائل المسلحة لإضعاف النظام السوري وحلفائه. التحالفات التي تجمع بين أطراف متناقضة كإسرائيل وبعض الجماعات الجهادية أصبحت أداة لتفكيك المنطقة عبر مشروع تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متفرقة.

في الشمال السوري، تتشابك الأجندات الإسرائيلية والتركية والغربية، حيث تشير عمليات مثل استهداف حلب إلى محاولات لإعادة رسم خريطة النفوذ. هذه التحركات ليست إلا انعكاسًا لصراع أكبر بين روسيا والناتو، حيث تُستغل الجماعات المسلحة كأداة ضغط.

وسط هذا المشهد، تظل مصر ثابتة على موقفها الرافض للتقسيم أو الإخضاع. ورغم الضغوط الاقتصادية والمحاولات الإعلامية لتشويه الإنجازات، استمرت القيادة المصرية في دعم مشروعات البنية التحتية وتحديث الجيش كمصدر قوة وسيادة. هذا الصمود يبرز مصر كحالة فريدة في تاريخ المنطقة، حيث يجمع شعبها بين التنوع والوحدة.

الصراعات الحالية تكشف عن عالم تحركه المصالح الاقتصادية والجيوسياسية. تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على دول "بريكس"، إلى جانب سعي أمريكا لإضعاف المبادرات الاقتصادية الروسية والصينية مثل "طريق الحرير"، يشير إلى تصاعد حرب اقتصادية لا تقل خطورة عن الصراعات العسكرية.

ختامًا، الصراعات الدولية اليوم لم تعد مجرد مواجهات أيديولوجية، بل أصبحت لعبة معقدة تستغل كل الأدوات المتاحة لتحقيق النفوذ. أما مصر، فتبقى نموذجًا للوحدة والصمود، حاملة راية الاستقرار في وجه كل محاولات الفوضى.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة