نعم بجوار بيتنا آثار من 500 مليون سنة، أنا لا أكذب أو أبالغ في عدد السنوات، وكل ما يتضمنه كلامى سالف الذكر من معلومات وأرقام صحيح، ولدى ما يثبت بالصوت والصورة، فأنا أسكن بالقرب من منطقة "آثر النبي" الكائنة بمحافظة القاهرة، وقررت الذهاب إلي المتحف الجيولوجي بصحة أسرتي، وهو قرار لو تعلمون عظيم، والمتحف يقع تحديدا علي كورنيش النيل بمحيط زهراء مصر القديمة، يحتوى علي كل يبهرك من مقتنيات ومعلومات.
يحتوى المتحف الجيولوجي علي هل ديناصورا مصريا وقطعة من القمر ونيزك من المريخ، فضلا عن عظام لحوت وغيرها من المقتنيات التي يتخطى عمرها 500 مليون سنة أو ما يزيد، فالمتحف الذي تدخله بـ25 جنيها يفتح أمامك أبواب المعرفة لتراثنا الطبيعي.
زرت المتحف وتجولت داخله بصحبة أسرتي، و60 دقيقة كافية بمرورك أمام جميع مقتنيات المتحف ومعرفة ما يحتويه من مقتنيات وآثار تأخذك إلي بحور التدبر والتفكير والإعجاب والإبهار، للتأكد أنك تقف على أرض بلد صدرت للعالم أجمع الحضارة والتقدم، فالمتحف دون أي مبالغة يحتوى على صخور وحفريات وشعب مرجانية وعظام زواحف وجماجم لحيوانات منقرضة وهياكل عظاميه لديناصورات وبجانب ذلك كله "حتة" من القمر.
المتحف الجيولوجي يضع مصر ضمن قائمة البلدان الرائدة في المتاحف الجيولوجية بل سبقت العالم، فقد أنشئ المتحف الجيولوجى المصرى فى عام 1901 كإحدى إدارات هيئة المساحة الجيولوجية ، داخل حديقة وزارة الأشغال العمومية بشارع السلطان حسين (شارع الشيخ ريحان حاليا) المتفرع من ميدان التحرير بالقاهرة ، وافتتح للجمهور فى الأول من ديسمبر عام 1904م ، ويعتبر الأول في العالم العربي والشرق الأوسط والرابع على مستوى العالم.. وبحسب المعلومات الموثوقة فإن من أهم واجباته المتحف تسجيل العينات المختلفة من صخور ومعادن وحفريات وترتيبها وتصنيفها وتنسيقها للعرض بالطرق الفنية وحفظها بالمتحف والعناية بها، وكانت أول عينات عرضت بالمتحف هى تلك التى جمعت من الفيوم لحفريات الحيوانات الفقارية الثديية عام 1879 وأرسلت إلى إنجلترا لتعريفها ودراستها ثم أعيدت إلى مصر ، وقد نشرت هذه الدراسة فى الجريدة الجيولوجية الإنجليزية عامي 1883 و 1894.
المتحف انتقل من مكان لآخر لينتهي به المطاف بمحيط آثر النبي علي ضفاف كورنيش النيل، ولكي تعرف المتحف وما يتضمنه وحكايات انتقاله من مكان لآخر، أدعوك إلي زيارته باصطحاب أسرتك إن شئت أو أصدقائك ولن تندم.
