فى عودة للحديث عن التغيرات المناخية الحادة التى تتسارع بملاحقة الأرض ومن عليها وما بباطنها لتشكل خطورة بالغة على حياة البشر أجمعين، كنت قد انتويت بعد زيارة لأوروبا أن أكتب عن المساحات الخضراء الشاسعة التى تتخللها المباني، والتى أعلم جيداً أنها بفعل الطبيعة والمناخ والأمطار المستمرة طوال العام.
ولكن:
هناك من الاهتمام البشرى بهذه الطبيعة الربانية ما يحفظ جمالها ويزيد من غزارتها ويحافظ على سلامة وصحة نموها، وهذا ما كنت أود أن أطرحه، فى مبادرة لزرع "شجرة أمام كل بيت"، فلو تمت توعية المواطنين جيدا بأهمية هذه الشجرة وتلك الرقعة الخضراء التى كلما زادت، أنقذت جزءا من حياة البشر فى مواجهة الزيادة بالانبعاثات الكربونية التى تمتصها النباتات وزيادة نسب الأكسجين الذى يحتاجه الإنسان، أى أنها بمثابة رئة ومتنفس لا غنى عنه، تحديدا بعدما أدركنا أنها ليست فقط مظهر من مظاهر الجمال لكنها سبب من أهم أسباب الحياة.
فماذا لو زرع كل مواطن بكل بقعة من أرض مصر شجرة أمام منزله واعتنى بها، لتزداد الأشجار رغم قلة الأمطار وتتسع البقع الخضراء قدر المستطاع؟
وفى هذا الشأن الخاص بالتغيرات المناخية هناك رجال قد قاموا بمجهودات كبيرة منذ احتدام الأزمة وتفاقم تبعاتها وما زالوا على العهد والالتزام بإتمام المهمة الوطنية باقين وعلى رأسهم السفير مصطفى الشربينى، الذى يساهم بشكل مستمر فى دعم أجندة المناخ من خلال مبادرات تمكين المجتمعات، وتعزيز الابتكار فى سياسات الاستدامة.
والذى كان قد أطلق منذ عامين بالفعل "مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخى"
- ويقول دكتور "مصطفى الشربينى"
إن الغرض العام للمبادرة هو تجميع مليون شاب من الملهمين يمكن أن يحدثوا تغييرا فى المجتمع عن طريق محو الأمية الكربونية، وهو مصطلح يستخدم لوصف الوعى بتغير المناخ، وتأثيرات المناخ على الأعمال اليومية للبشرية.
وأشار إلى أن محو الأمية الكربونية هى المعرفة والقدرة اللازمتان لإحداث تحول إيجابى استجابة لتغير المناخ إذ أننا نستهدف تغيير العادات اليومية للبشر التى تسبب فى إطلاق غازات الاحتباس الحرارى.
ويستهدف البرنامج تدريب 5000 من الشباب والخبراء بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، ليصبح هؤلاء بدورهم مدربين لطلاب الجامعات.
وقد تم بالفعل تخريج الدفعة الأولى والثانية لسفراء المناخ وبإشادة من الأمم المتحدة لهذا الاهتمام الشعبى المتجسد بهذه المبادرة قد نشرت صور سفراء المناخ والبرنامج التدريبى على صفحتها الخاصة بالتنمية المستدامة.
لعب السفير مصطفى الشربينى دورًا محوريًا فى مؤتمر الأطراف COP29 المنعقد فى باكو، أذربيجان، حيث ترأس وفدًا من المراقبين وخبراء المناخ، من أبرز إسهاماته:
- (تعزيز التعاون الدولى):
- حيث دعا إلى تعزيز التمويل المناخى العالمى مع التركيز على أن تمويل المناخ ليس مجرد مساعدة، بل استثمار فى مستقبل العالم، إذ تم التأكيد على أهمية وضع خطط وطنية للتكيف مع تغير المناخ وتقليل الانبعاثات بطريقة عادلة ومنظمة.
- (سوق ائتمان الكربون):
شارك فى إقرار معايير دولية جديدة لسوق ائتمان الكربون، التى تهدف إلى تمويل مشاريع لخفض الانبعاثات، مثل زراعة أشجار المانغروف ومبادرات لترشيد استهلاك الطاقة. هذه الخطوة تساعد الشركات والدول على تحقيق أهداف خفض الانبعاثات بطريقة فعالة.
- (دعم الأجيال القادمة):
نظّم فعاليات فى المنطقة الزرقاء، بما فى ذلك أنشطة للأطفال وذوى الإعاقة، بهدف تمكينهم وإيصال أصواتهم لصانعى القرار فى قضايا المناخ، وقد شارك فى هذه الجهود خبراء ومتخصصون لتعزيز الوعى المناخى بين الشباب.
"السفير مصطفى الشربيني"
هو خبير مصرى بارز فى مجالات التنمية المستدامة، تقييم المخاطر البيئية، وأسواق الكربون، إذ يشغل منصب رئيس الكرسى العلمى للبصمة الكربونية والاستدامة التابع لمنظمة الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، فضلاً عن دوره المحورى فى تعزيز التعاون الدولى، خاصة بين الدول العربية والصين، لدعم مشاريع الطاقة المتجددة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وهو أيضاً الأمين العام فى "الاتحاد الدولى لخبراء التنمية المستدامة" فى المملكة المتحدة، ورئيس مجلس إدارة "جريدة أخبار التنمية المستدامة"، و"كرسى الألكسو للبصمة الكربونية والاستدامة"، ورئيس مجلس أمناء "مؤسسة الفريق التطوعى للعمل الإنساني"، ورئيس "مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي"، والمنسق العام للحملة القومية لترشيد استهلاك المياه "حملة الأمن المائي".
كما أنه مؤسس ورئيس "مبادرة رواد البصمة المائية" بالشراكة مع "منظمة الأمم المتحدة"، و"مبادرة الحياد الكربوني"، وعضو مجلس إدارة "اتحاد الصحفيين الأفريقيين"، وعضو اللجنة التأسيسية ومنسق عام الهيئات والروابط الشبابية فى "اتحاد الزراعيين الأفارقة"، ورئيس "برنامج التنوع الثقافى والدمج الاجتماعى، للشباب الأفريقي"، كما اختارته المفوضية الأوروبية سفيراً لميثاق الاتحاد الأوروبى عام 2022.
نال "قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية للأعمال التطوعية فى الوطن العربي" فى مجال التسويق والإعلام الاجتماعى، و"جائزة المناصرة المميزة للتكيف المناخى الأفريقي" من قبل "مركز الدراسات البحثية الأميركية الأفريقية".
أبرز إنجازاته ونشاطاته:
(تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة):
أشاد بالدور الكبير للصين فى تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة فى أفريقيا، مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية فى مصر، والتى تُعتبر واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية فى العالم. أكد أهمية هذه المشاريع فى تحسين فرص الحصول على الطاقة ونقل التكنولوجيا إلى الدول الأفريقية.
(أسواق الكربون):
دعا الدول الأفريقية إلى الاستفادة من أسواق الكربون لتوفير تمويل مستدام لمشاريع تقليل الانبعاثات الكربونية ومكافحة التدهور البيئى، إذ إنه يرى أن هذه الأسواق توفر فرصة لتحقيق فوائد مزدوجة: تمويل المشاريع البيئية وتقليل الانبعاثات.
(التعاون الإقليمى والدولي):
يركز على أهمية التعاون بين الدول النامية لتعزيز التنمية المستدامة. شدد على دور مبادرات مثل "إطار كونمينغ-مونتريال للتنوع البيولوجي"، فى عكس مسار فقدان التنوع البيولوجى على مستوى العالم.
(الطموحات المصرية للطاقة الخضراء):
يساهم فى دعم رؤية مصر لتصبح مركزًا عالميًا للطاقة النظيفة، بما فى ذلك تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مع التركيز على الاستفادة من الخبرات العالمية فى هذا المجال.
- يقول السفير مصطفى الشربينى:
"ويسعدنى أننى كنت رئيس وفد مراقبين فى COP29 ونظمنا خمسة أحداث بالمنطقة الزرقاء، منهم حدثان بالمنطقة الزرقاء فى جناح دولة غانا عن أسواق الكربون والثانى عن ذوى الإعاقة ومكافحة التغيرات المناخية، كما قمنا بتنظيم 3 أحداث مع UNFCCC فى المنطقة الزرقاء الأول يوم 19 نوفمبر بعنوان "البصمة الكربونية والاستدامة"، والثانى يوم 20 نوفمبر بعنوان "الابتكار والمبانى الخضراء"، والثالث يوم 22 نوفمبر بعنوان "العدالة المناخية وهدف التمويل الكمى الجديد"، وتظاهرة مع الشباب الأفريقى عن التمويل لدعم الدول النامية ولدعم توصيات COP27 لما كان له أكبر الأثر فى الخروج بالموافقة على هدف التمويل الكمى الجديد وإقرار 300 مليار لصالح الدول النامية.
كما إننا شركاء مع UN DESA ورئيس 4 مبادرات عالمية بالامم المتحدة وهى:
(سفير ميثاق المناخ الأوروبى استشارى الكربون للمكتب الاستشارى العلمى للحرب الكيماوية وخبير ومدقق الكربون المعتمد للهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، رئيس الكرسى العلمى للبصمة الكربونية والاستدامة بالإلكسو - جامعة الدول العربية، عضو مجموعة العمل الثالثة WG3 بمنظمة الصحة العالمية، والمراقب باتفاقية باريس لتغير المناخ بالأمم المتحدة).
من أشهر مؤلفاته:
- "دليل البصمة الكربونية للشركات".
- "دليل البصمة الكربونية للمنتج".
- "دليل التحقق والإفصاح عن انبعاثات الغازات الدفيئة".
- "دليل آلية تعديل حدود الكربون".
- "دليل الكربون الأزرق".
- "دليل مشروعات تعويض الكربون".
- "دليل أسواق الكربون، الطريق إلى الاقتصاد الأخضر".
وفى إطار خطة الدولة للتنمية الصناعية:
كان قد استعرض الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، الموقف التنفيذى للخطة العاجلة للتنمية الصناعية خلال 130 يوماً، وذلك خلال المؤتمر الصحفى الأسبوعى الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وأشار الوزير إلى أن القرار الرابع والعشرين هو إقرار الخطة التنفيذية لآلية تعديل حدود الكربون CBAM للتركيز على الصناعات المُستهدفة لدول الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة مثل (الحديد والصلب – الأسمنت – الألومنيوم – الأسمدة – الكهرباء – الهيدروجين – السيراميك – الزجاج).
جعل الله الخير فى أبناء مصر دائماً وأبدا