جماعة الإخوان الإرهابية، لا يمكن التوقف عن كشف حقيقتها، ويوم بعد يوم، وحدث تلو الآخر، تستخرج الجماعة كل ما هو جديد ومبهر من مخزن الخيانة والتآمر وكراهية الأوطان، واحتقار التقدم والازدهار، والثقافة والتنوير، وعشق العيش على أكتاف الكذب والمتاجرة، ولا يعنيها تشويه الدين طالما توظفه لمصلحتها وتحقيق أهدافها. ونقول لكل من كان يردد نغمة «فزاعة الإخوان» قبل 25 يناير 2011 وأثبتت الأحداث التى تلت هذا التاريخ وحتى الآن أنها ليست فزاعة، وإنما أقل بكثير من حقيقة الجماعة الباحثة عن هدم الأوطان، ولكل من يرى أن الجماعة انتهت عقب ثورة يونيو 2013، ولم يعد لها وجود، فهو قول مغلوط، يتصادم بعنف مع الحقيقة، فالجماعة مثل الحية التى لا تتأثر بقطع الذيل، وإنما تتوحش، وهو ما يحدث الآن، فرأس الجماعة تحيا وتفكر وتدبر الكوارث لمصر.
الدليل أنها تاجرت لسنوات طويلة بشعارات «للقدس رايحين شهداء بالملايين»، ووصف الإسرائيليين بأحفاد القردة والخنازير، وعندما وصلوا للسلطة، وسنحت لهم الفرصة لتحقيق وعودهم بتحرير القدس، فوجئنا بكبيرهم ينعتهم بالأصدقاء الأوفياء، بل والأدهى أنهم صدقوا ادعاءات فريق الدفاع الإسرائيلى أمام محكمة العدل الدولية فى الدعوى القضائية التى أقامتها جنوب أفريقيا، ضد المذابح الإسرائيلية فى غزة، والذى اتهم فيها مصر بمسؤولية منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، لأنها تسيطر على المعبر وليس إسرائيل.
نفس الأمر تكرر خلال الأيام القليلة الماضية، عندما ردد الرئيس الأمريكى الغائب عن الواقع، جو بايدن، فى مؤتمر صحفى، أنه أقنع الرئيس السيسى، لفتح المعبر وإدخال المساعدات لغزة. والعجيب أن المؤتمر الصحفى شهدت بدايته هجوما من الصحفيين، ضد بايدن بوابل من الأسئلة التى تتهمه بالنسيان والهذيان وأن ذاكرته غير قادرة على تذكر شىء، وهنا هبت كالعادة جماعة الإخوان لتصدق كلام رئيس يتهمه شعبه ومؤسساته الإعلامية ومنافسوه بأنه يهذى ويصافح الهواء ويتحدث إلى الموتى، وتناسوا أنهم وطوال عقود كانت الجماعة تتهم أمريكا بالشيطان الأعظم، فجأة تحولت أمريكا من كونها شيطان أعظم، إلى ملاك يجب تصديقه!
هل هناك وقاحة بهذا الشكل؟ نعم، وقاحة جماعة تسكن جيناتها الخيانة، ودستورها الارتماء فى أحضان كل أنواع الشياطين من أجل الإساءة لمصر، حتى وإن كانت إسرائيل أو أمريكا و«الأبالسة» طالما الأمر يسىء لمصر، ولا عجب من موقف الجماعة، التى ترى فى مصر مجرد حفنة من تراب عفن، وإنما العتاب كل العتاب على الذين يصدقونها ويتعاطفون معها!
مواقف الجماعة عبر تاريخها تتلون كالحرباء، وبكل ألوان الطيف السياسى والعقائدى، تحت زعم الاختراق والتواجد، لذلك هناك إخوانى يسارى وإخوانى ليبرالى وإخوانى شيعى وإخوانى داعشى وإخوانى إسرائيلى وشيطانى.
ونبدأ بـ«الإخوانى الإسرائيلى» وهو النوع الذى طفا على السطح مؤخرا، بعد إعلان عضو الكنيست الإسرائيلى منذ 2019 منصور عباس، والمعلوم انتماؤه وعضويته لجماعة الإخوان المسلمين، لتحالف من اليمين الإسرائيلى لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، وسط صمت إخوانى مطبق، سواء داخل حركة حماس، أو خارجها.
منصور عباس، كشف حقيقة الإخوان الذين يتحالفون مع إسرائيل سرا وجهرا رغم مزاعم قياداتهم ومنصاتهم ومنابرهم الإعلامية بالعداء مع الدولة العبرية التى يصفونها بالكيان الصهيونى لإثارة مشاعر أنصارهم، والوقائع كثيرة منها ما هو مثبت وخرج للعلن، ومنها ما زال فى إطار السرية، وأن الصفقات بين الجانبين لم ولن تتوقف.
ولا يمكن أن ننسى المقال الذى كتبه الأديب الكبير محمود عباس العقاد، فى صحيفة «الأساس» فى يناير 1949 تحت عنوان «الفتنة الإسرائيلية» أكد فيه أن مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين» حسن البنا من أصول يهودية مغربية جاء لتخريب الإسلام.
أما الإخوانى الشيعى، فهو شكل من أشكال البراجماتية السياسية، وبدأ تدشين هذا المصطلح مع نجاح الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخمينى 1979 للاستفادة بشكل أو بآخر من هذا الزخم الثورى، وتلقى الدعم والمساندة.
نفس الأمر ظهر الإخوانى اليسارى، لاختراق التيار القومى عقب انقلاب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على الجماعة، لمعرفة ما يدور من خطط وأهداف، تستطيع الجماعة توظيفها لمصلحتها، سواء بالاستفادة وتحقيق مغانم، أو تفادى مخاطر!
والإخوانى الليبرالى ظهر عندما تحالفت الجماعة مع حزب الوفد الجديد سنة 1984 وحصدوا 36 مقعدا فى انتخابات مجلس الشعب حينها.
أما الإخوانى الداعشى، فرأينا جميعا كيف خرجت داعش وتنظيم القاعدة من رحم جماعة الإخوان، وعندما خططت الجماعة لاختطاف حراك 25 يناير، وامتطاء ظهور مراهقى الثورية، والتيارات المدنية التى تمارس السياسة برومانسية مفرطة، قررت الجماعة مبكرا الاستعانة بالتنظيم الداعشى واستقدمته إلى سيناء، لتشكيل جيش موازٍ قوامه 200 ألف مقاتل فى استنساخ للحرس الثورى الإيرانى، ولولا يقظة الجيش المصرى، وتضحياته فى التصدى للمخطط، لكان هناك جيش داعشى فى مصر، على غرار الحرس الثورى، يطمس هوية مصر الحضارية، ويعيدها لعصور الظلام!
أما الإخوانى الشيطانى، فهو الإخوانى الحاصل على الجنسية الأمريكية، وبما أن الجماعة كانت تصف أمريكا ولعقود طويلة، بالشيطان الأكبر، فإنها قررت أن «تتشيطن» وتدفع بأبنائها للارتماء فى الحضن الأمريكى، واستدعاءه للتدخل فى الشأن المصرى بما يصب فى مصلحتها.
هذه الأنواع الستة من الأخونة، ليست من بنات أفكارى، ولكن وفق أدلة وبراهين، لا يمكن أن ينكرها إلا كل متغيب ومغرض وكاره للدولة المصرية، ما يؤكد أن جماعة الإخوان هى العدو الأول والحقيقى للشعب المصرى، فاحذروهم!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة