أكثر من حدث يشير إلى خطر استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، وأيضا استمرار الاحتلال فى إعلان التمسك بالعدوان الذى يستهدف المدنيين والحياة فى غزة، فى الوقت الذى يبدأ فيه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن جولة بالمنطقة بحثا عن وقف لإطلاق النار، وضمان عدم اتساع الصراع، خاصة أن الولايات المتحدة اختارت مواجهة الهجمات على القواعد الأمريكية بقصف أهداف فى سوريا والعراق، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة ورافضة من العراق وسوريا اعتبروه تجاوزا للقانون الدولى ودعما للفوضى.
بلينكن يتحدث عن وقف لإطلاق النار، بينما رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعلن استمرار العدوان، ويعلن: لن ننهى الحرب قبل أن نكمل جميع أهدافها وهى القضاء على المقاومة وعودة جميع المحتجزين والوعد بأن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، وهى أهداف لم تتحقق بعد أكثر من 120 يوما على العمليات، فى الوقت الذى تتسع فيه كل يوم احتمالات اتساع الصراع، بشكل قد يصعب السيطرة عليه.
نتنياهو أعلن أيضا استمرار معاقبة منظمة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، والتى حرض عليها الاحتلال ونجح فى تحريض أوروبا والولايات المتحدة لوقف تمويلها، وهو ما يضاعف من خطر المجاعة، مع عجز المنظمة عن تقديم خدماتها حسبما أعلنت، ويصر رئيس وزراء الاحتلال على وقف عملها واستبدالها بأخرى، بينما الواقع أنه يضاعف من حملات التجويع والحصار والإبادة، التى تتناقض مع قرار محكمة العدل الدولية، التى طالبت الاحتلال بعدم ممارسة سلوكيات وخطوات تمثل إبادة وتصفية عرقية للفلسطينيين.
ويرفض بنيامين نتنياهو، كل مبادرات تبادل المحتجزين، رغم أنه لم يحقق أى نتائج سوى قتل المزيد من المدنيين، وبينما يعلن القضاء على المقاومة، فإن أغلب الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، والمدارس والجامعات والمراكز الطبية والمنازل، فقد بلغ عدد الأطفال الذين قتلهم العدوان فى غزة أكثر من 12 ألف طفل خلال 120 يوما حسب بيانات المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، الذى نشر أهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التى يشنها الاحتلال «الإسرائيلى» على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى.
وتشير بيانات المكتب، إلى أن الاحتلال ارتكب 2325 مجزرة جماعية، أسفرت عن 34238 شهيدا ومفقودا، و12 ألف طفل، و8190 شهيدة من النساء، و339 من الطواقم الطبية، و46 من الدفاع المدنى، و122 من الصحفيين، و7000 مفقود 70 % منهم من الأطفال والنساء، ونحو 67 ألف مصاب، ودمر الاحتلال 140 مقرا حكوميا و100 مدرسة وجامعة بشكل كلى، و295 مدرسة وجامعة تم تدميرها بشكل جزئى، و183 مسجدا بشكل كلى و264 بشكل جزئى، و3 كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال، و70 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال كليا و290 ألف غير صالحة للسكن، و30 مستشفى خرجت من الخدمة، و53 مركزا صحيا و150 مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال بشكل جزئى، و122 سيارة إسعاف، و200 موقع أثرى وتراثى.
هؤلاء الضحايا يكذبون بيانات نتنياهو عن تحقيق أهدافه، مع احتمالات اتساع الصراع إقليميا، وهو ما حذرت منه الدولة المصرية، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال استقباله لوزير الخارجية الفرنسى «ستيفان سيجورنيه»، والذى تناول الأوضاع فى قطاع غزة، واستعراض الجهود المصرية مع مختلف الشركاء لوقف إطلاق النار فى القطاع وإنفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء المأساة الإنسانية التى يعانى منها أهالى غزة، إلى جانب التشديد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسؤولياته تجاه تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
وزير الخارجية الفرنسى أكد حرص بلاده على تنسيق الرؤى والجهود مع مصر فى اتجاه الوقف المستدام لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، فى ضوء اتفاق مواقف الدولتين بشأن ضرورة منع دائرة الصراع من التوسع، وتفعيل حل الدولتين كأساس للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية كأساس لاستعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، مع رفض أية إجراءات أو سياسات تهدف لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتأكيد الدور المحورى الذى لا بديل عنه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فى تقديم الدعم لأهالى قطاع غزة، فى ظل الظروف الإنسانية الكارثية التى يتعرضون لها، والتى تتطلب دعم كل الآليات الدولية العاملة بالمجال الإغاثى.
الشاهد أن استمرار العدوان الذى يتواصل يهدد بمزيد من اتساع الصراع، بجانب ابتزاز المنظمات الدولية الداعمة للشعب الفلسطينى فى غزة، ومدى إمكانية أن تلعب فرنسا دورا مع أوروبا، لوقف حصار منظمة الأونروا، والدفع نحو مواجهة ووقف الاحتلال.