قال الدكتور عطية عطية عميد كلية هندسة الطاقة والبيئة بالجامعة البريطانية، إن السيناريوهات المستقبلية لسعر النفط في ظل فائض المعروضة والتغيرات الجيوسياسية المعقدة، مثل الحروب الدائرة في الشرق الأوسط والصراع الروسى الأوكرانى والتغيرات التكنولوجية في تحول الطاقة يتطلب تحليلاً يجمع لعوامل العرض والطلب، موضحا أنه فى بداية عام ٢٠٢٤ كان كان معدلات الضخ العالمية بداية بناء على ما يقرب من 102.9 مليون يرميل في اليوم هذا يشمل كل دول الأوبك وغيرها وكان يستهلك حوالي 101.6 مليون برميل يوميا هذا الأتزان بين العرض والطلب أوبيت الانتاج والاستهلاك ادى استقرار سعر البرميل إلى حد ما مع العلم بوجود بعض المؤثرات مثل المناطق الساخنة في المنازعات والظروف الاقتصادية و كذلك استراتيحية الاوبك في الانتاج قبل سوق النفط.
وتابع الدكتور عطية عطية، أنه بناءا على ما سبق بوجد ثلاث سيناريوهات محتملة لسعر النفط فى ظل زيادة المعروض وزيادة انتاج الطاقات المتجددة ، وتباطؤ الاقتصاد العالم لافتا أن السيناريو الأول يتضمن فائض المعروض اكثر من الطلب وهذا سیؤدى إلى استقرار اسعار منخفضه للبرميل من خلال أن الدول التي لديها مخزون محقق مرتفع مثل الولايات المتحدة الأمريكية منتج من خلال الزيت الصخرى سيؤدي ذلك السيناريو إلى انخفاض الإيرادات النفطية للدول المنتجة وينتج عن ذلك ضغوط ماليه على الدول الناشئة، موضحا أن الاستفادة من هذا السيناريو سيكون للدول المستوردة من ان انخفاض الأسعار لدعم اقتصادها .
أما السيناريو الثاني ، فأشار الدكتور عطية عطية، أنه قد ترتفع الأسعار بسبب التوترات الجيوسياسية خاصة فى منطقة الشرق الأوسط مثل تهديد خطوط الإمداد بمضيق هرمز أو فرض عقوبات اضافيه على روسيا وهذا السيناريو سيؤدي إلى ارتفاع الايرادات للدول المنتجة وزياد تكلفة الاستيراد للدول الناشئة مما قد يؤدى عجز الموازنة العامة للدول.
وتابع عميد كلية هندسة الطاقة والبيئة بالجامعة البريطانية، أنه فيما يتعلق بالسيناريو الثالث وهو تذبذب الأسعار ما بين ارتفاع وانخفاض وهذا السيناريو يكون تأثيره أكثر على الدول الناشئة ويزداد مخاطر الاستثمار القطاع النفطى.
وأشار الدكتور عطية عطية، إلى أن مستقبل السعر العالمي للنفط، أن هذه المؤثرات يكون على مرحلتين على المدى القصير قد تظل الاسعار تحت الضغط بسبب فائض المعروض وتراجع الطلب من دول كثيرة مثل الصين واتجاهات استخدام الطاقات المتجددة، لافتا إلى أنه وعلى المدى المتوسط إلى الطويل في ظل الصراعات الحالية قد ترتفع الأسعار مؤقتاً، وكذلك اتجاه كثير من الدول لتنوع مصادر الطاقة لكى تحقق امن الطاقة لديها باستخدام أكثر من مصدر من الطاقات المتجددة والطاقة النووية،والهيدروجين، لافتا أنه على المدى البعيد سيؤدى الى استقرار انخفاص سعر النفط واتجاه استخدام النفط في صناعات محددة ومما يؤدى إلى استقرار انخفاض سعر النفط وهذا بالطبع له تأثير إيجابى على الدول الناشئة التى تستورد النفط وله تأثير سلبي على الدول الناشئة المنتجة للنفط.
وتابع الدكتور عطية عطية: اليوم ومع التحديات التي يواجهها العالم مع ارتفاع تكلفة الواردات النفطية وتأثير التغيرات والاضطرابات الجيوسياسية على سلاسل الامداد يؤثر ذلك بصورة أكبر سلبيا على الدول الناشئة وعلى النمو الاقتصادي ومع زيادة المعروض تنخفض الأسعار مما يساعد الدول الناشئة على النمو الاقتصادي، لافتا إلى أنه يجب على الدول الناشئة أن تتبنى سياسات اقتصادية مرنة لكى تستوعب التغيرات في سوق النفط.