علاء شبل

خلافة على منهاج النبوة

الأحد، 08 ديسمبر 2024 05:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحدثنا في المقال السابق عن أحلام العابثين الحالمين بالسلطة والحكم وفي سبيل ذلك انتهكوا المحارم وأراقوا الدماء وإن حدثتهم جابهوك بحديث ثم تكون خلافة على منهاج النبوة وأننا نفعل كل هذه الموبقات لإعادة الخلافة ونعرض بداية نص الحديث

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فقال: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية ، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. رواه أحمد.


فهل حقق هؤلاء منهاج النبوة ليستحقوا الخلافة ومن أراد أن يعرف منهاج النبوة فلينظر إلى الخلفاء الراشدين الذين جاءوا من بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم وكانوا وثيقي الصلة به وبأخلاقه وصفاته.


فهذا عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة وقد سار على منهاج النبوة وكان أكثر الخلفاء عدالة وحزما وخشية لله تعالي وهو الذي قال قولته الشهيرة لو عثرت بغلة في الشام لسألني الله عنها لِمَ لم تصلح لها الطريق يا عمر، وهو الذي امتدت فتوحاته لتصل إلى أقاصي الأرض وأنشأ الدواوين وبيت مال المسلمين، وكان يحاسب الولاة على الفتيل والقطمير، وهو أول من وضع نظام من أين لك هذا بل قل هو أول من بدأ سياسة المقابلات الشخصية لاختيار ولاته، فيعقد جلسة حوار مع من يريد أن يوليه القضاء، ومن ذلك أنه جاء بمرشح للولاية وسأله ماذا لو جاءوك بسارق قال أقطع يده، فقال عمر فوالله لو جاءني جائع لقطعت يدك.. وكان يتحقق من ثروات الولاة والشبهات التي تطلق عليهم أولا بأول.


ولم يكتف عمر بذلك ولكنه كان قارئا للقرآن فاعما لآياته سائلا عما استعصى عليه فهمه دون خجل أو ادعاءٍ للعلم فقد روى عنه أنه توقف علي المنير وهو يخطب يوما ويتلو قوله تعالى (وفاكهة وأبا.. الآية فتوقف رافعا صوته هذه هي الفاكهة فما الأب يا عمر ما الأب يا عمر!
وهو من كان يرفع جلسة القضاء ليقرأ القرآن ويقول عندما يُلام في ذلك أخشى أن يشكوني هذا المصحف إلى ربي يوم القيامة ويقول يارب إن عمر اتخذني مهجورا !!


وعمر بن الخطاب لمن ينادون بالخلافة هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومع ذلك كان يقول يا ليتني كنت شعرة فى صدر أبي بكر، وكان على خشية دائمة من الله، فنراه يقول لو نادى منادٍ يوم القيامة كل الناس يدخلون الجنة إلا رجلا واحدا لظننت أن أكون أنا ذلك الرجل ومنهاج النبوة الذي نتحدث عنه هو الذي دفع ابن الخطاب إلى محاسبة زوجه عندما مسحت المسك في خمارها باعتباره حقا من حقوق المسلمين قائلا لها وهل يُنتفع منه إلا برائحته وهو نفسه الذي أعاد لبيت مال المسلمين ما كانت تدخره زوجه لشراء حلوى تاقت نفسها إليها وهي في بيت الخلافة، واستطاع عمر بتلك الصفات أن ينال وسام صاحب المنهاج سيدنا محمد عندما قال لو سلك عمر شعبا لسلك الشيطان شعبا آخر.


وقد أراد عمر أن يجمع الخير كله ليفوز بالجنة فتزوج أم كلثوم ابنة علي بن ابي طالب وخطب المسلمين ليوضح لهم العلة فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل سببٍ ونسبٍ صهرٍ مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري وأنا لي سببٌ مع رسول الله وهو الإسلام وتزوج ابنتي فأردت أن يكون لي السبب الثالث بالمصاهرة من آل بيت رسول الله.


والحديث عن عمر كثير وطويل، ولكن تكفينا الإشارة لنعيد السؤال مرة أخرى: من يستطيع أن يسير على منهاج النبوة ليكون خليفة راشدا كما كان عمر وغيره من الخلفاء الذين سنقف عندهم ومعهم لنبين المعنى الحقيقي المراد من الخلافة الراشدة.


 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة