يتواجد بجانب والده منذ 16 عاما داخل المحل الصغير بمنطقة السوق فى مدينة قنا يسن السكين وأنواع أخرى على الحجر اليدوى ولا يكترث إلا أنه طالب يدرس فى الفرقة الثالثة بكلية الهندسة بل يفتخر بما يقوم به من أعمال بمهنة توارثها جيلًا من بعد الجيل، فجده كان يعمل بها ومن قبله أكثر من جد، ومنذ نعومة الأظافر علمه والده السن والوقوف على الحجر للاعتماد على نفسه واكتساب الخبرة الكافية ولم يهمل دراسته بل تفوق حتى التحق بالكلية، فيذهب فى الصباح إلى محاضراته وفى المساء يساعد والده داخل المحل.
بشغف وحماس يحدثك الشاب عن تلك المهنة القديمة التى لا يعمل فيها كثيرًا من الصناع فى الوقت الحالى وكيف تعلمها على يد والده أقدم السنانين فى المحافظة ومدرب الكونغ فو السابق، فلمعة عينيه تستبق حديثه وشغفه ويديه تمسك بالأدوات التى يستخدمها فى السن لتثبت أن ذلك العمل جاء بعد وقت من التدريب والممارسة، وفى ركن صغير بالمحل يمارس الشاب هوايته ومهنته الأخرى وهى تصليح ماكينات الحلاقة الكهربائية والتى تعمل بالبطارية وذلك لارتباطه بالمجال الفنى ومجال دراسته.
وقال محمود عبده السنان، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة، إن تلك المهنة متوارثة من الجد السابع وبدأ فى تعلمها بسن السكين والمقص وهو فى عمر 6 سنوات بعد مشاهدة والده يعمل فيها وكحب الأطفال للمشاركة والاطلاع بدأ فى المكوث لساعات مع والده يشاهد ما يقوم به حتى تعلمها وتواجد مع والده، لافتًا أن عملهم لا يعتمد على سن السكين والمقص فقط ولكن السن يكون لكل أدوات موجودة فى المطبخ وكذلك بعض الآلات التى تعمل بالكهرباء ولها شفرات حادة.
وأوضح محمود، أن الأدوات التى يتعمد عليها فى المحل هى أسطوانة تقطيع الخشب والصنفرة وأسطوانة قطع الحديد وماكينة الحجر الصخرى وهى ثابتة لا يتغير الحجر إلا بعد انتهاء صلاحيته ويأتى من أماكن فى القاهرة ويستمر لموسم أو موسمين، مؤكدًا أن من أكثر الصعوبات التى تواجه العامل هى احتاجه إلى الحرص طوال الوقت لأن الخطأ فيها يعرض حياته للخطر لاسيما أن يتعامل مع سكاكين ومقصات وأدوات حادة.
وأضاف طالب الهندسة، أنه يتواجد فى جزء صغير داخل المحل لتصليح ماكينات الحلاقة وإجراء صيانة لها وهو مرتبط بمجال الدراسة وتعلم العديد منه من خلال العمل والتواجد مع والده، وهناك ماكينات بها شرائح الكترونية بدأ فى صيانتها منذ 3 سنوات ليصبح الوحيد فى قنا الذى يسن ويصلح ماكينات فى نفس الوقت، لافتًا أنه له زبائنه الخاصة وأن موسم عيد الضحية هو الموسم الأكثر إقبالا على محل السن.
الشاب-أثناء-تصليح-الماكينات
الطالب-رفقة-والده
الطالب-يعمل-في-المحل-مع-والده
محمود-عبد-طالب-هندسة-ويعمل-في-سن-السكين-بقنا
محمود-على-حجر-سن-السكين
