عيون تترقب وأياد ناعمة لا تتوقف عن العمل والأمل وإشراقة مستمرة تصنعها أيادى العاملات داخل ورشة صغيرة بمدينة قنا لصناعة أشكال من أخشاب السرسوع المصرى، فذلك المشهد لأول مرة ستراه داخل تلك المحافظة الجنوبية، الذى يجمع عدد من الفتيات فى مكان واحد يعملن فى مهنة قريبة بالنجارة، بل تحتاج إلى الفن والإبداع حتى تخرج المنتجات بمظهرها النهائى وكأنهن نقشوا على ألواح مرسومة وحولها إلى أنوانى خشبية ومستلزمات للمطبخ، وكذلك أدوات للسفرة وغيرها من الأشكال الخاصة بذلك النوع من الأخشاب.
ألوان داكنة متراصة جانب بعضها البعض وكأنها رسمت بعناية ودقة ولكنها طبيعة تلك الأخشاب التى أحسن الله صنعها، فتظهر فى النهاية منتجًا بديعاً يتنافس عليه المعارض ويصدر إلى دول خارج مصر، ورغم الوقت الذى تحتاجه القطعة الواحدة إلا أن الفتيات يواصلن العمل داخل الورشة منذ أكثر من 3 أعوام واكتسبن خلال تلك الفترة الخبرة الماضية التى أهلتهم إلى ترويج أعمالهم فى السوق وصناعة زبائن من مختلف الأماكن لاسيما أن الخامة طبيعية ولا تدخل فى أعمالها مواد مصنعة.
وقالت هبة محمد، صانعة الخشب بالورشة، إنها بدأت عمل داخل الورشة فى عام 2022 وكانت بمثابة تدريب فى البداية على المعلقة والشوكة وبعد الانتهاء من التدريب على خشب السرسوع بدأنا فى العمل بالأشكال الأخرى مثل أطباق الطعام والصوانى المختلفة والنجف وأدوات ضمن أساس المنزل، لافتًة أن مراحل العمل تقسم على الفتيات حتى يخرج المنتج النهائى للنور ثم يتم بيعه، وتتواجد منذ الصباح وحتى الساعة 2 ظهرًا.
وأشارت فاطمة مصطفى، صانعة الخشب بالورشة، إلى أن مراحل صناعة الخشب السرسوع تتمثل فى تقطيع الخشب بشكل دائرى ثم القطع بالمنشار وتوضع على المخرطة وتوضع على "الظرف" حتى تفرغ من الأخشاب وتبدأ علمية الصنفرة ووضع زيت الزيتون فى النهاية على المنتج الذى يعطيها اللون اللامع دون تدخل صناعى أو إضافة مواد صناعية يمكن أن تضر بصحة الإنسان، لافتة أنها اكتسب تلك الخبرة بعد فترة من التدريب ووجدت فى العمل متعة لأنه يعتمد على الإبداع والتفكير.
وأوضح فاطمة رشاد، صانعة خشب السرسوع، أنها كانت تكتسب الخبرة قبل دخولها الورشة وذلك لعمل والدها فى مجال النجارة وحبها لتلك المهنة، ولكن لوجود عادات تمنع الفتاة العمل فى مجال النجارة لم تمتهن ذلك المجال مع عائلتها وعندما اتيحت لها الفرصة للمشاركة فى ورشة خشب السرسوع شاركت بها وتعلمت صناعة الأشكال المختلفة وبدأت ف العمل مع الفتيات، مؤكدة أن من الصعوبات التى تواجه الفتيات هى خطورة المخرطة التى تحتاج إلى حرص وتركيز حتى لا تتعرض الفتاة لأذى.
وقال أحمد عبد الله، مدير مركز التدريب، إنه تم تدريب عدد من الفتيات على حرفة صناعة خشب السرسوع للعمل داخل الورشة كحرفيين والعمل على منتج خشب السرسوع الذى يتميز بالمتانة والقوى وكذلك منتجات الخشب صحية لعدم استخدام مواد صناعية، لافتًا أن الفتيات تخرج منتجات دقيقة وعالية الجودة تستخدم فى الحياة اليومية والمطابخ والمعارض وكل المنتجات متوفرة فى الوقت الحالى سواء داخل المحافظة أو خارجها، وهناك فتيات متواجدة داخل الورشة أو خارجها كمل من المنزل والمنتج يعتمد فى دهانه على زيت الزيتون فقط حتى يكون لامع بشكل طبيعى.
الفتيات-داخل-الورشة
عمل-الفتيات-داخل-الورشة
فتاة-تعمل-في-قطعة-خشبية
منتجات-الخشب
منتجات-الفتيات-داخل-الورشة
منتجات-خشب-السرسوع-بقنا
منتج-السرسوع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة