باعتراف كل المؤسسات الاقتصادية الدولية الكبرى، ووفق معايير الاستثمار، فإن صفقة مشروع تطوير رأس الحكمة، يأتى على قمة هرم نجاح التفاوض وتحقيق المكاسب بين الحكومة المصرية ونظيرتها الإماراتية، للدرجة التى أدهشت الجميع، فى ليلة فرح فيها الشعبان، المصرى لنجاح حكومته فى إبرام صفقة استثمارية هى الأكبر فى تاريخ البلاد، والشعب الإماراتى على نجاح حكومته فى الاستثمار فى وطن شقيق، ما يمثل تعاونا مبهرا بين الأشقاء، ورسالة تأكيد على أن الدول العربية تمتلك مقومات كبرى تمكنها من التعاون والتكامل الاقتصادى فيما بينها، وبما يفيد الشعوب العربية، والتخلص من عقدة الخواجة، إذا ما وضعنا فى الاعتبار الأوضاع الدولية المتفجرة، وتوحش القوى الكبرى فى البحث عن مصالحها فقط.
تفاصيل الصفقة أدهشت الجميع، المعارض والكاره قبل المؤيد، فالأرقام المالية وحجم الأعمال، وما سيدره من مكاسب مالية وقيمة اقتصادية وتنموية، مذهلة، فضخ 35 مليار دولار فى شرايين الاقتصاد المصرى، مباشرة وخلال شهرين، هدف ذهبى، إذا ما وضعنا فى الاعتبار جدية المشروع كونها بين كيانات كبرى مسؤولة، تحترم اتفاقياتها وتخشى على سمعتها الاستثمارية، وليس بين مستثمرين معرضين للتراجع والإخلال بالاتفاقيات.
ومن المكاسب الكبرى للصفقة، أنها أعطت جرعة ثقة فى قدرات الاقتصاد المصرى، ولفت الأنظار للمقومات المتعددة التى يتمتع بها، وسوق ضخم يتجاوز 100 مليون مواطن، وقدمت شهادة بجدية الدولة على فتح كل الأبواب والمنافذ على مصراعيها أمام الاستثمار الأجنبى الجاد والمفيد، وأيضا المحلى، مع تقديم كل أنواع الدعم وتذليل العقبات، وتوفير المناخ الدافع للنجاح وتحقيق المكاسب، وأن الإعلان عن تخارج الدولة، صادقا وحقيقيا.
الدولة المصرية ومن خلال هذه الصفقة، بعثت برسالة جوهرية، أنها وطوال السنوات العشر الماضية، بذلت جهدا كبيرا فى تطوير البنية الأساسية، وطفرة كبرى فى الطرق والمحاور، وعندما كانت الناس تسأل، ما هى أهمية الطرق والكبارى، كانت الإجابات كثيرة، اقتنع بها البعض، والمغرضون سخفوا منها، حتى جاءت صفقة مشروع تطوير رأس الحكمة، لتجيب عن هذا السؤال بوضوح وجلاء، وهى أنه ولولا التطوير فى البنية التحتية، وإحداث طفرة كبرى فى الطرق والمحاور والكبارى، ما كان لمثل هذه الصفقة أن ترى النور.
الخبراء الاقتصاديون، وكبار المستثمرين، أصحاب المشروعات الكبرى عالميا، ومن الذين يتمتعون بسمعة دولية اكتسبوها مما حققوه من نجاحات مبهرة، أجمعوا على أن الصفقة وبالتفاصيل التى أعلنها رئيس وزراء مصر، نجاح فريد، من حيث ضخامة المبالغ التى ستسدد نقدا، ومن القيمة الإجمالية التى ستضخ فى شرايين الاقتصاد المصرى، ومن مكاسب الشركاء - وهو الأهم - أن العقود المبرمة خاضعة للقانون المصرى، وهى ثقة متبادلة بين الجانبين الإماراتى والمصرى، تأسيسا على أن مصر وطوال تاريخها تحترم اتفاقياتها، وتلتزم بكل واجباتها، ولم تتنصل يوما من اتفاقية أبرمتها، وأن النظام السياسى الحالى، رسخ لهذه الفضيلة، وصدرها للعالم.
وتتبقى أمور جوهرية من وجهة نظرى، تخص المؤتمر الصحفى لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، للإعلان عن الصفقة الكبرى، وتتمثل فى الآتى:
1 - المؤتمر منظم بشكل احترافى متميز، وقصير ويحمل اجابات واضحة.
2 - الصراحة والمكاشفة والشفافية فى إعلان تفاصيل المشروع، بالأرقام، والتوقيت الزمنى.
3 - الإجابة - وبكل وضوح - عن عدد من الأسئلة التى كانت تشغل بال المواطن المصرى، بكل وضوح.
4 - المشروع رسالة ثقة كبيرة وواضحة للعالم، أن اقتصاد مصر كبير، ومتنوع ومتميز، وسوق ضخم.
5 - يمكن البناء على هذه الصفقة، بإرادة سياسية قوية، والسعى الدؤوب، والسرعة فى عقد الصفقات المتتالية بقطاعات أخرى متعددة، وهو من شأنه إحداث قفزة اقتصادية كبرى.
6 - خطوة المكاشفة والمصارحة للحكومة، مهمة وجوهرية، لبناء وتعزيز جسور الثقة بينها وبين الشعب.
7 - نتمنى تشديد الرقابة على الأسواق، والضرب بيد من حديد على كل يد متلاعب، ومحتكر.
8 - الصفقة، بارقة أمل كبرى، ورسالة طمأنة للشعب المصرى، فى قيادته وأنها تسير فى الطريق الصحيح، نحو التنمية الحقيقية، وإحداث نهضة اقتصادية وتنموية تدفع بالبلاد نحو التقدم والازدهار
وفى الأخير، فإن صفقة مشروع تطوير رأس الحكمة، معبرة بجلاء عن الإرادة السياسية والجدارة الاقتصادية وبث الأمل والثقة للمصريين، وتقطيع شرايين الخونة والمتآمرين والكارهين، من كيانات وتنظيمات وجماعات، وحتى أشخاص!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة