التاريخ السوري كبير، وضارب في جذور الزمان، فمنذ مليون عام بدأ الإنسان القديم يصنع أدواته الحجرية وقد عثر على بعض نماذج من أدواته فى ترسبات حوض النهر الكبير الشمالي وحوض العاصي وموقع اللطامنة في شمال حماه، وتميزت ملاجئ ادي سكفتا في يبرود بأدوات حجرية يبرودية، أقام الإنسان السوري الأول فى مغاور يبرود وكهوف تدمر.
بدأت الحضارة في سوريا منذ العصر الحجري القديم (الباليوليتك)، أي قبل مليون عام خلت، عندما وصل الإنسان الأول (الهومو اركتوس) إلى بلاد سوريا قادماً من أفريقيا، ليستقر على ضفاف نهر الكبير الشمالي في قرية (ستمرخو) بريف اللاذقية، ويطوّر أدواته في التكيف مع البيئة المحيطة التي لا تزال تحتفظ بآثار هذا الإنسان الذي استوطن في سوريا لنحو 200 ألف عام، قبل أن يرثه إنسان "نياندرتال".
وبحسب تصريحات صحفية للباحث الأثري السوري في عصور ما قبل التاريخ الدكتور بسام جاموس، فإن "الإنسان الأول (الهومو اركتوس) سكن على ضفاف الأنهار الكبرى (الشمالي، الفرات، حوض البادية التدمرية)، ويحمل هذا الإنسان صفات بشرية فقامته تتراوح بين 150-170 سم، وحجم دماغه لا يتجاوز 1000 مم 3، وكان سلوكه يختلف عن باقي الكائنات وخاصة تقنيات تصنيعه للأدوات الحجرية كالفؤوس والمكاشط واكتشافه لإشعال النار بواسطة الاحتكاك، إضافة إلى حياته الاجتماعية ونشاطه في الصيد والالتقاط من جهة وفنون النقش والرموز التصويرية والتجريدية التي تركها لنا في المغاور والكهوف وهذا ما جعل العلماء يطلقون عليه اسم الإنسان الصانع".
ولفت جاموس إلى أن الاكتشافات الأخيرة أكدت فكرة تأسيس القرى الأولى ذات المنازل الدائرية في الألف العاشر قبل الميلاد. وخاصة في مناطق الفرات الأوسط وموقع جادة المغرة بريف حلب الذي عثر فيه العام الماضي على مدرسة فنية للألوان الثلاثة أسود-أبيض-أحمر عمر ألوانها 10 آلاف عام زينت مختلف أنحاء القرية. وفي غوطة دمشق تم اكتشاف 3 مواقع هي تل اسود والرماد وغريفي تحوي مجموعة من المباني الدالة على التطور المعماري العائد للألف السابع قبل الميلاد.