يحل اليوم ذكرى وفاة أحد كتاب الصحاح الستة، وهو الإمام ابن ماجة الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 20 فبراير عام 886م، كان محبًا للعلم منذ الصغر، وتردد على مجالس الشيوخ وعلماء الحديث حتى حفظ القرآن الكريم وذهب إلى حلقات ومجالس المحدثين التي كانت موجودة في مساجد قزوين بإيران، إلى أن قام بعدها بالارتحال لجمع الحديث الشريف.
اسمه محمد بن يزيد بن ماجة الربعى وكنيته أبى عبد الله، ولد عام 209 هجرياً بقزوين وهى بإيران، وهى مدينة فتحت فى عهد عثمان بن عفان، وهو أحد كتب الصحاح الستة، التى تشمل صحيح البخارى ومسلم، وسنن النسائى والترمذى، وأبى داود وابن ماجة، عندما ترك ابن ماجة مدينته كان فى عمر 22 من عمره، وذلك فى سنة 230 هجرياً فذهب إلى خراسان والبصرة والكوفة ودمشق وبغداد ومكه والمدينة ومصر وغيرها واستمرت رحلته خمسة عشر عاماً ثم عاد إلى قزوين واستقر لتدوين ما أثمرته تلك الرحلات ولتعليم أبناء وطنه ويدرس السنن والحديث لهم فكان يأتى إليه الطلاب من شتى الأمصار ليتتلمذوا على يديه.
قام ابن ماجة بتدوين كل ما تعلمه برحلاته بها، وألف العديد من المؤلفات لم يصل إلينا إلا كتاب السنن، ومنها كتاب السنن وهو أحد كتب الحديث الستة، ولقي الشهرة بسببه، وأحد أصول السنة النبوية الشريفة، فى هذا الكتاب وقام ابن ماجة بترتيب الأحاديث على أبواب، وقد اختلف العلماء حول منزلة الكتاب من كتب السنة الصحيحة الستة، وبسنن ابن ماجة يوجد الصحيح والحسن والضعيف وأيضاً المنكر والموضوع ولكن الأحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة إلى جملة الأحاديث الموجودة بكتابه والتى تزيد عن4341 ألف حديث، اشتركت مع الأحاديث الأخرى فى كتب الحديث الخمسة الأخرى ولكنه انفرد عنهم بحوالى 1339 حديثاً.
وما يميز الكتاب أن ابن ماجه اعتنى به شرحاً وتعليقاً، وقد قام بعض العلماء بعمل شروح له ومنها: "كفاية الحاجة فى شرح ابن ماجه" للسندى، و"مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه" للسيوطى، و"الكواكب الوهاجة بشرح سنن ابن ماجه" لمحمد المنتقى الكشناوى، وغيرها.
وتوفى ابن ماجه في شهر رمضان سنة 273 هـ وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبو عبد الله وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة