دندراوى الهوارى

شماتة الإخوان فى أزمات المصريين.. والإشادة بطالبان أفغانستان.. القاهرة لن تكون كابول!

السبت، 10 فبراير 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تاريخ جماعة الإخوان - منذ تأسيسها، وبنائها الفكرى - قائم على الدموية، والنهم الشديد للسلطة، والأمر لا ينتهى عند حد السيطرة على الحكم فى بلد ما، بل تمتد شراهة الجماعة للرغبة فى حكم العالم، والقبض بأيديها - الملطخة بالدماء - على كل شبر فى هذا الكوكب، ولتحقيق هذا الحلم، ترفع شعار الكل فى واحد، وكل شىء مباح، لتحقيق هدف الاستحواذ على السلطة، فلا مانع أن تضع يدها فى يد الشيطان، وتمارس عمليات الانصياع والخنوع والخضوع والعبودية تحت أقدام الأقوياء، حتى ولو كانوا ألد أعداء الأمة، لتحقيق مصالحها، فى حين تستقوى أمام أبناء وطنها وأمتها، تقتل وتدمر وتحرق، ولا يعنيها وطن، ولا أرض ولا مقدرات، ولا شعوب آمنة مستقرة، فكل كل ما يعنيها هو مصلحتها فقط!
جماعة الإخوان لم تُضبط يوما فى وضع النظر على الجمال، والبحث عن الأمن والاستقرار، والإمساك بتلابيب الحداثة والتقدم والازدهار، لأن عينيها لا تنظران إلا إلى كل ما هو قبيح، ولا تسمتعان إلا بمناظر الدم، ومخلفات الحرائق، وأطلال الهدم والدمار.
 
وخلال الأيام القليلة الماضية، توسعت الجماعة فى استقطاب وتجنيد أعداد كبيرة من الذباب الإلكترونى «اللجان المأجورة» وأسكنتهم كل منصات السوشيال ميديا، وتقودها شخصيات معلومة محسوبة على الجماعة، وأعطت لهم تعليمات، إظهار الفرحة العارمة والشماتة بكل صورها، فى الشعب المصرى، لمروره بضائقة اقتصادية ناجمة عن أزمات عالمية، وهى سقطة أخلاقية لا نظير لها، وإعلان واضح وصريح أن الجماعة تعتبر الشعب المصرى - عن بكرة أبيه - خصما وعدوا.
 
الجماعة الإرهابية الوقحة، رفعت منسوب الشماتة والتشفى فى معاناة الناس، فى إعلان صريح وواضح بأنها تناصب العداء الصريح لكل الشعب المصرى بلا استثناء، لأنه يرفض وجودها ويصنفها جماعة إرهابية، ويضعها فى الخانة ذاتها التى يضع فيها الشعب الألمانى - وكل شعوب أوروبا - «النازية».
 
إعلان شماتة وتشفى الجماعة، ليس رصدا شخصيا منى فحسب، لكنه اعتراف معلن ومدون على الحسابات الخاصة والموثقة على مواقع السوشيال ميديا، لعدد من المحسوبين على الجماعة من الذين يفكرون بشكل برجماتى، والذين أكدوا أن الشماتة فى معاناة المصريين خطاب شديد السطحية وغير أمين فى تقييم الواقع، واعتراف صريح وواضح بأن الشعب المصرى بكل طبقاته وفئاته وأفكاره واتجاهاته عدو لجماعة الإخوان، وهو ليس خطأ سياسيا فادحا، فحسب، وإنما انتحار سياسى، بطريقة مؤلمة!
 
الشماتة والتشفى فى الشعب حسبما يرى بعض من منظرى أعضاء الجماعة ينزعان عن الإخوان عباءة الحديث باسم الشعب أو تمثيله أو الادعاء بالدفاع عن مصالحه وقضاياه، بل يضعانهم فى موقع الخصومة الثأرية معه!
 
فى المقابل، ووسط حملات الشماتة والتشفى، والإعلان الصريح للجماعة الإرهابية، وإبداء العداء والخصومة الثأرية من المصريين جميعا، فوجئنا بأعضاء الجماعة المعروفين بالاسم، وفى اسكريبت واحد، يدعمون توجه الذباب الإلكترونى، بالإشادة بحركة طالبان وكيف استطاعت تسديد كل ديون أفغانستان، فى وقاحة وفُجر لم يسبق لهما مثيل منذ هبوط آدم عليه السلام من السماء على الأرض وحتى كتابة هذه السطور.
 
جماعة تتدثر بعباءة الدين، وتتخذ من الإسلام شعارا لمشروعها المعروف فى أدبياتها بـ«أستاذية العالم»، ترتكب كل الموبقات الدينية، والأخلاقية بكل أريحية، ومنها الكذب، بكل صوره وأنواعه، فعندما تزعم أن طالبان سددت ديونها، لم تقل لنا كم تبلغ هذه الديون، قبل أن تدلس وتشيد بالباطل نكاية فى مصر!
 
الحقيقة أن أفغانستان لم تسدد ديونها، وأن جماعة الإخوان الحقيرة، نهجها الدائم تحويل سفاسف الأمور إلى أحداث كبرى لخدمة أهدافها ومخططاتها، لذلك اتخذت من تصريح للمتحدث باسم شركة كهرباء «برشنا» الأفغانية السيد حكمت الله ميوندى، على منصة «X» «تويتر سابقا» والذى أكد فيه أن أفغانستان سددت ديون الدول الأربع المجاورة، وهى: «أوزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وإيران»، والمبلغ قيمته فقط 627 مليون دولار، وجعلت منه حدثا عظيما، وإنجازا عملاقا، يفوق إنجاز بناء الأهرامات، وحفر قناة السويس، وبناء السد العالى!
 
جماعة الإخوان، الكاذبة بفجر، والكارهة لمصر، كوطن، والعدوة للشعب كله، والباحثة عن الثأر منه لأنه طردها من المشهد العام فى 30 يونيو 2013، تعلن شماتتها وتشفيها فى أزمات وأعباء المصريين، وتجعل منهم خصوما يجب الثار منهم، فى الوقت الذى تحاول فيه إقناع الشعب بأن حركة طالبان استطاعت سداد ديون أفغانستان، فى تناقض مقيت، وإمعانا منها فى إجبار المصريين على الشعور بالندم للخروج بثورة ضدها، وتعتبر أن سداد مبلغ 627 مليون دولار إنجاز تاريخى ضخم، وهو رقم أقل من سعر لاعب كرة قدم، من عينة كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسى!
 
محاولات الجماعة الوقحة، المقارنة بين مصر وحركة طالبان المسيطرة على السلطة فى أفغانستان، مجرد أضغاث أحلام، والبكاء دما على اللبن المسكوب، وعمليات تجميل فاشلة، لتحسين وجه الإسلام السياسى، باعتبار أن طالبان ذاتها مولودة من رحم الإخوان، ونقول للجماعة: كيف لشعب تعتبرونه عدوا لكم وتخططون للثأر منه، أن يتقبل عودتكم من جديد؟!  وستظل القاهرة البهية المستنيرة عاصمة التاريخ والثقافة والتنوير، ولن تتحول إلى نسخة من «كابول» عدوة التنوير، واعادة نصف المجتمع - «النساء» - إلى العيش فى عصور ما قبل الإسلام، متجردات من أبسط حقوقهن، والجلوس أسيرات جدران المنازل المتهالكة!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة