"اختر صديقًا أفضل منك"، يا تُرى هل يوجد الشخص الموضوعي الذي يُقرر أن هناك مَنْ هو أفضل منه؟ ويا تُرى هل من المنطق أن نختار أو نقترب من أشخاص ونحن على علم ويقين بأنهم أفضل منا؟ فكل إنسان يُرضيه أن يكون هو الأفضل، فهذا الشعور يُرضي غُروره، ويُشعره بقيمته وقدره لدى الآخرين، لأن الأفضل هو مَنْ نتمسك به، ونخشى أن نخسره، ونرفض فكرة ابتعاده، ولكن لو فكرنا خارج إطار النرجسية، وحُب الذات، والرغبة في تضخيمها، سنكتشف أن الأفضل يكون دائمًا أكثر راحة وتفهم، بمعنى أن الصديق الأفضل يسعى دائمًا لراحتنا، فيكون خير معين، وأصدق مشاعر، وبالقطع كل صفاته الحسنة والإيجابية ستنعكس علينا بالتبعية، وهذا الأمر ينسحب كذلك على الحُب والارتباط العاطفي، فالحبيب الأفضل يبذل قصارى جهده في إسعاد شريكه، ويكون مثالاً للإخلاص والصدق والتفاني في العطاء، وهذا بالقطع يخلق حالة من الرضا في العلاقة، ويدعم سبل الطمأنينة، ويُقوي أواصر الصلة بين الطرفين.
فلو أردت أن تنجح في حياتك، وتعيش في سلام وهدوء وطمأنينة، فاختر دائمًا الأفضل، وستكون أنت المستفيد، فالأفضل ستتعلم منه دون أن يتعالى عليك، وسيعترف بأخطائه دون أن يتكبر، وسيُعطي أفضل ما لديه دون أن يبخل، وسيتفانى في العطاء دون انتظار المقابل، وسيصدق في الوعود دون أن يُقسم، وسيتقي الله في كل سلوكياته بوازع من ضميره الإنساني، وليس خشية من نظرات الناس وآرائهم واستنكارهم.
فالأفضل يجعل الحياة أفضل، وهذا ما ينشده الإنسان في حياته أن يصل إلى أفضل الأشياء، وأفضل الأمور، وأفضل الحلول، وأفضل الاختيارات، والأحرى أن يصل إلى أفضل الأشياء في حياته، فليس من المهم أن يُشير على نفسه ويقول: "لقد اخترت صح"، فعندما نختار الأفضل، سيأتي علينا يوم ولابد أن نكون نحن الأفضل في كل شيء، طالما أننا نملك بداخلنا ضمائر حية، وقلوب نابضة، وعقول مُفكرة، فقطعًا سنصل إلى مرحلة الرغبة في الوصول إلى أفضل الصفات، وهذا لن يتأتى إلا باختيار الأفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة