"فى يوم احتفالى يخرج فيه أهل القرية بالكامل إلى الساحات ويستقبلون الضيوف فى المضايف ويقدمون الموائد والمشروبات ويتابعون منافسات لعبة العصاية".. إنها ليلة التحطيب فى قرية بنبان والتى تأتى احتفالاً بمرماح الخيول أو سباقات الأحصنة كنوع من التراث الشعبى المتوارث بين أبناء القبائل.
"اليوم السابع" انتقلت إلى قرية بنبان التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان لرصد ومتابعة هذا الحدث الاحتفالى والموروث الشعبى كنوع من العادات والتقاليد التى تناقلت عبر الأجيال ويحافظ عليها أبناء القرى فى صعيد مصر.
يبدو المشهد فى القرية وكأنها أيام العيد التى يسبقها التجهيزات والتحضيرات اللازمة لاستقبال الضيوف، فيتم فتح المضايف أو ما يطلق عليه فى القرى "المندرة" و"الخيمة" وهو مبنى اجتماعى يتجمع فيه أبناء القبيلة الواحدة فى القرية خلال المنافسات المختلفة مثل الأعياد والأفراح وكذلك الأحزان، فيتم فرشها وتهيئة أماكن الجلوس والاستراحات والمراحيض بداخلها.
وتبدأ النساء فى البيوت بإعداد الولائم من مختلف الأطعمة ومعها خبيز العيش البلدى الذى يُصنع فى البيوت ويتميز بشكله الكبير، بالإضافة إلى إعداد المشروبات من "الشاى والقهوة والينسون ومختلف العصائر"، بجانب ذلك يتم إعداد الحلوى لتقديمها وتوزيعها على الرجال والأطفال والنساء فى ليلة التحطيب.
وحول ليلة التحطيب، يتم تجهيز الساحات وأماكن الخلاء ليتم فيها فرش الأرضيات وإحاطتها بالفراش المعلق على "العروق الخشبية" ليجلس فيها الحضور ويستمتعون بمبارزات التحطيب بالعصا والتى تتم وسط حلقة الجلوس.
وعن تفاصيل هذه الليلة، تحدث عبد الحليم محمود، من أبناء "آل حتيله" بقرية بنبان لـ"اليوم السابع"، قائلاً، إن ليلة مرماح بنبان هى ليلة قديمة عمرها 200 سنة تقريباً، وكان قديماً يحتفل به الأهالى 15 ليلة من أول شهر شعبان كل عام حتى منتصفه، واستمر على ذلك إلى أن وصل لـ3 ليال خلال فترة ستينيات القرن الماضى.
وتابع، أن كل أهل البلد يحتفلون بقدوم الضيوف من محافظة أسوان والمحافظات المجاورة، فكل بيوت القرية تفتح أبوابها للترحيب بالضيوف من صباح يوم الجمعة حتى صباح يوم الأحد، وتقام فى الليالى احتفالات من لعب العصا والمزمار وكذلك مدائح المداحين وقراء القرآن والذكر، بجانب تواجد ألعاب الأطفال كـ"المراجيح" وغيرها.
وفى السياق، أشار عبد القادر الفكهانى، إلى أن المرماح تراث شعبى متوارث من الأجداد والأحفاد يكملون المسيرة التى تهدف إلى التواصل مع أبناء العمومة فى القبيلة والقبائل الأخرى المقيمين فى أسوان أو خارجها، كنوع من التواصل الاجتماعى بالإضافة إلى المناسبات الأخرى فى الفرح والحزن.
وأضاف أحمد عثمان، من أهالى قرية المنصورية بأسوان، أنه جاء إلى قرية بنبان لأبناء عمومته لحضور احتفالات المرماح وليلة التحطيب، فهدفه التعارف بين أبناء العمومة فى المحافظات الأخرى البعيدة وبالتالى يكون فرصة للتلاقى والتقارب.
وأوضح، أن منافسات الفروسية تكون فى اليوم الختامى، عقب ليلة التحطيب، وتكون الجوائز عبارة عن كؤوس وميداليات وشهادات تقدير، وهى اختلفت عن الزمن القديم الذى كان بدون جوائز وكان جائزته إطلاق اللقب والكلام عن الفارس الأول، وتقلصت عدد الليالى من 3 إلى يوم وليلة، مشيراً إلى أن آل حتيلة فى قرية بنبان يخصصون كأساً كبيراً عليه اسم العائلة وصورة الجد مؤسس المكان والذى كان محباً للفروسية.
واستكمل حسين العمدة، من أهالى قرية بنبان، الحديث عن الاحتفال بليلة بنبان، قائلاً: تتضمن الاحتفالات تناقل الأخبار وتاريخ الاحتفال والليالى والأجداد والخيول، وتعد "صابى بنبان" أو أرض المنافسة من أكبر أراضى المنافسات من حيث المكان والترتيبات والمحافظة على الخيول وتوفير الإمكانيات واللوجستيات للاحتفال بهذه الليلة.
وفى السياق، أشار إلى أن ليالى المرماح والتحطيب تتوالى بين القرى فى محافظة أسوان، وبعد ليلة بنبان بمركز دراو، ستكون ليلة الطوناب فى مركز إدفو، ثم دراو مرة أخرى ثم الكوبانية وهكذا، يتم تدوير الليالى بين القرى على مدار السنة.
وكشف، عن أن هناك طفرة فى الخيول الجديدة، هناك 23 حصان إنجليزى جاءوا إلى القرية من خارج البلاد وتم شراؤهم لدخول المنافسة فى سباقات المرماح وهو الأمر الذى سيشعل المنافسة فى سباقات مرماح الخيول خلال عام 2025.
أثناء-المنافسة
احتدام-المنافسة
أحدهم-يراقب-التحطيب
أرض-التحطيب
اشتعال-المنافسة
الأطفال
الشباب-يوزعون-المياه
المنافسات
أهالى-بنبان
ترحيب
ترقب-شديد
تشجيع-الجمهور
تشجيع-دائم
خبرة-كبار-السن-فى-اللعبة
شباب-القرية
لعبة-العصا
مبارزات-الشباب
منافسة-الخصم